الإجهاد من المخاطر يشعل فتيل المضاربات التصحيحية في البورصات العالمية
نقطة التحول أو الوقفة التي تبعث على الانتعاش آخر يوم في التداول في الأسبوع يتخذ وضعاً مهماً تماماً في تحديد وجهة السوق نحو نهاية العام الحالي.
وحيث إن «وول ستريت» يدفع الأسعار إلى الأدنى في الجلسة الثالثة على التوالي، فإن القراءة الحالية توحي بصعود المزاج العام الذي يتوقع هبوط الأسعار.
بحلول منتصف اليوم في نيويورك سجل مؤشر «ستاندارد آند بورز» خسارة مقدارها 0.5 في المائة ليصل إلى 1.029.22 نقطة، بفعل الضغط من الهبوط الحاد في أسهم شركة ديل Dell للكمبيوتر في أعقاب تقرير الأرباح المخيب للآمال، وخسر مؤشر «ناسداك» المركب 0.8 في المائة ليصل إلى 2.139.77 نقطة.
أما مؤشر «داو جونز» للشركات الصناعية فإنه بعد أن تحول إلى المنطقة الموجبة لبضع دقائق في بداية التعاملات، هبط بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 10,291.79 نقطة.
بعد اندفاع دام بضعة أشهر ارتفعت فيه الأسعار عن مستوياتها الدنيا التي سجلتها في آذار (مارس)، يبدأ كثير من المستثمرين في الاعتقاد الآن بأن الموجودات الخطرة تُظهِر الآن علامات على الإجهاد. أضف إلى ذلك إمكانية أن الدولار، الذي يُنظَر إليه على أنه المحرك لكثير من النشاط الذي يتسم بارتفاع الأسعار، ربما يكون في سبيله إلى إنشاء نقطة دنيا يندفع بعدها إلى الأعلى، وازدادت حمى الحديث عن بداية «التصحيح» الذي طال انتظاره طويلاً.
حتى الآن لم يكن من شأن جلسة تداولات الجمعة القيام بشيء يذكر لطمأنة المراهنين على ارتفاع الأسعار. مؤشر فاينانشيال تايمز 100 تراجع عن المستوى الذي وصل إليه عند 5.300 نقطة وأقفل بهبوط مقداره 0.3 في المائة عند 5.251.4 نقطة، في الوقت تراجعت فيه جهود «اقتناص الصفقات» في شركات التعدين ليحل محلها مزيد من عمليات البيع. مؤشر فاينانشال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا هبط بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 1.003.2 نقطة، بعد أن هبط في إحدى المراحل إلى ما دون مستوى الألف نقطة.
لكن الضرر الحقيقي جاء من الاندفاع في سعر الدولار. ارتفع الدولار بنسبة 0.5 في المائة في مقابل اليورو ليصل إلى 1.4855 دولار، في حين أنه سجل زيادة مقدارها 0.5 في المائة على أساس الوزن التجاري النسبي ليصل إلى 75.64.
كان الذهب يحوم عند مستوى أدنى قليلاً من مستوى الذروة، ثم هبط بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 1.141.40 دولار للأوقية. وهبط النفط بنسبة 1 في المائة ليصل سعر البرميل إلى 76.64 دولار. أما مؤشر رويترز جيفريز سي آر بي RJ/CRB للسلع فقد هبط بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 273.85 نقطة. في بداية جلسة التعامل كان هناك طلب على الموجودات المأمونة، لكن سيطرت على الجلسة عمليات جني الأرباح بعد التحسن في الفترة الأخيرة. العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات ارتفع بنسبة 0.2 نقطة أساس ليصل إلى 3.343 في المائة. وسجل العائد على سندات الخزانة لأجل سنتين أدنى مستوى له منذ 11 شهراً ليصل إلى 0.674 في المائة، وتم التداول بها في مرحلة لاحقة بهبوط مقداره 0.1 نقطة أساس عند 0.703 في المائة.
النغمة الضعيفة في أسواق الأسهم ترسخت في وقت مبكر أثناء اليوم بعد أن تبنى المستثمرون الآسيويون نغمة تتسم بالعزوف عن المخاطر. واستمر الأداء التعيس لمؤشر نيكاي 225 في طوكيو، حيث هبط مرة أخرى بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 9.497.7 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر، بسبب رد الفعل من أسهم التكنولوجيا على ضعف القطاع في الليلة السابقة في «وول ستريت».
العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات ارتفع للمرة الأولى منذ بضعة أيام، بنسبة 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 1.315 بالمائة، على الرغم من قول الحكومة إن اليابان انزلقت مرة أخرى إلى الانكماش الاقتصادي.
مؤشر ستاندارد آند بورز - إيه إس إكس 200 S&P/ASX في أستراليا تضرر بصورة كبيرة، حيث هبط بنسبة 1.3 في المائة ليصل إلى 4.685 نقطة، في الوقت الذي تراجعت فيه شركات الموارد الطبيعية بفعل الضغط من عمليات البيع، وهو ما عكَس وقفة في اندفاع السلع.
مؤشر شنغهاي القياسي في الصين هبط بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 3.308.4 نقطة، في حين أن مؤشر هانج سينج في هونج كونج تراجع بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 22.447.2. وقد تراجعت أسهم البنوك الصينية على خلفية مخاوف من أن بكين ربما ترفع نسبة المتطلبات الاحتياطية من رأس المال في البنوك.