منبر المسجد

منبر المسجد

ورد هذا السؤال عبر الإيميل يقول فيه السائل: كثر في الآونة الأخيرة القراء الذين يتلون القرآن بطريقة بكائية (تشبه البكاء)، ما يُفقد التلاوة حلاوتها، وتتحول إلى ما يشبه العويل، فما رأيكم في ذلك؟ وجزاكم الله كل خير.
فأجاب الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقوله: الحمد لله، تلاوة القرآن من أفضل القربات؛ بل هي أفضل القربات المطلقة، ولتلاوة القرآن آداب منها الترتيل كما قال تعالى: «ورتل القرآن ترتيلا»، (المزمل:4). لكن بغير إفراط، فليس من الترتيل المشروع التقعر في تلاوة القرآن، وهو ما يسمى بالتجويد الذي فيه تشديد وتكلف، فإنه ينبغي أن تكون القراءة قراءةً سهلة ليس فيها تكلف، ومما يتأكد على تالي القرآن أن يتدبر ما يقرأ، ويكون اهتمامه بفهم معاني القرآن، ومما يستحب له أن يحسن صوته؛ بل ينبغي له ويتأكد عليه أن يحسِّن صوته بالقرآن دون تكلف، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» أخرجه البخاري (7527)، ومسلم (792)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأما من يخترع طريقة تخرج التلاوة عن حد الاعتدال كتصنع البكاء، وتكييف القراءة على هذا الوجه -كما جاء في السؤال - فأن هذه الطريقة تصيِّر التلاوة إلى نوع من العويل والصياح، وأنا لا أعرف هذه الصفة، لكن متى ما كانت قائمة على المبالغة والتكلف فهي مذمومة، فخير الأمور أوسطها، والله أعلم.

الأكثر قراءة