علماء ودعاة يحثون أئمة المساجد على توعية الحجيج والمواطنين

علماء ودعاة يحثون أئمة المساجد على توعية الحجيج والمواطنين
علماء ودعاة يحثون أئمة المساجد على توعية الحجيج والمواطنين
علماء ودعاة يحثون أئمة المساجد على توعية الحجيج والمواطنين
علماء ودعاة يحثون أئمة المساجد على توعية الحجيج والمواطنين

بدأ العد التنازلي لحج هذا العام ، ومع قدومه تبرز مشكلة تكرار الحج خاصة للمواطنين والمقيمين داخل مكة الذين يلجأون إلى التسلل من داخل المشاعر المقدسة لأداء الحج من دون تصريح ويحتاج هؤلاء إلى مزيد من التوجيه والإرشاد ، للحيلولة دون تكرارهم للحج ومضايقة الحجاج القادمين بصورة نظامية من الداخل والخارج، ويرى عدد من العلماء ضرورة التوعية المستمرة لهم خصوصا من أئمة المساجد في الخطب وبعد الصلوات المفروضة، وتقع على الأئمة في المساجد مسؤولية كبيرة تجاه تثقيفهم وإرشادهم، وهي مسؤولية كبيرة تحتاج إلى جهود من الجميع.

#3#

في البداية أكد الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أن الحج، وسائر العبادات، قد شرعها الله على اليسر والسهولة، فيجب أن تؤدى حسبما شرعه الله، ولن يكون فيها حرج إذا أديت وفقما شرعه الله، وتقيد فيها الحاج بالرخص الشرعية في الحالات التي شرعت فيها، وليس للإنسان أن يعمل شيئاً من العبادات على حسب ما يرى أنه الأسهل له، أو ما يراه آخرون مما لا يوافق ما شرعه الله، لأن ذلك هو الحرج والعسر، وإن ظن أصحابه أنه اليسر.

وأوضح الفوزان أن من التيسير في الحج، أن الله جعله مرة واحدة في العمر على المستطيع، قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} ولما قال رجل: أكل عام يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج مرة واحدة فما زاد فهو تطوع) فالذي يستطيع أداء فريضة الحج بدنياً ومالياً يجب عليه أن يباشرها بنفسه ومن استطاعها مالياً ولم يستطعها بدنياً لهرم أو مرض مزمن، فإنه يوكل من يحج عنه بالنيابة، بشرط أن يكون النائب حج عن نفسه، ومن لم يستطعه مالياً ولا بدنياً لم يجب عليه شيء.

وحث فضيلته أئمة المساجد على توعية المواطنين بعدم مخالفتهم لولي الأمر في الحج دون تصريح وتكرار الحج مما يسبب ازدحاما ومضايقة لمن يحجون لأول مرة، نسأل الله أن يتقبل من الجميع.

## المسلم القريب

من جانبه يقول الشيخ الدكتور سلمان العودة يُفترض أن الدافع للحج يكون إيمانيا دائماً لهذه الرحلة المباركة... فكيف يغفل المسلم القريب في هذه الديار عن الآثار الصعبة التي يحدثها تكرار الحج كل عام، أو عاماً بعد عام على إخوانه المسلمين القادمين من بعيد، المؤدين للفريضة- وليس النافلة - من شيوخ ونساء وضعفاء وفقراء ومرضى.. وهو لا يبالي بهم، ولا يكترث لمعاناتهم، والمهم أن يداوم على ما اعتاده من الحج؟!
وأضاف أنه في سبيل هذا العمل قد يزوّر الراغب في الحج الترخيص، وقد يكذب، وربما استدان مالاً، أو ترك أهله مع حاجتهم له، أو صارت رحلة الحج عنده فسحة ومتعة وتسلية واستئناساً بالصحبة المعتادة..

وقال: إنه لا بد من الالتزام إذا كانت تنظيمات الحج لا تسمح بتكراره الآن إلا بعد خمس سنوات، وهذا مبني على قرار هيئة كبار العلماء في المملكة حرصاً على تنظيم الحج وتفويج الراغبين فيه، وقد ورد في حديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقول: (إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ جِسْمَهُ وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ تَأْتِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَمْ يَفِدْ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ).رواه الطبراني وأبو يعلى والبيهقي وابن حبان، وضعّفه غير واحد.

وأضاف أنه إذا كانت صحة الجسم وسعة الرزق، وضمنها أمن الطريق محل رعاية، وهي أمور تعود للإنسان ذاته، فهذا يتضمن باللزوم رعاية حقوق الآخرين واحتياجاتهم ومصالحهم من أهل يعولهم، أو من لهم عليه استحقاق ما, ومنهم إخوانه المسلمون الحجاج الذين يطلبون ما يطلب ويريدون ما يريد.

وأوضح أن كثيرا من الناس يردّدون: ماذا يضرّ وجودي وأنا فرد واحد!، وإنني أتمنى من الشيوخ الأفاضل والدعاة وأئمة المساجد المفتين، وكبار العلماء, وأخصّ منهم سماحة المفتي العام للمملكة؛ أن يُولوا هذا الموضوع عناية خاصة، وأن يوجّهوا نداءات متكرّرة وقويّة إلى الصالحين من أهل هذا البلد خاصة؛ بأن يوفّروا على إخوانهم وعلى أنفسهم، وأن يتصدقوا بقيمة حجّهم، خصوصاً وقد صدر من هيئة كبار العلماء في شأن تنظيم الحج ما سبق.

ومضى يقول: إن الله تعالى سيكتب لهم نياتهم الصالحة ومقاصدهم الحسنة، وليؤثروا إخوانهم ممن لم يؤدوا الفريضة أصلاً، ولا يكونوا بفعلهم هذه النافلة سبباً -ولو غير مباشر- في ارتكاب ذنوب عظيمة من تفويت حجّ على مفترض، أو زِحام يؤدي إلى إزهاق الأنفس، وليراعوا المقاصد الشرعية العظيمة في سَن هذه العبادات وتشريعها للناس، فربما أدّى المرء نافلة، وتسبّب في مفسدة أعظم وأكبر.

## تكرار الحج

#4#

من جانبه حث الشيخ حامد الأحمري إمام وخطيب مسجد حي العامرة في أبها على ضرورة أن يحرص المسلم على تأدية حجة الإسلام ما دام لديه القدرة والاستطاعة، وعلى من أداها عدم تكرار الحج لما في ذلك من مخالفة لولي الأمر ومضايقة للحجيج، وأضاف أن بعضا من الناس يريد من المتابعة بين الحج والعمرة الأجر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث «ابن مسعود تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرور جزاء إلا الجنة» أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل: «والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر) متفق عليه، وهذه الأحاديث تدل على هذا الفضل لكن كما يعلم الجميع أنه تفد أعداد كبيرة من الحجيج سنويا لأداء العمرة والدولة وضعت آلية للحج، ومن الضروري أن يتقيد المواطنون بهذه الضوابط طاعة لولي الأمر وهم على أجر كبير إن شاء الله كما هو قول كثير من العلماء، ويمكن أن يتصدقوا بأجر هذه الحجة على من لم يتيسر له الحج من الفقراء نسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء.

وينبغي على أئمة المساجد والخطباء تثقيف المواطنين حول هذا الأمر وتذكيرهم مع اقتراب موعد الحج خصوصا الذين يتسللون من دون تصريح نسأل التوفيق للجميع.

## الامتثال للتنظيمات

#2#

يرى الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء، أن الإجراءات التي تتخذها المملكة لتنظيم الحجاج في الداخل وضرورة الحصول على التصريح «تصب في مصلحة الحجاج من أجل خدمتهم وتوفير جميع التسهيلات لهم».

ودعا المنيع المواطنين الراغبين في الحج إلى الامتثال لأوامر أولي الأمر بضرورة التقيد بالتنظيمات التي اتخذها ولي الأمر والتي تهدف إلى تحقيق المصلحة لضيوف الرحمن وتهيئة الأجواء وتقديم الخدمات لهم، حيث إنها مسؤولة مسؤولية شاملة عن جميع ما يتعلق بأمن الحجاج».

واعتبر المنيع أن طاعة ولي الأمر ملزمة في هذا الحال على جميع المواطنين، قائلا: «يجب على جميع المواطنين التعاون مع ولاة الأمر بالسمع والطاعة والاستجابة للتعليمات والإجراءات استجابة لأمر الله تعالى بطاعة ولاة أمورنا في ما لا معصية لله فيه.»

وطالب أئمة المساجد والخطباء بحث المواطنين على التقيد بتعليمات ولي الأمر لما تقتضيه مصلحة الإسلام والمسلمين.

ويؤكد الشيخ ماجد بن عبد الرحمن آل فريان إمام وخطيب جامع فهد المقيل، في حي الرحمانية الغربية بالرياض أن من عزم على الحج فعليه أن يحرص على النفقة الحلال وصحبة الرفقة الصالحة التي تعينه على مناسك الحج وتبصره بما ينبغي له في تلك المشاعر العظيمة، وأن يحرص على تعلم ما يهمه من مناسك الحج، أو يصحب طلاب العلم ليؤدي فريضته على أتم صفة وأكمل حال فكم من الجهالات تقع في مناسك الحج.

وقال: إن كان من لا يحج في كل خمسة أعوام محروماً، فما عسانا نقول لمن لم يحج حتى الآن حج الفريضة؟ هذا مع تيسر السبل وسهولة السفر وقصر المدة، ألم يكن آباؤنا وأجدادنا يقضون شهراً أو أكثر في سفر الحج ذهاباً وإياباً؟ أما الآن ولله الحمد والمنة فبإمكان أحدنا أن يحج بيت الله الحرام في ستة أيام أو سبعة بلا مشقة أو كلفة، لا سيما وقد كثرت الحملات التجارية المتنوعة في خدماتها وأسعارها، والسفر بحد ذاته لا يكلف كثيراً من المال.

الأكثر قراءة