سوق النفط تستند إلى «المخزون الأمريكي» وتتجاهل توقعات وكالة الطاقة
يبدو أن وضع الطلب على النفط ابتداء من الربع الحالي والمعدل السعري للبرميل وإذا كان سيظل في المستوى الحالي الذي تفضله الدول المنتجة سيكون الميدان الذي ستركز عليه السوق، وذلك على الرغم من الانشغال بوضعية الاقتصاد الأمريكي والإحساس أن الانتعاش لا يزال ضعيفا.
فرغم التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة وتوقعاتها بخصوص حدوث نمو في الطلب في الربع الأخير من هذا العام، إلا أن السوق اهتمت أكثر بتقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوعي الذي يتابع حركة المخزون والزيادة غير المتوقعة في حجمه، مما أدى إلى تراجع في سعر البرميل في رد فعل مباشر على حركة المخزون الأمريكية الأسبوعية. كذلك أسهمت قوة الدولار في إضعاف سعر البرميل، وذلك بعد أن حقق أكبر قفزة له خلال فترة ثلاثة أشهر.
فالمحللون توصلوا إلى قناعة بأن أساسيات السوق لا تزال ضعيفة، الأمر الذي يؤثر بصورة عامة في مستوى الطلب رغم أن حجم المخزون شهد تراجعا خلال فترة الأسابيع الأربعة المنتهية في السادس من هذا الشهر بنحو 920 ألف برميل، وذلك مقارنة بما كان عليه قبل عام.
ففي الأسبوع الماضي زاد المخزون من النفط الخام بنحو 1,8 مليون برميل إلى 337,7 مليون وليتجاوز بذلك حجم الزيادة التي كانت متوقعة من قبل محللي السوق نحو المليون برميل، ولو أنها تقل كثيرا عن توقعات معهد البترول الأمريكي، الذي وضع حجم الزيادة نحو 3,2 مليون برميل. مخزون البنزين من جانبه حقق زيادة بلغت 2,5 مليون برميل إلى 210,8 مليون، كما زاد حجم المخزون من المقطرات 300 ألف برميل إلى 167,7 مليون.
من ناحية أخرى ظل الطقس خاصة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة دافئا ومستوى المخزونات خاصة البنزين والمقطرات يناسب هذا الوقت من العام. ولهذا تراجع سعر البرميل يوم الجمعة إلى أدنى مستوى له خلال شهر، حيث استقر الخام الأمريكي الخفيف الحلو ويست تكساس عند 76,35 دولار للبرميل من شحنات كانون الأول (ديسمبر) ، كما تراجع خام برنت 47 سنتا إلى 75,55 دولار.
ويعو ذلك بصورة ما إلى تركيز السوق على مستوى الطلب في السوق الأمريكية، وآخر الإشارات الواردة في هذا الصدد أن المصافي تعمل بأقل طاقة لها منذ عقود إذا استثنيت فترات الطوارىء مثل الأوقات التي عانت فيها المرافق النفطية من إعصار كاترينا مثلا. وأدت قوة الدولار إلى إعادة النظر من قبل المستثمرين على أسلوب أتخاذ النفط بين سلع أخرى وسيلة للتحوط خاصة مع تضاعف سعر البرميل منذ مطلع العام. وفي تقدير لركس تيللرسون المدير التنفيذي لشركة إكسون موبيل فإن سعر البرميل يزيد بين 20 و25 دولارا بسبب تسعيره بالدولار الضعيف.
لكن يبقى تقرير الوكالة بتوقع نمو في الطلب هذا الربع ينسحب إلى العام المقبل مدفوعا بالنمو القوي والزيادة في الطلب في الصين والسعودية وإلى حد ما الولايات المتحدة مؤشرا على اتجاه السوق، وهو اتجاه تخشى الدول المنتجة وعلى رأسها السعودية أن تؤدي إلى أن يتجاوز سعر البرميل 80 دولارا، مما يؤثر من ناحية في الانتعاش الاقتصادي ويضعف من احتمالات النمو في الطلب على النفط، رغم أن إنتاج الدول الأعضاء في منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) الـ 11 زاد الشهر الماضي بنحو 110 آلاف برميل يوميا إلى 29 مليونا، علما بأن السقف المستهدف هو 24,84 مليون برميل يوميا.