توقف الدعم الخيري للمساجد يربك أنشطتها

توقف الدعم الخيري للمساجد يربك أنشطتها
توقف الدعم الخيري للمساجد يربك أنشطتها
توقف الدعم الخيري للمساجد يربك أنشطتها
توقف الدعم الخيري للمساجد يربك أنشطتها

هل يمكن للمساجد أن تكتفي بدعم فاعلي الخير أم أن على فاعل الخير مسؤولية إيجاد موارد تحافظ على مكانة المسجد كبعض الأوقاف الخاصة الذي يتولاها فاعل الخير ليستمر المسجد مؤديا رسالته على أكمل وجه، وخاصة أنه لوحظ في السنوات الأخيرة وجود مساجد توقف أصحابها عن إيجاد الدعم لها وتركوها، مما عطل الكثير من أنشطته ودوره الاجتماعي, وبالعكس هناك مساجد تقوم بدورها على أكمل وجه في هذا الجانب وأقامت مشاريع تربوية واجتماعية استفاد منها المجتمع وحفظت أوقات الشباب الذين انضووا تحت أنشطتها واستفادوا منها، أما الجانب السلبي فهو متمثل في عدم استمرار دعم المساجد التي بناها فاعلو الخير، وأضحت تبحث عن دعم أهل الخير ولن نذكر مسجدا بعينه فهي ماثلة أمام الجميع، ولمعرفة وجهة المعنيين والمتابعين لعمل هذه المساجد تحدث إلينا عدد من المسؤولين وأئمة المساجد عن هذه السيرة المتعلقة ببيوت الله.

#2#

في البداية أكد الشيخ إبراهيم بن محمد اليحيى وكيل وزارة العدل المساعد للتسجيل العيني للعقار أن لبناء المساجد وعمارتها فضلا كبيرا عند الله، ومن حرص على ذلك دون شك فإنه يبحث عن هذا الفضل والمكانة عند الله، ويتضح هذا الفضل عند الله من خلال عدة أحاديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري ومسلم عن عثمان - رضي الله عنه - أنه قال لما بنى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنكم أكثرتم عليّ، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة) وفي رواية: (بنى الله له في الجنة مثله).

وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة) (رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه).

ولذلك فإن الأصل في بناء المساجد هو الرغبة في الأجر من الله, سبحانه وتعالى، ومن وفقه الله لبناء المسجد وكان مخلصا في نيته ويبتغي بذلك وجه الله فإنه على أجر عظيم ، ولا يلزم أن من يبني المسجد لا بد أن يجعل هناك وقفا أو دخلا ثابتا للإنفاق عليه، لأن ذلك يعتمد على قدرة الشخص المتبرع ببناء المسجد المالية في عملية استمرار دعم المسجد والإنفاق عليه، فإذا كان قادرا على القيام بذلك فهو دون شك سيسهل الكثير من الأمور التي يحتاج إليها المسجد، ويستطيع أن يقوم بعملية صيانة مستمرة للمسجد ما دام أن المردود المادي يعالج أي مشكلة تعترض المسجد مضاف إلى ذلك دعم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وهي الجهة المشرفة على المساجد وتبذل ما تستطيعه من أجل العناية به والقيام بأمورها وفق السياسة التي تتخذها إزاء ذلك، والمتبرع عليه أن ينظر للمصالح التي ينالها عندما يتولى المسجد حتى يموت، وتكون له صدقة جارية، وإذا كان لديه أبناء وعندهم ما يكفيهم فعليه أن يخصص شيئا من ماله للأمور الضرورية بالمسجد حتى يكون مكتفيا عن الآخرين.

أجر عظيم عند الله

#3#

من جانبه يرى الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع حمد السليم في حي الصحافة في الرياض أن بناء المساجد فيه أجر عظيم عند الله وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على هذا الفضل, ولعلي أورد بعضا منها في هذه العجالة الحديث الأول عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من بنى مسجدا صغيرا أو كبيرا بنى الله له بيتا في الجنة) (رواه الترمذي)، وفي صحيح البخاري قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة)، وعن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من بنى لله مسجدا ليذكر الله فيه بنى الله له بيتا في الجنة) (رواه النسائي).

وهناك كما ذكرت أحاديث عدة في هذا الشأن، وأحب أن أؤكد على مسألة مهمة وهي من وجهة نظري لابد منها عند بناء المساجد وهو إنشاء مساجد نموذجية من قبل المقتدرين من فاعلي الخير وتعاهد هذه المساجد والاستمرار في دعمها لأن فاعل الخير إذا ترك المسجد ولم يستمر في دعمه سيتعرض المسجد لمتاعب كثيرة، ونحن نشاهد بعض المساجد التي لا تجد العناية اللازمة ويعجز إمام المسجد كيف يحل مشكلة المسجد، فبعضها تفتقد للنظافة أو ترميمه في وقت قياسي، وكذلك الاعتناء بها وتنفيذ البرامج التي تعود على أهل الحي بالنفع من دعم حلقات القرآن للبنين والفتيات وغير ذلك، ويجب أن يسهم جماعة المسجد أيضا في دعم برامج المسجد، ويقوم فاعل الخير هو بنفسه على ما يحتاج إليه المسجد ليواصل عطاءاته لخدمة المجتمع، وقد رأينا خارج المملكة مساجد كثيرة سعدنا بها ونتمنى أن نجد مساجدنا من ناحية النظافة مثلها.

#4#

ويختتم الشيخ خالد الهميش إمام جامع الفياض في الرياض الحديث عن أهمية مواصلة فاعلي الخير دعم المساجد بقوله إن هذا أمر مطلوب حتى يستطيع المسجد القيام بدوره ومواصلة أنشطته، وأما توقف الدعم فسيكون له تأثير سيئ في المسجد, والجميع يشاهد المساجد والجوامع الكبيرة التي يغدق عليها أصحابها كيف تقدم أعمالا مثمرة للمجتمع، نسأل الله التوفيق للجميع .

الأكثر قراءة