الأزمة المالية لن تثني دبي عن طموحها التنموي وأقتم غيومها «انجلت»

الأزمة المالية لن تثني دبي عن طموحها التنموي وأقتم غيومها «انجلت»

وجهت دبي على لسان حاكمها أمس رسالة «تطمين» إلى المستثمرين الدوليين، مفادها أن اقتصادها تعافى من تداعيات الأزمة المالية التي أضرت كثيرا بجميع القطاعات الاقتصادية، خصوصا قطاعي العقار والبنوك.
وحاول الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في رسالة وجهها إلى مجتمع الاستثمار الدولي من خلال مؤتمر نظمه بنك أوف أميركا ميريل لينش في دبي إعادة الثقة من جديد في اقتصاد الإمارة بتأكيده أن الأزمة المالية لن تثني دبي عن طموحها التنموي، ولن تزيحها عن موقعها الريادي، ولن تبعدها عن دورها الفاعل في ساحة الاقتصاد العالمي، ولن تفت من عزم أبنائها وتصميمهم على مواصلة مسيرة التطوير.
وقال في كلمة أمام حشد من الاقتصاديين ورجال الأعمال حضروا المؤتمر « اقتصادنا متنوع ولا يعتمد فقط على الاستثمارات الأجنبية التي نرحب بها على أرض دبي، حيث نفخر بمجموعة من الشركات الوطنية الانتماء والعالمية الانتشار التي تتمتع بالقدرة العالية والسمعة الدولية مثل طيران الإمارات وموانئ دبي العالمية ومجموعة جميرا وغيرها من الشركات التي تمثل الدروع الحقيقية.
وأضاف « أتفق مع من يقول إن الكلام سهل والمحك الحقيقي في التطبيق فإن ثقتي كاملة بقدرتنا على الفعل، والدليل على ذلك الإنجازات التي تقف واضحة للعيان على أرض دبي فهي خير برهان على واقعية تلك القناعة التي لم تأت من فراغ أو تستمد وجودها من آمال براقة وفي الوقت ذاته خاوية.
واستطرد قائلا « هذه الإنجازات وغيرها هي الدليل العملي والواقعي الذي نثبت به من خلاله قدرتنا على تخطي الأزمات وهي بطاقتنا الذهبية لمواصلة مرحلة جديدة من النمو والتطور مضيفا « أدركنا منذ وقت مبكر أهمية الاستثمار في ترسيخ قواعد بنية أساسية تتمتع بأعلى درجات الاعتمادية وتواكب أحدث ما وصل إليه العلم في مختلف المجالات».
وقال «خيارنا الاستراتيجي هو أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون مع حرصنا على تطوير نموذج تنموي يضمن لنا القدرة على مواجهة التحديات بأسلوب مرن وفاعل يضع الإنسان في مقدمة أولوياته وربما يرى البعض أنه كان من الممكن أن تتحرك دبي بسرعة أكبر في اتجاه معالجة آثار الأزمة العالمية إلا أننا آثرنا التريث على الاندفاع لحرصنا على ضمان تعزيز إمكانات مؤسسات الأعمال الرئيسية في دبي لإعادة هيكلتها بنحو يمنحها القوة والقدرة للتأقلم مع الواقع الجديد للاقتصاد الذي خرج من أتون الأزمة ليفرض على الاقتصاديات الكبرى معدلات نمو أبطأ ويفتح آفاقاً واعدة أمام أسواق ناشئة كالهند والصين ضمن مرحلة ستتنامى فيها أدوار وأهمية تلك الأسواق.
وأكد حاكم دبي أن الأسوأ قد مر وأن أقتم غيوم الأزمة الاقتصادية قد انجلى وأن دبي أصبحت الآن مع بزوغ مؤشرات تعافي الاقتصاد العالمي في وضع يسمح لها باستثمار قواها الكامنة والمتأصلة في ذاتها لخوض جولات جديدة في سباقها نحو التميز ذلك السباق الذي وقف العالم بأسره شاهداً عليه ومشاهداً لحلقاته طوال العقود الثلاثة الماضية مبهوراً بقدرتنا على الإنجاز والتميز.
وأضاف «ثقتي الكبيرة بقدرة دبي على تجاوز الأزمة ليست من فراغ ولكنها تستند إلى حقائق لواقع ملموس أود أن أشارككم بعض ملامحه والتي ربما تعمد البعض تناسيها وإغفالها عندما أطلق أحكامه المسبقة على دبي وإمكانات تخطيها لموقف فرضته ظروف دولية لم تكن دبي استثناءً منها.
إنها سلسلة من عناصر اجتمعت لدبي لتجعل منا (شاء البعض أم أبى) الخيار الأمثل لمجتمع الاستثمار العالمي الساعي إلى إقامة أعمال يمكن من خلالها اقتحام أسواق منطقة مترامية الأطراف يقدر تعداد سكانها بأكثر من ملياري نسمة وهي سوق ناشئة وحبلى بالفرص التي باتت الأسواق الكبرى تفتقر إليها بسبب بلوغها مراحل متقدمة من التشبع.
وجدد الشيخ محمد في كلمته امام المستثمرين الأجانب أن الأزمة العالمية لن تزحزح دبي عن موقعها الجغرافي المتميز في قلب العالم كحلقة وصل لا غنى عنها بين شرقه وغربه. مضيفا: «من يعتقد أن اقتصاد دبي وقصة نجاحها التنموية كانت قاطرتنا الوحيدة فيه مشاريع التنمية العقارية هو شخص جافاه الصواب ولا أحد ينكر وجود طفرة عقارية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية ولكن من الإجحاف اختصار تجربة دبي في تلك المشاريع فحسب مهما كانت ضخامتها، فقصة نجاح دبي التنموية أوسع نطاقاً وأكثر عمقاً وتنوعاً من الناحية الاستراتيجية.
وأكد أن الشريحة الثانية من برنامج السندات الذي أطلقته دبي ستلقى إقبالاً واسعاً وستحقق نسب اكتتاب عالية، مضيفا أنه سيتم توجيه حصيلتها بشكل مباشر نحو تسوية التزامات دبي على مدار السنوات القليلة المقبلة.
وأوضح إن التباطؤ الاقتصادي منح دبي مهلةً للتروي والتفكير والتأمل فيما حولنا» ربما كانت تلك المهلة ضرورية لالتقاط الأنفاس والعمل على تجديد قدراتنا التنافسية قبيل مواصلة السباق ولا ننكر أن الأزمة العالمية قد أقحمتنا في حالة من الصمت مخلفةً وراءها فراغاً معلوماتياً وجدت فيه الشائعات بيئة خصبة للرواج والانتشار ويجب علينا ألا نسمح بتكرار ذلك في المستقبل، فالوضوح والاتصال المفتوح والفعال عناصر أساسية في بنيان الأمم الناضجة والمتحضرة.

الأكثر قراءة