الرياض تزيد إمدادات النفط لكبار المشترين .. والخام صوب 79 دولارا

الرياض تزيد إمدادات النفط لكبار المشترين .. والخام صوب 79 دولارا

قال مصادر أمس الإثنين إن السعودية زادت إمدادات النفط للشركات العالمية في حين توقع عميل آسيوي واحد أن يحصل على كل الكميات المتعاقد عليها وذلك للمرة الأولى في عام.
لكن شركات الشحن الأخرى للخام من أكبر مصدر للنفط في العالم توقعت استقرار الإمدادات بالنسبة لشهر كانون الأول (ديسمبر) مقارنة بشهر تشرين الثاني (نوفمبر) ولايزال أغلبها يتسلم كميات أقل بكثير من المستويات القصوى.
وقال مصدر «زادت بين 5 و10 في المائة» مشيرا إلى الإمدادات للشركات العالمية للتسليم في كانون الأول (ديسمبر) مقارنة بتشرين الثاني (نوفمبر)، وأضاف «ولكننا لم نقترب بعد من المستوى الذي كنا عليه».
واتفقت منظمة أوبك على تخفيضات في الإمدادات بلغت إجمالا 4.2 مليون برميل يوميا في كانون الأول (ديسمبر) بهدف تعزيز الأسعار. لكن معدل الالتزام بالتخفيضات تراجع إلى أعلى بقليل من 60 في المائة من مستوى قياسي بلغ نحو 80 في المئة في مطلع العام.وقال متعامل آسيوي طلب عدم الكشف عن اسمه «أظن أنهم (السعوديون) يعتقدون إن السعر جيد للجميع»، وأضاف «كل شيء على ما يرام بالنسبة لهم الآن. لا أحد يرغب في اهتزاز القارب.. إذا ارتفع السعر إلى 100 دولار فأعدك أن الاقتصاد سيعود إلى الركود وسيكون التعافي منه أصعب».
وفي حين كانت شركات النفط الكبرى عرضة لتخفيضات كبيرة في الإنتاج إلا أن القيود على بعض العملاء في آسيا كانت أخف. وفي آسيا التي تستقبل نحو نصف الصادرات السعودية كان الطلب أقوى منه في الولايات المتحدة وأوروبا.
وواجهت شركة التكرير وهي إحدى دول شمال شرق آسيا - التي توقعت تسلم كل الكميات المتعاقد عليها للمرة الأولى في عام - انخفاضا بنسبة 15 و20 في المئة من الكميات المتعاقد على تسليمها في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقالت المصادر إن شركة النفط السعودية العملاقة «أرامكو» أخطرت خمسة عملاء آخرين بعقود آجلة بأنها ستبقي قيود الإمدادات على الكميات المتعاقد عليها من الخام في كانون الأول (ديسمبر) عند 6 إلى 13 في المائة وهي مستوياتها نفسها في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقالت شركة التكرير الآسيوية إنها ستعوض النقص في الإمدادات من خلال شراء كميات قليلة من السوق الفورية. وقالت شركة تكرير تشتري فقط خامات خفيفة من السعودية إنها ستتسلم كل الكميات المتعاقد عليها بعقود آجلة من تلك الخامات في كانون الأول (ديسمبر)، وهي الكميات نفسها المتعاقد عليها بالنسبة لتشرين الثاني (نوفمبر) وأن الخفض في الإمدادات سيتركز أساسا على الخامات الثقيلة والأقل جودة.
ولم يطرأ تعديل على نسبة التفاوت التي تتيح للمشترين شراء كميات أعلى أو أقل بنسبة 10 في المائة من الكميات المتعاقد عليها لكل شحنة، حسبما قالت عدة مصادر، وعادة ما تبلغ السعودية العملاء بشأن كميات النفط التي يمكنهم توقع تسلمها قبل العاشر من الشهر السابق لشهر التسليم.
وعلى صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار صوب 79 دولارا للبرميل أمس، إذ أدى تقدم الإعصار أيدا إلى إغلاق منشآت النفط والغاز الأمريكية، وبعد أن دفعت نتائج اجتماع مجموعة العشرين الأسهم للارتفاع والدولار إلى التراجع.
وفي أثناء التداولات ارتفع سعر الخام الأمريكي في عقود تسليم كانون الأول (ديسمبر) 1.27 دولار إلى 78.70 دولار للبرميل ليقترب من أعلى سعر سجله خلال الجلسة عند 78.95 دولار، وانخفض العقد 3 في المائة يوم الجمعة، وارتفع خام القياس الأوروبي برنت 1.20 دولار إلى 77.07 دولار.
وخفت شدة الإعصار أيدا إلى الفئة الأولى لكن بعد أن أوقفت شركات النفط الأمريكية الإنتاج وأجلت العمال. وقال أوليفر جاكوب لدى «بتروماتريكس» «...لا يبدو أن أيدا قوي بدرجة تكفي لإحداث أضرار هيكلية. لم يحدث تغير حقيقي في العوامل الأساسية لكنك تشتري بسبب الدولار والأسهم».
وارتفعت أسعار النفط من مستوى أقل من 33 دولارا للبرميل الذي سجلته في كانون الأول (ديسمبر) لتتماشى مع ارتفاع استمر أغلب العام في أسعار الأسهم وهي من العوامل المؤثرة في الانتعاش. ويؤثر انتعاش الاقتصاد في حجم الطلب على الوقود. في الوقت نفسه تراجع الدولار، الأمر الذي قد يكون عاملا محفزا لاسعار السلع الرئيسية المقومة بالدولار مثل النفط والذهب.

الأكثر قراءة