أسواق النفط ترقب العاصفة على منطقة خليج المكسيك

أسواق النفط ترقب العاصفة على منطقة خليج المكسيك

يتابع المحللون عددا من التطورات المتفرقة ومعرفة تأثيرها في مجمل المشهد العام للسوق النفطية هذا الأسبوع. ويأتي على رأس هذه التطورات المسار الذي ستتخذه العاصفتان المتوقعتان وإذا كانتا ستضربان منطقة خليج المكسيك وتأثير ذلك في المرافق النفطية هناك.
وهناك أيضا تحركات الدولار وإذا كان سيستمر في اتجاهه التصاعدي بعد التحسن الذي أظهرته قيمة العملة الأمريكية، وهي عملة تجارة النفط الرئيسية، مقابل العملات الأخرى خاصة اليورو خلال الأسبوع الماضي، وإلى أي مدى يمكن لهذا التحسن أن يصبح عامل جذب للمستثمرين مما يؤثر في حجم التداول والطلب على النفط فسعر البرميل يتأثر بقوة الدولار صعودا وتراجعا، لكن مع استمرار مجلس الاحتياط الأمريكي في الإبقاء على معدلات الفائدة في معدلاتها القياسية المنخفضة والتزامه باستمرار حزمة الحوافز لتنشيط الأداء الاقتصادي وتوفير مساندة له من العودة إلى حالة الكساد مرة أخرى.
حالة التأرجح الخاصة بالوضع الاقتصادي لا تزال تؤثر في تحركات سعر البرميل مثلما حدث في نهاية الأسبوع الماضي مع ارتفاع مؤشر داو جونز، الذي عكس ثقة من قبل المستثمرين. ومع أن النتائج الخاصة بتحركات المخزون من النفط الخام والبنزين والمقطرات، التي شهدت كلها تراجعا في حدود أربعة ملايين برميل للأول و400 ألف برميل للثاني و300 ألف للثالث، علما أن وضع كل من المقطرات والبنزين يعكس إلى حد كبير صورة أمينة لحالة الطلب وتوجهات المستهلكين، كان يفترض أن تسهم في تعزيز التحسن الذي شهده سعر البرميل، إلا أن يوم الخميس جاء بنشر أرقام حول معدلات البطالة تجاوزت ما توقعه المحللون ففي الشهر الماضي تواصل مسلسل فقدان الوظائف للشهر الثاني والعشرين على التوالي. وفقدت سوق العمل 175 ألف وظيفة جديدة، مما رفع نسبة العطالة إلى 10,2 في المائة، هي الأعلى منذ عام 1983, علما أن التوقعات كانت ألا تزيد النسبة على 9,9 في المائة. ترجمة هذه النسبة إلى أرقام فعلية تضعها في حدود 16 مليون نسمة يكون لها تأثيرها فيما يتعلق بالطلب على السلع والخدمات ومن ثم النفط الذي يحرك هذه المجالات.
ونتيجة لهذا خسر سعر البرميل من خام ويست تكساس 2,19 دولار ليستقر عند 77,43 دولار للبرميل كما خسر خام برنت شحنات كانون الأول (ديسمبر) 2,12 دولار إلى 75,87 دولار للبرميل.
ورغم هذا ومع اقتراب فصل الشتاء تتزايد الاحتمالات بحدوث تحسن في أساسيات السوق، الأمر الذي لم تستبعده «مورجان ستانلي» للدرجة التي جعلتها لا تستبعد أن يراوح سعر البرميل في حدود 85 دولارا، علما أنه مع حالة عدم اليقين والوضوح الذي ينتاب السوق لم يستطع سعر البرميل اختراق حاجز 82 دولارا والثبات عند ذلك المعدل.
«دويتش بانك» من جانبه توقع أن يشهد النصف الثاني من هذا العام تحسنا، ولو أنه وعلى امتداد العام وحتى الربع الأخير يبدو أن معدل النمو كان سلبيا، لكنه يرى مؤشرات على حدوث تحول في الربع الأول من العام المقبل في شكل زيادة على الطلب تراوح بين المليون و1,3 مليون برميل يوميا، وذلك مقارنة بحجم الزيادة في الطلب في الفترة بين 1996 و2007 التي بلغت 1,4 مليون برميل يوميا. وهذا ما دفع «ميريل لينش» إلى توقع أن يبلغ سعر البرميل العام المقبل 100 دولار. لكن في كل هذا تبدو منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) بعيدة عن التأثير فيما يجري في السوق، خاصة وهناك فترة أكثر من خمسة أسابيع تفصل اجتماعها الدوري.

الأكثر قراءة