مضاربات الأجانب تدمي أسهم دبي من جديد بـ 5% وسط عودة الهبوط الجماعي للبقية

مضاربات الأجانب تدمي أسهم دبي من جديد بـ 5% وسط عودة الهبوط الجماعي للبقية

## التقرير اليومي للأسواق الخليجية

فشلت أسواق الإمارات خصوصا سوق دبي في الاحتفاظ بالخسائر الفادحة التي تكبدتها مطلع الأسبوع الجاري، واستعادتها كاملا أول أمس لتعود من جديد لتبددها في تعاملات الأمس بعدما شهدت انخفاضا حادا بنسبة 5 في المائة وهي النسبة ذاتها التي تراجعت بها الأحد الماضي وارتدت بها صعودا الإثنين.
وأرجع وسطاء ومحللون السبب إلى عمليات المضاربة المحمومة التي تقوم بها محافظ استثمار أجنبية ومحلية تستغل حالة التقلب التي تعيشها البورصات العالمية وتعمد إلى الضغط على المؤشر للتراجع بحدة بهدف الدخول للشراء عند مستويات متدنية والبيع عند الارتفاع فيما حذر عديد من الوسطاء من أن يدفع هذا السلوك من قبل المحافظ الأجنبية إلى ردة فعل سلبية من قبل المستثمرين المحليين الذين تدخلوا في جلسة أول أمس للشراء وفوجئوا في جلسة الأمس بعمليات بيع مكثفة من قبل الأجانب كبدتهم خسائر فادحة بسبب دخولهم على مستويات أعلى.
وتخلى مؤشر سوق دبي من جديد عن مستوى 2100 نقطة وأصبح على مقربة من مستوى 2000 نقطة، كما تخلى مؤشر سوق أبو ظبي أيضا عن مستوى الـ 3000 نقطة بعدما تراجع بنحو 1 في المائة، في حين جاءت نسب الهبوط أقل حدة في بقية الأسواق الخليجية وعلى غرار سوقي دبي وأبو ظبي تخلت بورصة قطر عن مستوى الـ 7000 نقطة بعد انخفاض بنسبة 1.4 في المائة، كما انخفضت بورصة الكويت بأقل من ربع في المائة وتماسك مؤشر سوق مسقط بميل طفيف نحو الهبوط 0.02 في المائة، والرابح الوحيد كانت سوق البحرين التي ظلت تخالف مسار بقية الأسواق ولكن هذه المرة صعودا بأقل من ربع في المائة.
وقال لـ « الاقتصادية « وليد الخطيب المدير المالي الأول في ضمان للاستثمار إن الأسواق الإماراتية خصوصا دبي ستظل تتابع تحركات الأسواق الدولية بعدما أصبح للاستثمار الأجنبي وزنا وثقلا كبيرين في سوق دبي حيث يشكل الأجانب أكثر من 40 في المائة من إجمالي تعاملات السوق يوميا رغم أنهم يمتلكون 7 في المائة فقط من أسهم الشركات المدرجة وهو ما يعكس مدى تأثير الأجانب في تعاملات السوق.
ويضيف أن المضاربات هي التي تقف وراء حالة التقلبات واسعة النطاق التي نشاهدها حاليا علاوة على أن السوق تتحرك بالشائعات أكثر من الأخبار في الوقت الذي لا تزال فيه شريحة كبيرة من كبار المتعاملين المحليين خارج السوق بسبب الخوف من العودة في الفترة الحالية وتكبد خسائر فادحة على غرار ما حدث لهم في فترات سابقة، حيث يرغبون في العودة عند استقرار الأسواق.
وفاجأت سوق دبي متعامليها في جلسة الأمس، بالعودة إلى السيناريو ذاته الذي شاهدته مطلع الأسبوع في الوقت الذي كانت فيه التوقعات مع استمرار السوق في حالة الارتداد التي شهدتها أول أمس أو على الأقل موجة جني أرباح طفيفة يتراجع معها المؤشر بأقل من 1 في المائة غير أن ما حدث أصاب المتعاملين بحالة من الفزع أكثر خصوصا بعدما افتتحت السوق على ارتفاع بدعم من صعود طفيف للأسهم الثقيلة خصوصا سهم «إعمار» الذي وصل إلى أعلى سعر 4.39 درهم.
وفوجئ المتعاملون بعمليات بيع مكثفة تركزت على الأسهم القيادية كافة وتسارعت وتيرتها لتفقد السوق كامل الخسائر التي استردتها أمس الأول، وطال الهبوط الأسهم القيادية كافة والنشطة والتي تراجع البعض منها بالحد الأقصى 5 في المائة لسهمي «الإمارات دبي الوطني» و»دو للاتصالات» و10 في المائة لسهم «دبي المالي» كما فقد سهم «إعمار» كامل النقاط التي استردها أمس الأول منخفضا بنحو 7.3 في المائة إلى 4.05 درهم و»أرابتك» 6.1 في المائة إلى 3.04 درهم و»دبي الإسلامي» 6.4 في المائة إلى 2.78 درهم.
وتعتبر بورصة قطر ثاني أكبر الأسواق الخليجية انفتاحا على الاستثمار الأجنبي بعد سوق دبي وهو ما يجعلها أيضا عرضة لتأثيرات تحركات المستثمرين الأجانب الذي واصلوا عمليات البيع مما ضغط على المؤشر للعودة من جديد دون الـ 7000 نقطة مع ضعف متواصل في قيم وأحجام التداولات التي لم تصل إلى 250 مليون ريال من تداول 7.7 مليون سهم منها 2.6 مليون لسهمي «الريان» و»ناقلات» وانخفض الأول بنحو 0.81 في المائة إلى 12.30 ريال والثاني 2.5 في المائة إلى 22.70 ريال.
وقللت ارتفاعات أسهم قطاعي الاستثمار والعقارات من خسائر البورصة الكويتية التي لا تزال كما يجمع المحللون على أنها تعاني عدم ثقة بسبب صفقة «زين» والشكوك التي تحيط بها، ولا تزال السوق تشكو من ضعف السيولة، حيث بلغت قيمة تداولاتها 44.4 مليون دينار من تداول 350 مليون سهم.
ونجحت سوق مسقط في أن تنهي جلستها على تماسك بعدما سجلت الأسهم القيادية كافة نسب هبوط طفيفة لكن لا تزال السوق تعاني كغيرها من بقية أسواق المنطقة من ضعف السيولة، حيث بلغت قيمة تعاملاتها 5.3 مليون ريال من تداول 13.8 مليون سهم منها مليونا ريال تعاملات لـ 4 أسهم هي «الأنوار القابضة» و»بنك مسقط» و»الجزيرة للخدمات» و»ريسوت للأسمنت» وباستثناء ارتفاع الأول بنحو 0.70 في المائة سجلت بقية الأسهم هبوطا.
وعكست سوق البحرين اتجاهها في الدقائق الأخيرة من الجلسة بدعم من أسهم البنوك والتأمين والخدمات ولتصبح السوق الوحيدة الرابحة في تعاملات الأمس، وبقيت التداولات على حالها ضعيفة بقيمة 228.5 ألف دينار من تداول 770 ألف سهم منها 378 ألفا لسهمي البحرين الإسلامي وبنك البحرين والكويت واستقر الأول عند 0.202 دينار في حين انخفض الثاني بنصف في المائة إلى 0.400 دينار .

الأكثر قراءة