دعاة: الخطيب يجب أن يتناول الجرائم الأمنية والأخلاقية في خطبته

دعاة: الخطيب يجب أن يتناول الجرائم الأمنية والأخلاقية في خطبته
دعاة: الخطيب يجب أن يتناول الجرائم الأمنية والأخلاقية في خطبته
دعاة: الخطيب يجب أن يتناول الجرائم الأمنية والأخلاقية في خطبته
دعاة: الخطيب يجب أن يتناول الجرائم الأمنية والأخلاقية في خطبته

دعا عدد من الدعاة إلى ضرورة قيام المساجد بدورها نحو الجرائم الأمنية والأخلاقية, وأكدوا دور المساجد في التخلص مما يعكر صفو البلاد من جراء هذه الجرائم، وتوجيه المجتمع للتعامل مع مثل هؤلاء بحذر والإبلاغ عن كل الحالات التي تشوبها الريبة والتحذير منها, وتطرقوا إلى أمور أخرى تتعلق بهذا الشأن.

#2#

أكد الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع السليم في الرياض, أن للمسجد دورا في التوعية الأمنية وضرورة التصدي لمرتكب الجرائم الأمنية والأخلاقية, وقال: إن المسؤولية كبيرة والتفاعل معها مطلوب، وينبغي أن تحظى باهتمام الأئمة والخطباء وتوعية الناس بأهميتها، وكما هو معلوم فإن المسجد منذ عهد الرّسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسهم في التوجيه والتوعية ويمثل مكانة عالية في نفوس المسلمين، فكان المدرسة والجامعة، وكان المنارة التي يسترشد بها المسلمون في حياتهم، ومنه يستمدون مقوّمات دينهم، ومعرفة أصوله ومبادئه.

والمسلم أينما كان بل كل البشر لا يستطيعون العيش دون أمن، فالدور الذي يلعبه المسجد في سبيل راحة المسلمين فهو بمثابة الغذاء الروحي لهم، فننعم بالحياة في جو من الأمن الفردي والجماعي.
ودون شك فإن هناك شريحة اجتماعية واحدة لها تأثيرها الكبير في الناس فيأخذون منهم ويسيرون على قولهم، ويمكن لهؤلاء أن يلعبوا دوراً كبيراً في إصلاح العلاقات الأسرية في المجتمع، بل يمكن أن يسهموا في حل الخلافات التي تقع بين أفراد المجتمع، ويساعدوا رجال الأمن على حل المشكلات التي تقع، ويمكنهم كذلك بما لهم من تأثير فاعل من منع المنكرات والإخلال بالأمن العام من قبل المراهقين والشباب.

وأوضح السيف أن الخطيب يمكن أن يؤثر في المجتمع إذا أحسن الحديث إلى الناس، وتناول القضايا التي تهم الناس دون سخرية ولا إساءة، ويمكن لهم أيضا أن يكونوا مؤثرين في حركة الاستهلاك، والتنمية والتوجيه الإنتاجي بالدعوة إلى إتقان العمل، إضافة إلى ما ركز عليه الإسلام من تضحية وإنفاق وبذل وزهد وإعراض عن الشهوات والسرف.

من جانبه, يرى الشيخ محمد علي إمام مسجد الزبير في مكة, أن المساجد تعد صمام الأمان للمجتمع الإسلامي ولها دور كبير في المساهمة في توعية المجتمع، وعندما يتعلق الدور بالأمن والاهتمام فإن المسؤولية تصبح كبيرة، وأي مجتمع إذا لم يحظ بالأمن والأمان فإن حياته تكون صعبة جدا بل تكن خطرة ويعيش حياة بلا معنى، والجميع يعلم أن القدوة لنا هو الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان خطيبا مفوها مؤثرا في السامعين، كما أن أنبياء الله ـ عليهم الصلاة والسلام ـ جميعاً كانوا خطباء لهم تأثيرهم في دعوتهم، ويمكن للذي يقرأ القرآن بتمعن أن يطلع على نماذج من أقوالهم البليغة والمؤثرة التي كانت حججا بالغة على أقوامهم، وكانوا يدعون إلى الله ـ سبحانه وتعالىـ ليلاً ونهاراً سراً وجهراً، ولا ينتقص منهم كون الأقوام لم يستجب بعضهم لهؤلاء الأنبياء لتمسكهم بأفكارهم الباطلة، ولذلك فإن المسؤولية الملقاة على عواتق الخطباء وأئمة المساجد كبيرة بالتعريف بخطر المخربين والمفسدين الذين يسعون إلى زعزعة الأمن، ولا بد من التواصي بالنصيحة لهم ومواصلة العمل، وأن يصبروا على هذا العمل والله يحب الصابرين الذين يهمهم كثيرا النجاح وغرس معاني وثقافة الأمن والسير عليها، والعمل لما يكون فيه مصلحة الوطن والمواطنين.

##تأمين الأمن للمجتمع

من جانبه, أشاد الشيخ خالد الهميش المشرف على موقع «زواج» بالدور الذي تقوم به المساجد في عملية تأمين الأمن للمجتمع، وفي هذا الجانب ننظر إلى الشريعة الإسلامية من مبادئ أساسية في العبادات والمعاملات، وإصلاح الحياة الاجتماعية بصورة يسود فيها الأمن والعدل بين الناس، وصيانة الحريات الخاصة بالأفراد والحقوق العامة للجماعة.

وأكد أن الدور الذي لعبه المسجد في توجيه الناس وإرشادهم على مدى التاريخ الإسلامي لم يكن مستقلاً عن بقية هيئات المجتمع فكان المسجد يشعّ على كلّ هيئات ومؤسسات المجتمع أنوارَ الهداية والرّشاد. وحين نستعرض بعض الآثار التي تركها المسجد على مؤسسات المجتمع فإننا لا نجد مؤسسة من هذه المؤسسات إلا ولها صلة مباشرة بالآثار الإيجابية للمسجد, فدور المسجد هو العمل على تلقين النّاس الدّين وتفقيهِهم فيه.

#3#

ويشير العقاري إبراهيم ماطر إلى الدور الذي يلعبه المسجد في المجتمع الإسلامي من حيث التعارف بين المصلين والتعاون على الخير، ومن هنا لا بد لنا أيضا التعاون على ما يعترض وطننا وأمنه، فلا بد من الانتباه لمن تظهر عليه سمات الريبة والشك الذي لا يؤمن جانبه، ونحن كنا نحرص في مجال العقارات على ألا يتم التأجير إلا لمن نثق به ومن ليس عليه ملاحظات ونبتعد عن التأجير للعزاب خوفا من ارتكابهم بعض الأمور التي تضر بالوطن، وشدد على الجميع بالتنبه لكل ناعق وإخماد فتنته بإبلاغ الجهات المعنية، نسأل الله أن يحفظ البلاد، وتمنى أن يرى أئمة المساجد وهم يهتمون بهذا الجانب المهم ويوجهون الناس إلى خطورة مثل هؤلاء المفسدين وعدم التعامل معهم ، والتبليغ عليهم دون تأخير.

##عصر من العصور
#4#
ويرى المحامي والمستشار الشرعي سامي الخلف أن لكل عصر من العصور قضاياه الخاصة، ومشكلاته التي ينشغل بها، ويتفاعل معها، والخطيب في هذا العصر يجد أمامه موضوعات جديدة مختلفة عن موضوعات مرت في عصور سابقة .. فعليه متابعة ما يشغل بال الناس، وبيان سنة الله في معاقبة المجرمين والدفاع عن المظلومين والانتصار لهم ولو بعد حين ، وتذكير الظلمة بما اقترفته أيديهم من جرائم تجاه الآخرين.
والحقيقة أن هناك عديدا من المساجد لا تتعرض للقضايا التي تهم الناس وتعالج مشكلاتهم، وتتجاهل الجوانب الأساسية في حياة المسلمين.

وأنت كمسلم قد تحافظ على الصلاة في مسجد من المساجد سنوات طويلة لكن مع الأسف الشديد ربما لا تسمع منه خطبة واحدة عن كوارث المرور التي أهلكت كثيرا من الأرواح وكيفية المشاركة في علاجها, وربما لا تجد خطيباً يتكلم عن تلوث البيئة أو الاستفادة من أوقات الفراغ فيما يعود على الناس بالفائدة وغير ذلك من الموضوعات المهمة في حياة كل مسلم مسلمة.

وقال الخلف: أعتبر المسجد إحدى أهم الوسائل التي يمكن أن تسهم في نشر الأمن، فيدعوها إلى إصلاح ذات البين، والتعاون على عمل الخير وتقديمه للناس في صورة تظهر عظمة الإسلام.
لذا فإن تخويف المخلين بالأمن والذين تسول لهم أنفسهم إيذاء الآخرين من خلال خطب المساجد وتوجيه أئمة المساجد سيكون له أثره في تقديم التوعية المطلوبة، وتنبيه الناس إلى خطر هؤلاء وأثرهم في العبث بالأمن، وهذا من أهم ما يقدمه المسجد لمن يرهقون قوى الأمن، ويؤثرون في عمليات التنمية والبناء. المسلم الذي يحرص على التقرب من الله ليس هو ذلك العابث الذي يحمل السلاح ليعتدي به على أخيه الذي صلى مثل صلاته.
ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته»؟ والرسول -صلى الله عليه وسلم - «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»؟ نسأل الله أن يوفقنا وجميع إخوننا لما يحب ويرضى, إنه جواد كريم.

الأكثر قراءة