خبير: أوروبا عاجزة عن تطويق تضخم اليورو لأنه عملة بلا دولة

خبير: أوروبا عاجزة عن تطويق تضخم اليورو لأنه عملة بلا دولة

قال جان بيير جوييه رئيس هيئة الأسواق المالية الفرنسية وزير الدولة للشؤون الأوروبية سابقاً، في محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، إن اليورو«عملة بلا دولة». وبالنظر إلى غياب التكامل السياسي في الاتحاد الأوروبي فإن ثمّة غياباً واضحاً للحوكمة الاقتصادية والحوكمة النقدية، ومن هنا تصعب إدارة الارتفاع في قيمة اليورو مقابل الدولار والجنيه الاسترليني والعملات الآسيوية، وهذا يعني أن الدول الأعضاء في منطقة اليورو لا تمتلك السيطرة على تضخّم هذه العملة وهي مضطرة ببساطة إلى تحمّله.
وأوضح جوييه في المحاضرة أن الاتحاد النقدي الأوروبي لا يتضمّن أحكاماً تقضي بإرساء آلية للإشراف المالي، إلى جانب «المصرف المركزي الأوروبي» وتساعد على منع المخاطر على مستوى النظام ككل، كما لا توجد منظومة موحّدة لمساعدة الدول الأوروبية المفلسة، متوقعاً أن يكون بمقدور دول اليورو خلال عام 2011 معالجة مشكلة العجز والدّين العام لهذه البلدان.
وأكد جوييه أن الهدف الرئيس الذي تسعى إليه مجموعة دول الاتحاد الأوروبي يتمثّل في إجراء إصلاحات اقتصادية بوجه عام والحفاظ على قوة اليورو كعملة مقابل الدولار الأمريكي واليوان الصيني، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى أيضاً إلى معالجة الاختلالات الناجمة عن «الأزمة المالية» الراهنة التي عصفت بالاقتصاد العالمي.
وعن إمكانية أن يشكّل نموذج اليورو مصدر إلهام لمناطق أخرى في العالم بسبب قوته أوضح أن الوحدة الاقتصادية والنقدية هي أعظم الإنجازات التي حقّقتها أوروبا، فاليورو هو الرمز الحقيقي للاتحاد الأوروبي واعتماد عملة موحّدة هو مظهر نجاحه الكبير، إضافة إلى أنه أثبت أنه أداة كبيرة لامتصاص الصدمات، بخاصة في أثناء أسوأ أزمة مالية عرفها هذا القرن.
وأشار إلى أن اليورو على درجة عالية من الجاذبية، إذ إن حصته في الاحتياطيات العالمية آخذة في التزايد وهي اليوم بين 25 إلى 30 في المائة، ورغم أنه لم يفلح في إطاحة الدولار عن عرشه فإن هناك زيادة كبيرة في المنتجات المقوّمة باليورو.
وعن مجالات التعاون بين فرنسا والإمارات بوجه خاص، أكد جوييه أن هناك تعاوناً كبيراً بين الدولتين بخاصة فيما يتعلّق بمراقبة الأسواق والاستشارات وجذب المستثمرين إلى الإمارات، فضلاً عن أن فرنسا ترحّب كثيراً بالتعاون المالي واستضافة الشركات والمؤسسات المالية الإسلامية لتعزيز نظام الصيرفة الإسلامية. وأضاف جوبيه أن فرنسا على استعداد للترحيب بالمصارف الإسلامية الإماراتية إذا رغبت في المجيء إليها.

الأكثر قراءة