انهيار البنوك الأمريكية يتخطى حاجز الـ 100 في 2009
تعرض بنكان أمريكيان جديدان للانهيار أمس وتم الاستحواذ عليهما ليصبح إجمالي عدد البنوك المنهارة في العام الجاري 101 في الولايات المتحدة. وهذان البنكان الأخيران اللذان تعرضا للانهيار خلال أطول فترة ركود منذ ثلاثينيات القرن الماضي هما بنكان محليان في ولايتي فلوريدا وجورجيا.
وبعد الانهيار الذي حظي بدعاية كبيرة لبنوك الاستثمار في «وول ستريت»، وإنقاذ الحكومة الأمريكية بنوكا أخرى، كانت حالات الانهيار التي حدثت خلال العام الحالي في معظمها لبنوك صغيرة محلية وإقليمية. وكان البنك رقم 100 الذي تعرض للانهيار في نابولي في ولاية فلوريدا، وتبلغ قيمة أصوله 66 مليون دولار, وأعلنت مؤسسة التأمين على الودائع الاتحادية، التي تحمي صغار المودعين وتتدخل عندما تعتبر البنوك مفلسة، على الفور الاستحواذ على «بارتنرز بنك» بواسطة «ستونجايت بنك» ومقره فلوريدا. أما البنك الآخر وهو «أمريكان يونايتد بنك أوف لورينسفيل» في ولاية جورجيا الذي تبلغ قيمة أصوله 111 مليون دولار، فسيتم الاستحواذ عليه بواسطة بنك «أمريس بنك» ومقره جورجيا أيضا. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد قالت الأسبوع الماضي، إن السلطات الأمريكية والمصرفيين والمحللين يتوقعون زيادة عدد البنوك المنهارة بسرعة أكبر في العام المقبل بسبب الأزمة المالية الناتجة عن أزمة الرهن العقاري، وفي تموز (يوليو) الماضي وحده أعلن انهيار 24 بنكا أمريكيا وهو أعلى رقم في الأزمة التي بدأت منذ عامين.
وتتوقع المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع أن تتحمل نحو سبعين مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة بسبب انهيار المؤسسات المالية المؤمنة. وألقت زيادة عدد البنوك المفلسة بثقلها على المؤسسة التي قالت إن إفلاس المصارف سيكلفها مائة مليار دولار من عام 2009 حتى 2013.
وتضمن المؤسسة - التي يتم تمويل صندوقها من رسوم التأمينات على البنوك- الحسابات التي تبلغ بحد أقصى 250 ألف دولار. كما تستطيع المؤسسة فتح خط ائتمان لدى الخزانة الأمريكية بما يصل إلى 500 مليار دولار.
وقالت المؤسسة إنها تتوقع زيادة عدد البنوك المفلسة عامي 2009 و2010، وأن تبدأ الصناعة المصرفية في التعافي عام 2011. وقد كلف إفلاس البنوك المؤسسة حتى الآن خمسين مليار دولار. واقترحت على البنوك دفع التأمينات مقدما للسنوات الثلاث المقبلة من أجل تعزيز احتياطياتها.