النتائج المتفوقة على التوقعات تبعث السرور لدى المستثمرين
موسم الأرباح القوي في الشركات الأمريكية كان المحرك الرئيسي للأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي، حيث إن المستثمرين استجابوا بصورة إيجابية للتقارير المتفوقة على التوقعات من الشركات الرئيسية في قطاعاتها، مثل شركة كاتربيلر Caterpillar وشركة مايكروسوفت.
الأسهم في معظم بلدان الاقتصادات المتقدمة سجلت أرقاماً قياسية عالية جديدة لهذا العام، في الوقت الذي عملت فيه الثقة في النمو العالمي على تعزيز سعر النفط وعمقت من شهية المخاطر، ما أدى إلى هبوط الدولار دون مستويات مهمة. وذكر روبرت باركس، وهو محلل استراتيجي للأسهم لدى بنك إتش إس بي سي، أنه بالرغم من أن الرسملة السوقية لأكثر من ثلث الشركات المدرجة في مؤشر «ستاندارد آند بورز» 500 تم الإبلاغ عنها الآن، إلا أن الموسم يفوق التوقعات على نحو مريح.
وقال: «يشير تحليلنا إلى أن 78 في المائة من الشركة المكونة للمؤشر أعطت تقارير أرباح إيجابية لكل سهم في الربع الثالث، وتخلفت عن ذلك المعدل 12 في المائة من الشركات فقط (في المتوسط، 60 في المائة من الشركات تفوقت على التوقعات و20 في المائة لم تحقق التوقعات). «لكن الأمر المثير للإعجاب ليس فقط عدد الشركات التي فاق أداؤها التوقعات، وإنما كذلك مقدار التفوق، حيث إننا نقدر أن المفاجأة في ارتفاع الأرباح لكل سهم كانت بنسبة 21 في المائة لمؤشر ستاندارد آند بورز 500».
وسيعمل المحللون الآن على تعديل توقعاتهم إلى الأعلى للربع الرابع، وقال إنه «من المفترض أن يستمر هذا الاتجاه ليجعل اتجاه الريح يسير وراء سوق الأسهم على مدى الأشهر القليلة المقبلة».
لكن هناك وجهة نظرة مغايرة تماماً حول آفاق سوق الأسهم جاءت من أندرو سميذرز Andrew Smithers، صاحب مؤسسة الأبحاث الراقية Smithers & Co في الحي المالي في لندن.
ودرس المحلل الشركات المدرجة في مؤشر ستاندارد آند بورز 500 من حيث نسبة سعر السهم إلى الأرباح. وتوصل إلى أن «المناهج السليمة لتقدير الأسعار لا بد لها أن تتفق فيما بينها، وهذه المناهج تفعل ذلك. فهي تظهر في الوقت الحاضر أن أسعار سوق الأسهم الأمريكية تفوق قيمتها الحقيقية بنسبة 40 في المائة».
وكان المزاج العام المتسم بالتفاؤل وتحسن الأوضاع لا بد له من التعايش مع بعض مع ردود الأفعال التي يبدو عليها أنها تخالف الحدس فيما يتعلق بنبأين مهما حول بيانات الناتج المحلي الإجمالي.
واهتزت الأسواق قليلاً يوم الخميس بعد أن كشفت الصين أن اقتصادها حقق نسبة نمو بلغت 8.9 في المائة في الربع الثالث، وشعر المستثمرون بالقلق من أن هذا النشاط القوي يمكن أن يعجل من سحب برامج التحفيز الاقتصادي.
في المقابل، استقبل المستثمرون الأنباء القائلة إن الاقتصاد البريطاني تقلص خلال الربع الثالث بنسبة 0.4 في المائة (بعد أن كانت التوقعات بأنه سيحقق نمواً بنسبة 0.2 في المائة)، من خلال تحسن أولي طفيف في أسهم لندن، في الوقت الذي قال فيه المستثمرون إن البيانات تضمن أن السياسة النقدية المفرطة في تساهلها من قبل البنك المركزي البريطاني لن يطرأ عليها تغيير خلال المستقبل المنظور. وبحلول منتصف يوم الجمعة في نيويورك تأثر مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بفعل عدد من عمليات جني الأرباح، وتراجع بنسبة 0.7 في المائة على مدى الأسبوع ليصل إلى 1.082.4 نقطة، بعد أن اجتاز في إحدى المراحل مستوى 1100 نقطة. وفي لندن أخذ مؤشر فاينانشيال تايمز 100 يحوم حول مستوى 5.300 نقطة، لكن انتهى به المطاف ليسجل ارتفاعاً بنسبة 1 في المائة عن ذي قبل، عند 5.242.6، بعد أن سجلت أسهم شركات المعادن أداءً طيباً.
وأقفل مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا دون تغيير عند 1.008.9 نقطة، وساعده على ذلك بعض البيانات التي لقيت استقبالاً حسناً والصادرة يوم الجمعة عن مديري المشتريات وبيانات الثقة بالأعمال في ألمانيا. عدد من أسواق البلدان الناشئة كانت قوية بصورة خاصة. في الصين استعاد مؤشر شنغهاي المركب بعض عافيته وأقفل الأسبوع بارتفاع مقداره 4.4 في المائة عند 3.107.85 نقطة. وفي هونج كونج سجل مؤشر هانج سينج زيادة مقدارها 3 في المائة ليصل إلى 22.589.73 نقطة.
في البرازيل تأثرت سوق الأسهم يوم الخميس في أعقاب محاولة السلطات الحد من ارتفاع سعر صرف الريال البرازيلي بأن فرضت ضريبة مقدارها 2 في المائة على محافظ الاستثمارات الأجنبية. وكان من شأن هذه الأنباء أن أدت إلى تراجع بنسبة 2.9 في المائة في مؤشر بوفيسبا Bovespa، لكن بحلول منتصف يوم الجمعة كان المؤشر قد تراجع فقط بنسبة 0.7 في المائة على مدى الأسبوع.
عانت سوق الأسهم الباكستانية مشاعر القلق من أن الحملة العسكرية الباكستانية في منطقة وزيرستان من شأنها أن تزيد من زعزعة الاستقرار في باكستان. خسر مؤشر كراتشي إس إي 100 Karachi SE ما نسبته 7 في المائة على مدى الأسبوع.
وفي أسواق العملات كان من شأن التحسن في المزاج العام للمستثمرين أن هناك القليل من الطلب على الدولار كملاذ آمن. وهبط الدولار خلال مستوى 1.50 دولار مقابل اليورو، وكان يحوم حول مستوى سعر الفرنك السويسري. لكن نيل ميلور من «بانك أو نيويورك ميلون» قال إنه لم يشهد إشارات تذكر على أن البنوك المركزية كانت على استعداد للتدخل بشأن تراجع الدولار. وقال: «على الرغم من الإحساس على نطاق واسع بالألم الناتج عن القوة المتقابلة للعملات، إلا أن هناك عدداً من السلطات تعطي شعوراً بعدم الاكتراث».
وفي أسواق السلع، كان الدولار المتراجع كذلك محركاً إضافياً لرفع سعر النفط. خلال الأسبوع سجلت عقود النفط الخام الأمريكي القياسي مستوى 82 دولاراً للبرميل، لكن السعر تراجع إلى 80 دولاراً في تداولات يوم الجمعة في نيويورك. الذهب أقفل تعاملات الأسبوع الماضي دون تغيير يذكر عند 1058 دولاراً للأوقية. وشهدت أسواق السندات الحكومية عمليات بيع في الوقت الذي تدافع فيه المتداولون للتعامل في الموجودات الخطرة. وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات من 3.413 في المائة في مطلع الأسبوع ليصل إلى 3.467 في نيويورك.