جعل الأرض مسجدا وطهورا إحدى المعجزات النبوية
أوضح الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري عضو محكمة التمييز, أن من المعجزات التي أعطاها الله ـ سبحانه وتعالى ـ رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعل الأرض مسجدا وطهورا, فأصبح هناك ارتباط بينها وبين موقع المسجد، باعتبار أن الأرض في الأصل طاهرة وصالحة لتكون مسجدا إذا خلت من الموانع, وذلك لأن الأرض ملكيتها لله تعالى قد يملّكها بقدرته من يشاء، وقد تبقى حرة من التملك البشري، وقد تتحرر بعد التملك بالوقف، ثم هي طاهرة، لأن الشمس والهواء والمطر مطهرات، ويدل على هذا الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ''أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة''. متفق عليه, وهذا لفظ البخاري.
وفي رواية : ''ثم الأرض بعد ذلك لك مسجدا''. وفي أخرى: ''وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا'', رواه مسلم، وفي رواية ''جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا أينما أدركتني الصلاة، تمسحت وصليت''. وفي رواية: ''وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا''. وفي رواية: ''وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا'', ولأحمد: ''فعنده طهوره ومسجده''. ولابن خزيمة نحوه، ولأبي داود عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ''جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وللترمذي عن أبي سعيد: ''الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام''، وأبان فضيلته أن هذا الحديث برواياته المختلفة يدل على ما يلي:
أولا : أن الأصل في الأرض الطهارة، حتى تعلم نجاستها بيقين، وأن كل أرض طاهرة طيبة تصلح للصلاة وللتيمم من صعيدها بدلا من الوضوء، حال مشروعيته، على أن هناك أحاديث تخصص عموم هذا الحديث، وتمنع الصلاة في مواقع معينة لعلل مختلفة. وثانيها: كون الأرض كلها مسجدا وطهورا صالحة للصلاة وللتيمم إذا سلمت من الموانع خصوصية من الخصوصيات التي اختص الله بها أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
ثالثا : كل فراش طاهر أو مكان من الأرض طاهر وإن كان مزروعا بنبات ونحوه، كالجزر والبصل والكراث وغيرها. وهكذا إن كان فيه ثلج أو قطن وهو مستقر، فإنه من الأرض صالح للصلاة عليه (12) لعدم النجاسة، ولإمكان الصلاة عليه.