العائنون خطر يواجه المجتمع المسلم ويؤذي الآمنين

العائنون خطر يواجه المجتمع المسلم ويؤذي الآمنين

تشتكي فئات عديدة من الناس سرعة تعرضهم للحسد بالعين، ويتأثر حال بعضهم حتى يصبح بعد صحة وعافية موضع الشفقة والرحمة، ويعيش في معاناة إلى أن يكتب الله له الشفاء العاجل من العين، ومن المعلوم أن العين قد تؤدي بحياة الإنسان، وفي هذه العجالة نطرح الموضوع لحاجة الناس إلى التعرف على هذه الآفة القاتلة والحارقة بالعين، فقد تناولنا هذا الموضوع الخطير حيث يشاركنا في الحديث عنه من أهل العلم والمختصين في العلوم الشرعية حيث سيتحدثون عن مخاطره وأضراره وكيفية الوقاية منه.
في البداية تحدث هاشم بن محمد النعمي أستاذ العلوم الشرعية في ثانوية اليمامة عن خطر الحسد بالعين حيث قال: في البداية كلنا متفقون على الخطر الجسيم للحسد بالعين ونعلم يقينا أن ما يصيب الإنسان لم يكن ليخطئه، فالعين حق، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعوّذ الحسن والحسين، ولذلك لا نستغرب إصابة شخص بالعين لكن الذي يؤلمنا هو تعمد بعض الناس أذية غيرهم بالعين فهذا الأمر الذي نتمنى أن يزول لدى من يحرص عليه ويؤذي الناس ويتعوذ بالله من الشيطان عندما يرى شيئاً يعجبه ويقول ما شاء الله، وبذلك يمكن للعائن أن يتخلص من هذه الآفة القاتلة لأن خطره ليس على الآخرين وإنما يكون على أبنائه ومن هم حوله، ونحن نعلم يقيناً أنه لا يصيب الإنسان إلا أمر قد كتبه الله عليه وقدره، ولكن لا بد أن يحرص كل مسلم على أن يداوم على الأوراد والأدعية الشرعية التي تحصن الإنسان من كل شيء، وكما قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
ويضيف أنه بالوقوف على بعض الحالات يتضح أن السبب إما حب العائن الشيء الذي لا يمتلكه هو وإما استحسانه لشيء معين أو حقده وكرهه لشخص أو شيء.
ويقول الآخر إني أحس بشيء في فمي يريد أن يخرج ولا أستطيع أن أمسك لساني وإذا قلت هذه الكلمة ارتحت ولكن في المقابل يتعب.

غيري العين والرأي الشرعي.
ويوضح الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع الداعية الإسلامي أسباب الإصابة بالعين ويقول إنها تنشأ عن أحد سببين: الأول شدة العداوة والثاني الإعجاب بالشيء واستحسانه.
ومن أدلة صحة أمر العين وشدة ضررها ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين)، وفي هذا تنبيه وتأكيد على سرعة نفاذ العين وتأثيرها في إصابة الذوات، وروى البزار وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين)، وقد يستغرب أو يندهش بعض الناس من ذلك مع أن الواقع يصدقه، فكم من إنسان بسط الله عليه نعمة المال فتعلقت نفس أحد من الناس به فأصابت ماله آفة أو خسارة أو ذهبت جميعه، وخاصة من كان على جانب من الحسن والجمال فتعلقت به نفس أصابته بعاهة أو مرض أو نحو ذلك، ولذا كثير ما يسمع أن هؤلاء المرضى طرحوا ولا يعرف الأطباء لهم داء ولا دواء وتحاليلهم الطبية تفيد سلامتهم وقل مثل ذلك عن المراكب من سيارات وغيرها.

اتقاء العين
يكون ذلك بأمور منها المحافظة على الأدعية والأوراد والأذكار الموظفة في الصباح والمساء فقد جاء النص فيها على أن من قالها يحفظه الله ويقيه وهي كثيرة، ومن أمثلتها فاتحة الكتاب وآية الكرسي والمعوذات، ومثل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.. ونحو ذلك.
والناظر في أحوال الناس يجد الإخلال الكبير بذلك وعدم الإلتفات إليه حتى مع الصبيان والأطفال الصغار يشرع أن يعوذوا ويحرزوا بالأحراز والأدعية الشرعية، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن النبي، صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين بقوله (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) ويقول: ( إن أباكم إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق). ومن اتقاء العين ألا نظهر المحاسن أمام من نخشى منه ومن عينه.
ذلك ومن اتقاء العين قبل وقوعها أن يدعوا المرء بالبركة إذا رأى ما يعجبه وذلك بأن يقول: بارك الله لك فيه، أو اللهم بارك عليه ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة).

علاج العين
وفي الحديث أن يؤخذ من العائن الماء الذي غسل به مواضع الوضوء منه وبعض ملابسه الملامسة لجلده وخاصة مما يلي الورك ثم يصب على المعيون من خفه، ولذا جاء عن مسلم قوله، صلى الله عليه وسلم: (وإذا استغسلتم فاغسلوا) أو المعنى إذا طلب من الشخص ماء وضوئه وغسله بعض ثيابه فليفعل ولا يغضب لذلك.
ويقول الشيخ عبد الله بن جبرين عضو الإفتاء سابقا:ً لا شك أن العين حق كما هو الواقع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا).
والعين هي عين الإنسان التي تصيب الأشياء فتتلفها ولا تفسد إلا بإذن الله وبقدره.
أما كيفيتها فالله أعلم بها، إلا أن بعض الناس تكون نفسه شريرة وتنبعث منها عند تسممها مواد سامة ضارة تصل إلى ذلك المعيون فتحدث فيه أحداث بإذن الله كأن يتألم ونحو ذلك، وللإنسان أن يحتاط وله أن يبذل الأسباب التي تقيه من الشر ومن هذه الأسباب:
الاستعاذة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعوذ الحسن والحسين وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان، وكان جبريل عليه السلام يرقي النبي، صلى الله عليه وسلم، فكان يقول: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك).
فعلى الإنسان أن يأتي بهذه الأدعية والأسباب التي تقيه مع معالجة ذلك إذا وقع، فإنه إذا اتهم الإنسان آخر بأنه أصابه بالعين فيطلب منه أن يغسل له ثوبه أو نحو ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (وإذا استغسلتم فاغسلوا).

الأكثر قراءة