تحسن الطلب في الصين وأمريكا عاد بربحية «سابك» في الربع الثالث إلى النمو
استطاعت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» مضاعفة نتائجها المالية الربعية وإعطاء إشارة إيجابية واضحة لمستقبل نتائج الشركة حتى نهاية العام الجاري، حيث حققت قفزة في نتائج الربع الثالث من العام الجاري مقابل نتائجها في الربع الثاني وذلك بواقع 100 في المائة.
وأعلنت «سابك» أنها حققت صافي ربح خلال الربع الثالث من العام الجاري بلغ 3.6 مليار ريال، مقابل صافي أرباح7.2 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق وذلك بانخفاض 50 في المائة، ومقابل 1.8 مليار ريال للربع السابق بارتفاع 100 في المائة، وهو ما فاق توقعات المحللين بإيجابيتها، إذ لم تتجاوز أقصى توقعاتهم أن تسجل «سابك» بين اثنين وثلاثة مليارات ريال.
وأعادت الشركة هذا الانخفاض إلى التراجع الحاد في الأسعار العالمية للمنتجات البتروكيماوية والبلاستيكيات والمعادن نتيجة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، إلا أن صافي الربح خلال الربع الثالث ارتفع بمقدار الضعف، مقارنة بالربع السابق من هذا العام بسبب الارتفاع التدريجي في أسعار القسم الأكبر من المنتجات البتروكيماوية والبلاستيكيات والمعادن، نتيجة تحسن الطلب على هذه المنتجات.
وأكد المهندس محمد حمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لـ «سابك» ثقته بقدرة الشركة على مواصلة النتائج الإيجابية حتى نهاية العام على الرغم من صعوبة التنبؤ بوضع الأسعار العالمية في السوق البتروكيماوية على المستوى الدولي - على حد تعبيره، لافتا في هذا الصدد إلى أنه على الرغم من الأزمة المالية والاقتصادية العالمية فقد حافظت الشركة على مستوياتها التشغيلية المتميزة نفسها، حيث بلغ إجمالي الإنتاج خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 44 مليون طن، بزيادة نسبتها 4 في المائة، بينما بلغت الكميات المباعة 34.5 مليون طن، بزيادة نسبتها 3 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وأوضح الماضي، أن «سابك» ــ بعون الله وتوفيقه ــ ثم بما لديها من مركز مالي متين وقدرة على توفير التدفـقات النقدية اللازمة، إلى جانب برامجها وخططها المتواصلة لخفض التكاليف، وزيادة معدلات الطاقة الإنتاجية من خلال توسعاتها الحالية في كل من شركة ينساب التي بدأ الإنتاج في مجمعها في مدينة ينبع الصناعية، وكذلك توسعة شركة شرق، وشركة كيان السعودية، والمشروع المشترك مع شركة ساينوبيك في الصين، ستكون له آثار إيجابية في أداء ونتائج الشركة.
وقال الماضي إن تدشين خطوط إنتاج جديدة يؤثر في الطلب بينما يساعد تحسن أسعار النفط، لكن سيكون من الصعب التكهن باتجاه أسعار منتجات البتروكيماويات. وتابع أنه سيكون من الصعب هذا العام تحقيق مستوى الأرباح الذي تحقق في 2008، مضيفا أن زيادة استهلاك الإلكترونيات في الصين ومبيعات السيارات في الولايات المتحدة تساعد الطلب على بعض المنتجات البلاستيكية، إضافة إلى تحسن الطلب في منطقة الشرق الأوسط دفعت بدورها جميعا إلى النتائج الإيجابية الحالية.
وأكد الماضي، استمرار الشركة في التنمية والتطوير من بينها عمليات الاندماجات التي تقيمها في شركاتها الخارجية لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يسعون حاليا لتوحيد جهود التسويق في المنتجات وصولا إلى انصهارها تحت وحدة تسويقية واحدة.
وعرج نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لـ «سابك» على قوة شركته نتيجة ما لديها من طاقات جيدة وكفاءة تشغيلية عالية ومصانع ذات قدرات إنتاجية ضخمة، مفيدا بأن الشركة في وضع مالي جيد بل تعزز من موقفها عبر تركيزها على مراكز البحوث التابعة لها، حيث يوجد لديها حاليا عشرة مراكز حول العالم، إضافة إلى مركز عملاق «سابك التقني» في وادي التقنية في جامعة الملك سعود في الرياض.
وأفاد الماضي، بأن «سابك للصناعات البلاستيكية المبتكرة» التي اشترتها من «جنرال إلكتريك» قبل عامين، قد تحسنت نتائجها المالية بشكل ملموس دون الإفصاح عن أرقام أو بيانات محاسبية، مكتفيا بالتأكيد على أن الحرص يأتي للمحافظة على المركز التنافسي للشركة، إضافة إلى أن جميع النتائج تصب في قوائم الشركة الأم «سابك»، لافتا هنا إلى أن هذه البيانات لن ننشرها إلا لحملة السندات.
وأفصح الماضي عن نظر الشركة للاستفادة من منشآت ومصانع خارجية تعمل في المطاط وأنشطة مثيلة لمجالات الشركة، مفيدا بأن يتم دراسة بجدية في وقت ربما تستغرق فترة لن تقل عن ثلاث سنوات.
كما توقع الماضي أن تصدر قريبا نتائج إيجابية فيما يخص قضايا الإغراق المرفوعة ضد الشركة في الصين والهند، مفيدا بأنه تم استكمال الإجراءات القانونية اللازمة كافة عن طريق محامين وتوفير جميع المعلومات والبيانات المطلوبة، مضيفا أن العلاقات المشتركة التي تربط السعودية بالبلدين ستدعم الموقف، إلى جانب أن وزارة التجارة والصناعة تتابع أيضا الموضوع.
وحول قطاع الحديد، أشار الماضي إلى أن الشركة وضعت منذ إنشاء هذا القطاع أن يكون لتلبية الطلب المحلي والإقليمي، مؤكدا أن «سابك» لم تضع في اعتبارها حتى الآن عولمة نشاطها في هذا القطاع.
وبحسب النتائج المالية الأولية الموحدة لـ «سابك» للفترة المنتهية في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، بلغ إجمالي الربح خلال الربع الثالث 8.6 مليار ريال مقابل 15.9 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق بانخفاض 45 في المائة، وبلغ الربح التشغيلي خلال الربع الثالث 6.4 مليار ريال مقابل 12.5 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق بانخفاض 48 في المائة.
وأوضحت الشركة أن صافي الربح خلال تسعة أشهر بلغ 4.5 مليار ريال، مقابل21.7 مليار ريال للفترة المماثلة من العام السابق بانخفاض 79 في المائة، كما بلغت ربحية السهم خلال تسعة أشهر 1.49 ريال، مقابل 7.24 ريال للفترة المماثلة من العام السابق، بينما إجمالي الربح خلال تسعة أشهر فبلغ 18.4 مليار ريال، مقابل44.5 مليار ريال للفترة المماثلة من العام السابق بانخفاض قدره 58 في المائة، فيما بلغ الربح التشغيلي خلال تسعة أشهر 10.8 مليار ريال، مقابل 35.6 مليار ريال للفترة المماثلة من العام السابق بانخفاض قدره 69 في المائة.