الصين تنشر أجنحتها للسيطرة على الاقتصاد الإفريقي

الصين تنشر أجنحتها للسيطرة على الاقتصاد الإفريقي

من المعروف أن الصين منذ أن اعتنقت المبادئ الرأسمالية في نهاية السبعينيات، شهد نظامها الاقتصادي انطلاقة بسرعة رهيبة حملته إلى المرتبة الثانية بعد اقتصاد الولايات المتحدة في العام الماضي.
ومن أجل المحافظة على الوتيرة المحمومة للنمو الاقتصادي الذي أصبحت الصين معتادة عليه، فإن الدولة التي كانت في السابق منعزلة تحتاج الآن إلى نشر أجنحتها. وبدأت الصين تستخدم بعضا مما لديها من العملة الصعبة في الاستثمار في الفرص الجديدة في الخارج مدفوعة بحاجتها الملحة لمزيد من مصادر الطاقة.
ظهر هذا التوسع الصيني بقوة في قارة إفريقيا، فقد زاد التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا من عشرة مليارات دولار في 2000 إلى 55 مليار دولار في 2006، كما أصبحت الصين حاليا ثاني أكبر شريك تجاري مع إفريقيا.
خلال السنوات الأربع الأخيرة وحدها، قام قادة من الحكومة الصينية بسبع جولات في إفريقيا زاروا فيها أكثر من دولة إفريقية. أتاحت الرحلات الجوية المباشرة بين الصين وإفريقيا الطريق لآلاف من رجال الأعمال الصينيين الفرصة للتدفق على نيجيريا والكاميرون وإثيوبيا وعشر أو أكثر من الدول الإفريقية بحثا عن الفرص في هذا العالم الرأسمالي الجديد الذي يبعد آلاف الأميال عن وطنهم.
حتى الآن تسير المغامرة الصينية في إفريقيا بلا مشاكل أو عقبات باستثناء بعض المواقف المعادية للأجانب من كلا الجانبين، فالصين تستخرج ما تحتاج إليه بشدة من الموارد والمواد الخام مثل النفط وباقي الموارد الطبيعية والثروات المعدنية. وتقوم في المقابل بإنشاء الطرق والسدود وتقدم سلعا رخيصة إلى بلاد القارة السمراء.
لكن، ما الذي نستخلصه من هذا الاستعمار الجديد للقارة الإفريقية والذي تقوم به دولة الصين الشيوعية التي تزداد قوتها يوما بعد يوم؟ يحاول هذا الكتاب الإجابة عن هذا السؤال الصعب والمهم.
نشر الكتاب لأول مرة في فرنسا في العام الماضي، ويقدم سلسلة من المقالات القصيرة البارعة على الطراز الصحفي، حيث يكتب عن العمال الفقراء من المقاطعات الصينية الذي يسافرون آلاف الأميال بعيدا عن أوطانهم سعيا وراء مقدراتهم في الظاهرة الجديدة لحمى الذهب في العصر الحديث.
خلال العقود الأربعة أو الخمسة الماضية، منذ أن حصلت معظم الدول الإفريقية على استقلالها، ضخت الدول الغربية مئات المليارات من الدولارات في صورة مساعدات مباشرة إلى الحكومات الإفريقية، إلا أن النتيجة كانت كارثية، حيث إن القارة بأكملها لم تتطور كثيرا منذ حصولها على الاستقلال، بل لأن بعضها ازداد فقرا.
يستعرض الكتاب دور مسؤولي الحكومات الإفريقية الذين غالبا ما يشعرون بالامتنان ويقبلون العروض الصينية للمساعدة في بناء البنية التحتية في مقابل جزء من الموارد الإفريقية الطبيعية القيمة. كما يلقي الكتاب الضوء على رد الفعل العالمي الأفعال الصينية العنيفة في إفريقيا، ويستعرض المخاوف التي تشعر بها بعض الدول حيال النفوذ الصيني المتزايد في القارة السمراء.

الأكثر قراءة