بكين تطالب بإصلاح «العيوب الجوهرية».. وواشنطن تدعو إلى مراقبة العملات
بدأ في إسطنبول التركية أمس الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بمشاركة عدد كبير دول العالم، وناقشت الاجتماعات عددا من القضايا المتعلقة بتوسيع نطاق صلاحيات صندوق النقد الدولي والنظر في الآليات والترتيبات التي يتبناها الصندوق في سعيه إلى تعزيز الاستقرار المالي العالمي والحيلولة دون وقوع الأزمات المالية.
ودعا وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر أمس صندوق النقد الدولي لفرض رقابة نشطة لرصد أي أزمات جديدة في قطاع الاستثمار مبكرا والعمل على أن تتمشى سياسات النقد الأجنبي مع أهداف إعادة التوازن للاقتصاد العالمي.
وفي تعليقات معدة ليلقيها مارك سوبل القائم بأعمال مساعد وزير الخزانة الأمريكي نيابة عن جايتنر أمام الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد ذكر الوزير أن ثمة حاجة إلى أن يراقب صندوق النقد السياسات الاقتصادية والسياسات المتعلقة بالعملة في دول مجموعة العشرين سواء المتقدمة أو الناشئة.
وأضاف وزير الخزانة الأمريكي «ينبغي أن يكون الصندوق من يقول الحقيقة»، وتابع «يعني هذا بالنسبة لصندوق النقد الدولي أن تقود رقابة نشطة لإلقاء الضوء على الاتجاهات التي ربما تؤدي إلى طفرة جديدة لا تدوم».
من جهته، أوضح وزير المالية الصيني شيه شيوي رن أنه ينبغي أن يبدأ صندوق النقد الدولي العمل على وضع جدول أعمال لإصلاح «العيوب الجوهرية» في النظام النقدي العالمي. وقال وزير المالية الصيني في كلمة أمام اجتماع صندوق النقد والبنك الدوليين الذي يعقد كل ستة أشهر إن على الصندوق أن يسعى «لتهيئة بيئة نقدية مستقرة من أجل النمو العالمي والاستقرار المالي».
في حين أعلن صندوق النقد الدولي أمس أن المدير العام دومينيك ستراوس عين وزير المالية الياباني السابق المكلف الشؤون الدولية ناووكي شينوهارا ليخلف أحد مساعديه لدى تركه العمل، وشينوهارا الذي شغل هذا المنصب في الحكومة اليابانية من تموز (يوليو) 2007 إلى تموز (يوليو) 2008، سيخلف مواطنه تاكاتوشي كاتو.
وأشار المدير العام لصندوق النقد الدولي في البيان إلى «خبرته الواسعة في مجال المالية الدولية»، بعد أن كان زميلا له في اللجنة النقدية والمالية الدولية (جمعية الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي) وفي مجموعة الدول المتقدمة في مجموعة السبع والدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين وفي رابطة دول جنوب شرق آسيا.
وللمدير العام لصندوق النقد الدولي الذي هو على الدوام أوروبي، ثلاثة مساعدين، أولهم (نائب المدير العام وهو حاليا جون ليبسكي) وهو أمريكي على الدوام، والاثنان الآخران هما حاليا أمريكي جنوبي (البرازيلي موريلو برتغال) وياباني.
في حين استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق مظاهرات أمس ضد البنك وصندوق النقد الدوليين اللذين يعقدان اجتماعاتهما السنوية في إسطنبول.
واجتمع حشد ضم المئات في ميدان تاكسيم وسط إسطنبول على بعد أقل من كيلومتر واحد من مركز المؤتمرات الذي تعقد فيه الاجتماعات لكن قوة كبيرة من الشرطة أبعدت المتظاهرين. وهشم بعض المتظاهرين نوافذ أحد مطاعم المدينة وعديد من البنوك على طول شارع الاستقلال الشهير في العاصمة وهو شارع للمشاة فقط بالقرب من الميدان.