أول موجة جني أرباح قوية تعصف بالأسهم الخليجية بعد «ماراثون» صعودي

أول موجة جني أرباح قوية تعصف بالأسهم الخليجية بعد «ماراثون» صعودي

بعد ماراثون صعودي قوي استمر جلسات عدة حطمت معه كافة الأسواق حواجز مقاومة عدة، ووصلت إلى أعلى مستوياتها للعام الجاري، تعرضت كافة أسواق الأسهم الخليجية في تعاملات الأمس لأول وأقوى عمليات جني أرباح أفقدتها بعضا من مكاسبها خصوصا أسواق الإمارات الأكثر تراجعا بين أسواق الخليج حيث خسرت سبعة مليارات درهم من قيمتها السوقية إثر تراجع مؤشر سوق دبي بنسبة 2.5 في المائة وسوق أبو ظبي 1.1 في المائة.
وآثرت الأسواق الخليجية اللحاق بالأسواق الدولية في أمريكا وأوربا وآسيا التي سجلت تراجعات قوية، وانتقلت عدوى البيع من سوق إلى أخرى بفعل حالة الخوف التي انتابت المتعاملين من تراجع أكبر بعدما كثرت التوقعات حول ضرورة دخول الأسواق في حالة من الهدوء بعد ماراثون صعودها القوي الذي شهدته منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان وحتى جلسة أمس الأول التي سجلت وصول أكثر من سوق خليجية إلى أعلى مستوياتها للعام الجاري.
وفشلت سوق مسقط في الحفاظ على مستوياتها العليا التي بلغتها في تعاملاتها أمس الأول، حيث تعرضت لعمليات جني أرباح قوية أفقدتها 2.5 في المائة من قيمتها، كما تراجعت بورصة قطر التي كانت هي الأخرى عند أعلى مستوياتها باختراق حاجز 7.500 نقطة بنسبة 0.96 في المائة.
ولم تتمكن بورصة الكويت من الحفاظ على صعودها الذي تخطى حاجز 7.900 نقطة متراجعة على غرار بقية الأسواق بنسبة 0.71 في المائة، وجاء التراجع أقل في السوق البحرينية بنسبة 0.18 في المائة .
ولم يبد محللون ماليون أية مخاوف من التراجع الجماعي للأسواق الخليجية، وكما قال شوتزمان رئيس الاتصال المؤسسي في ''شعاع كابيتال'' فقد تحسنت ثقة المستثمرين تجاه المنطقة باستمرار وبشكل تدريجي حيث شهدنا انخفاضاً واحداً فقط منذ نيسان (أبريل) الماضي، كما أن معظم أسواق دول الخليج لا تزال تتداول بأقل من قيمتها الحقيقية في نظر المستثمرين .
وتعرضت سوق دبي لعمليات بيع مكثفة طالت كافة الأسهم المتداولة باستثناء سهمين فقط من الأسهم الأجنبية المدرجة في السوق وهما سهما ''اكتتاب'' الكويتية ومصرف السلام - السودان، وقاد سهم ''إعمار'' القيادي في السوق موجة البيع منخفضا بنسبة 3.7 في المائة إلى 3.90 درهم متخليا تماما عن مستوى الدراهم الأربعة التي ظل يتداول عليها حتى تعاملات أمس الأول، وإن حافظ السهم على صدارته في قائمة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث القيمة بتعاملات قيمتها 234 مليون درهم من إجمالي 800 مليون للسوق ككل. كما انخفضت بقية الأسهم القيادية وهي الأسهم التي حصدت خلال الجلسات الماضية مكاسب قوية مثل ''أرابتك'' بنسبة 4.1 في المائة إلى 3.22 درهم و''دبي الإسلامي'' 2.7 في المائة إلى 3.16 درهم و''دبي المالي'' 3.7 في المائة إلى 2.31 درهم و''دبي للاستثمار'' 4.2 في المائة إلى 1.36 درهم و''أرامكس'' 5 في المائة إلى 1.71 درهم.
وسارت سوق أبو ظبي على المسار الهابط نفسه الذي كانت عليه سوق دبي بضغط من أثقل أسهمها في قطاعي العقارات والبنوك وسط تداولات متوسطة بقيمة 333 مليون درهم، ومنيت أسهم البنوك بالتحديد بأكبر الخسائر حيث فقد سهم بنك الاستثمار 9.5 في المائة من قيمته إلى 1.86 درهم.
كما انخفض سهم بنك الخليج الأول 4.4 في المائة إلى 16.25 درهم و''أبو ظبي الإسلامي'' 2.8 في المائة إلى 3.10 درهم و''أبوظبي التجاري'' 1.6 في المائة إلى 2.46 درهم و''أبو ظبي الوطني'' 0.73 في المائة إلى 13.45 درهم، كما جاءت التراجعات قوية في أسهم العقار بواقع 4 في المائة لسهم ''صروح'' إلى 3.75 درهم و2.3 في المائة لسهم الدار إلى 5.74 درهم ورأس الخيمة العقارية 2.5 في المائة إلى 78 فلسا.
وجاءت التراجعات قوية أيضا في سوق مسقط التي لم تهنأ بأعلى مستوياتها للعام سوى جلسة واحدة تعرضت بعدها لموجة جني أرباح قوية لم تسلم منها سوى أربعة أسهم فقط، وتراجعت تعاملات السوق إلى 11.6 مليون ريال من تداول 31.8 مليون سهم .
وقادت الأسهم القيادية والنشطة موجة البيع خصوصا سهم ''جلفار للهندسة'' الأكثر انخفاضا بنسبة 5 في المائة إلى 0.645 ريال وبنك مسقط ثاني أكبر الأسهم المنخفضة بنسبة 4 في المائة إلى 0.922 ريال والبنك الوطني 3.1 في المائة إلى 0.335 ريال في حين تمكن سهم ''عمان والإمارات للاستثمار'' الأكثر نشاطا من حيث القيمة بتداولات قيمتها 1.7 مليون ريال من الاستقرار دون تغير عند سعر 0.318 ريال، في حين نخفض سهم ''عمانتل'' بنسبة 0.43 في المائة إلى 1.393 ريال .
وفشلت بورصة الدوحة في التمسك بالبقاء فوق مستوى 7.500 نقطة حيث قادت أسهمها القيادية والثقيلة في قطاعي البنوك والصناعة موجة البيع التي طالت 23 سهما مقابل ارتفاع 11 سهما بتداولات قيمتها 302 مليون ريال من تداول 10.3 مليون سهم منها تعاملات بقيمة خمسة ملايين سهم لثلاثة أسهم هي ''الريان'' و''ناقلات'' و''العقارية'' وارتفع الأول 0.79 في المائة إلى 12.70 ريال في حين استقر الثاني دون تغير عند 26.10 ريال وسجل الثالث أكبر نسبة تراجع في السوق بنسبة 2.9 في المائة إلى 26.80 ريال .
وللجلسة الثانية على التوالي يواصل سهم ''صناعات قطر'' الأثقل في المؤشر هبوطه بنسبة 1.9 في المائة إلى 113.70 ريال، وعلى المنوال نفسه أغلبية أسهم البنوك بقيادة سهم البنك التجاري بنسبة 1.7 في المائة إلى 79.90 ريال وبالنسبة نفسها سهم بنك الدوحة إلى 52.10 ريال و''قطر الوطني'' 1 في المائة إلى 148.80 ريال.
وحولت بورصة الكويت مسارها من الارتفاع الذي مكنها من تجاوز حاجز 7.900 نقطة إلى الهبوط بتأثير من تراجع جماعي لجميع القطاعات المدرجة وانخفضت أسعار 78 شركة مقابل ارتفاع أسعار 26 شركة أخرى، وإن شهدت التعاملات ارتفاعا إلى 91.6 مليون دينار من تداول 717 مليون سهم. وسجلت أغلبية أسهم البنوك تراجعا باستثناء سهم بيت التمويل الكويتي'' بيتك'' الذي ارتفع بنسبة 1.5 في المائة إلى 1.340 دينار في حين انخفض سهم بنك الكويت الوطني بنسبة 2.9 في المائة إلى 1.300 دينار وبنك برقان 3.8 في المائة إلى 0.370 دينار وبنك بوبيان 3.5 في المائة إلى 0.550 دينار، وفي قطاع الخدمات استقر سهم ''زين'' دون تغير عند 1.300 دينار في حين انخفض سهم ''الاتصالات الوطنية'' بنسبة 1.2 في المائة إلى 1.540 دينار و''أجيليتي'' 1.5 في المائة إلى 1.260 دينار.
ونجحت سوق البحرين في أن تنهى تعاملات الأمس كأقل الأسواق الخليجية خسارة بعدما استقرت أغلبية القطاعات، وجاء الضغط الطفيف من قبل أسهم البنوك والاستثمار والفنادق وسط تعاملات متوسطة بقيمة 245.6 ألف دينار من تداول 1.5 مليون سهم، منها 850 ألف سهم لثلاثة أسهم هي ''البنادر'' و''الخليجية للاستثمار'' ومصرف السلام. وكما كان سهم بيت التمويل الخليجي داعما للسوق أمس الأول كان ضاغطا على المؤشر في تعاملات الأمس مسجلا أكبر انخفاض بنسبة 8.4 في المائة إلى 0.595 دولار و''البنادر'' 7.4 في المائة إلى 0.062 دينار ومصرف البحرين الإسلامي 3.6 في المائة إلى 0.212 دينار و''السلام'' 3.4 في المائة إلى 0.112 دينار و''فنادق البحرين'' 0.91 في المائة إلى 0.545 دينار، في حين ارتفعت أسعار أسهم ''البركة'' 1.8 في المائة إلى 1.690 دينار والمصرف الخليجي 1.5 في المائة إلى 0.133 دينار و''الخليجية للاستثمار'' 0.82 في المائة إلى 0.123 دينار .

الأكثر قراءة