رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


هل تغيرت نظرة الأمريكيين إلى الإسلام؟

بعد أكثر من ثمان سنوات على أحداث 11 من أيلول (سبتمبر) وأكثر من سبع سنوات على الحرب على العراق، هل تغيرت صورة الأمريكيين عن المسلمين. وبالتحديد هل يرى الأمريكيون اختلافاً بين الإسلام والديانات الأخرى في النظرة إلى العنف، وإلى أي مدى يرون أن الدين الإسلامي مختلف عن الديانات الأخرى، ومدى معرفتهم بالدين الإسلامي، وهل يواجه المسلمون عنصرية متزايدة بالمقارنة بالديانات الأخرى. كل هذه الأسئلة وغيرها كانت موضوع استبيان أجرته مؤسسة أبحاث بيو عن نظرة الأمريكيين إلى الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة.
عنصرية متزايدة تواجه المسلمين تظهر جلياً في ما يراه الناخب الأمريكي نفسه. فهناك ستة من عشرة بالغين يرون أن المسلمين يتعرضون لتمييز عنصري أكثر من غيرهم من الديانات الأخرى وحتى من الأعراق الأخرى كالسود الذين دائماً ما ينظر إليهم أنهم يواجهون عنصرية كبيرة في الولايات المتحدة أو أصحاب الأصول اللاتينية. ومن المؤسف أنه ليس هناك إلا المثليين ممن يواجهون عنصرية أكثر من المسلمين في الولايات المتحدة وبنسبة تقدر بـ 64 في المائة من كل عشرة أشخاص تم استبيانهم، مما يؤكد أنه حتى بعد أكثر من ثماني سنوات من أحداث 11 من أيلول (سبتمبر)، لا يزال هناك كثير من العنصرية التي يواجهها المسلمون في الولايات المتحدة.
يظهر الاستبيان أيضاً أن ما نسبته 65 في المائة ممن تم استبيانهم من غير المسلمين يرون أن الإسلام ودينهم مختلفين بشكل كبير جداً، بينما يرى ما نسبته 17 في المائة فقط أن دينهم ودين الإسلام لا يختلفون بشكل كبير وأنهما متشابهين إلى حد كبير. لكن يرى الأمريكيون أيضاً أن أدياناً أخرى كالهندوسية والمورمن المسيحيين واليهودية تختلف بشكل كبير عن دينهم (سواءً البروتستانتية والكاثوليكية) وهو يعكس بشكل واضح جهل الأمريكيين بالأديان الأخرى وحتى تلك الأديان التي تنسب إلى المسيحية نفسها كالمورومانيزم. وهذا الأمر مشابه عند النظر إلى أي دين من جهة الأديان الأخرى، كالنظرة إلى الكاثوليكية من قبل غير الكاثوليكيين على أنها مختلفة بشكل كبير وبما نسبته 43 في المائة ممن تم استبيانهم من غير الكاثوليكيين، مما يوحي بانقسام وعدم تجانس كبيرين بين الجماعات الدينية المختلفة داخل الولايات المتحدة. ومن حيث نظرة الإسلام إلى العنف فيوضح الاستبيان أن ما نسبته 38 في المائة مقارنة بـ 45 في المائة في عام 2007 يرون أن الإسلام يشجع العنف أكثر من غيره من الأديان الأخرى، وهو ما يعد مؤشراً على تحسن طفيف في النظرة إلى الدين الإسلامي كمحرض للعنف، وبما لا يختلف كثيراً عن عامي 2004 و2005. وهذا يعطي مؤشراً أن الأمريكيين ما زالوا متمسكين برؤيتهم التي أورثتها أحداث 11 أيلول (سبتمبر) المتمثلة بالنظرة إلى الدين الإسلامي كمحرض للعنف، وهو أمر له انعكاس كبير وخطير على السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة سواء حالياً أو مستقبلياً في مواجهة قضايا العالم الإسلامي. حيث لا يزال المحافظين متشددين في رؤيتهم وأكثر من غيرهم من الجماعات السياسية الأخرى إلى أن الإسلام يعد أكثر تحريضاً على العنف من الأديان الأخرى، بينما انخفضت نسبة من يرون ذلك من الجمهوريين بـ 13 في المائة لتبلغ 55 في المائة.
ومن حيث المعرفة بالدين الإسلامي فلا تزال معرفة الأمريكيين بالدين الإسلامي متواضعة بالمقارنة بغيرهم حيث لا تتجاوز نسبة من يعرفون معلومات أساسية عن الإسلام كاسم الله عز وجل 53 في المائة، ومن يعرف اسم القرآن لا تتجاوز 52 في المائة، وما نسبته فقط 41 في المائة ممن استطاعوا الإجابة عن السؤالين معاً. إضافة إلى ذلك فإن ما نسبته 45 في المائة فقط من الأمريكيين أجابوا بأنهم يعرفون على الأقل مسلم واحد وهو ما يدل على تباعد واضح بين المسلمين الأمريكيين وغيرهم الأمريكيين من أصحاب الديانات الأخرى.
نتائج هذا الاستبيان تعطي مؤشرات مختلفة، فمن ناحية تشير إلى أن الإسلام كدين لا يزال يواجه نظرة إقصائية من الأمريكيين وهذا ينبع بشكل كبير من الزخم السياسي الذي يحرض على الإسلام كدين وبالتالي يؤثر في المسلمين في الولايات المتحدة من حيث تزايد العنصرية ضدهم. فهم كمجموعة دينية الأكثر تعرضاً للتمييز العنصري بالمقارنة بالأديان الأخرى، وهو ما يدل بشكل كبير على ثقافة تحرض ضد المسلمين داخل الولايات المتحدة، وعلى ضعف تأثير المسلمين الأمريكيين على المواطن الأمريكي من حيث تغيير النظرة إلى الإسلام. وهذا الأمر يشكل مؤشراً خطيراً سواءً من حيث قضايا المسلمين داخل الولايات المتحدة وخارجها، ومن حيث العلاقة بينها وبني العالم الإسلامي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي