نظرة جديدة لاستراتيجيات بيع لعب الأطفال وشرائها

نظرة جديدة لاستراتيجيات بيع لعب الأطفال وشرائها

حصلت كاتبة الكتاب، التي تعمل أستاذة لعلم الاجتماع في جامعة تكساس، على وظيفة بائعة في أحد محلات لعب الأطفال عندما كانت في الواحدة والأربعين من عمرها. عملت الكاتبة في محلين للعب الأطفال تخصص أحدهما في الألعاب الغالية ذات العلامات التجارية المعروفة، بينما كان الثاني منفذا لبيع اللعب الأقل سعرا. بالرغم من الاختلافات بين المحلين وجدت الكاتبة أن كليهما يؤكد التباين الاجتماعي بالعديد من الطرق.
يؤرخ الكتاب المواقف التي مرت بها أثناء عملها في مجال بيع لعب الأطفال، ويقدم تحليلا عميقا من واقع خبرة الكاتبة للتأثيرات الاجتماعية الناتجة عن التسوق والشراء للعب الأطفال. كما يتناول الدروس التي يتعلمها الأطفال من ذويهم عن عملية التسوق التي غالبا ما ترسخ في أذهانهم مفاهيم التباين الاقتصادي والاجتماعي.
يقدم الكتاب نظرة جديدة لعملية بيع لعب الأطفال وشرائها، حيث يوضح السياسات التي نتبعها في شراء اللعب، وتستعرض حقائق الظروف والأجور المتدنية التي يحصل عليها البائعون في مثل هذه المحال في الولايات المتحدة. كما يكشف الكتاب التأثيرات الطبقية والعرقية في ثقافة الشراء.
لاحظت الكاتبة أن العاملين في محال اللعب يتم تكليفهم بوظائف مختلفة تختلف حسب كون البائع رجلا أو امرأة، كما تختلف أيضا تبعا للعرق الذي ينتمي إليه البائعون. كما أن العلاقات بين البائعين السود والمشترين البيض يمكن أن تتنوع وتتشعب بطرق متعددة ومعقدة. كذلك تؤكد الكاتبة أن اتحادات العمال ليس بيدها أن تحمي العاملين من مضايقات الرؤساء أو المشترين.
يناقش الكتاب التغييرات التي يمكن إضافتها إلى قانون العمل الأمريكي وفي القواعد المنظمة للبيع بالتجزئة لضمان قدر أكبر من العدالة الاجتماعية. كما يحتوي على فصل كامل مكرس لتاريخ التسوق في الولايات المتحدة يمتلئ بالإحصائيات والأرقام المتعلقة بالموضوع. بعد ذلك يستعرض الكتاب مجموعة من الحكايات والملاحظات التي سجلتها الكاتبة بصفتها خبيرة في علم الاجتماع.
من هذه الملاحظات مثلا أن البائعين ذوي الأصول العرقية الآسيوية غالبا ما يفضلون العمل في قسم الإلكترونيات أو الألعاب ذات الطابع الإلكتروني، وربما يرجع هذا إلى أن الشخصية الآسيوية في العصر الحديث غالبا ما ترتبط في الأذهان بالتطور التكنولوجي.
من الملاحظات التي توصلت إليها أيضا أن الموظفين البيض يحظون باحترام أكبر من الزبائن، وأن مديري المحلات غالبا ما ينظرون إلى العملاء البيض على أنهم زبائن جيدون محتملون بينما ينظرون إلى العملاء من الأقليات على أنهم غالبا ما سيسرقون لعبة ما في طريقهم للخروج من المحل.
على الرغم من أن مؤلفة الكتاب تمكنت من الاقتراب من موضوع البحث عن قرب وبشكل عملي من خلال عملها في محلين من محلات لعب الأطفال، إلا أنه لا يمكن تعميم النتائج التي توصلت إليها، ولا يمكن اعتبارها تعبيرا عن ثقافة المجتمع ككل في التسوق لشراء لعب الأطفال بصفة عامة. لكن لا يمكن أيضا إنكار أهمية الملاحظات والاستنتاجات التي توصلت إليها.

الأكثر قراءة