دراسة إماراتية تدعو إلى استخدام العوازل الحرارية لتخفيض استهلاك الطاقة في الخليج
دعت دراسة أجراها مصرف الإمارات الصناعي، دول الخليج لاستخدام العوازل الحرارية لتخفيض استهلاك الطاقة. وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من أن دول مجلس التعاون تمتلك ما يقارب من 45 في المائة من إجمالي احتياطي النفط في العالم، إلا أن معدلات استهلاك الطاقة بجميع أنواعها تتضاعف كل عشر سنوات، وبخاصة الطاقة الكهربائية، حيث تتم تلبية الطلب المتنامي عن طريق إقامة محطات جديدة لزيادة الإنتاج وضخ المزيد من المنتجات النفطية في الأسواق المحلية
وقالت الدراسة إنه على مدى السنوات المقبلة فإن ارتفاع الطلب سيترافق مع زيادة الأسعار بسبب الزيادات المتوقعة في أسعار الديزل والغاز الطبيعي في السنوات المقبلة، ما يتطلب البحث في إمكانية الحد من ارتفاع الطلب عن طريق استخدام الوسائل الحديثة الخاصة بتخفيض استهلاك الطاقة عن طريق العزل الحراري.
وتتيح وسائل العزل الحراري تخفيض ما نسبته 40 في المائة تقريبا من كمية الاستهلاك، ما يعزز من احتياطيات الطاقة إضافة إلى تخفيف الأعباء عن المستهلك والتقليل من الضغوط على موازنات دول المجلس الناجمة عن أساليب الدعم المتبعة لمصادر الطاقة والمياه في هذه الدول.
وحتى الآن فإن وسائل العزل الحراري لا تستخدم على نطاق واسع في دول مجلس التعاون الخليجي، فالأنظمة المتبعة واللوائح المعمول بها في قطاع البناء والتشييد في أغلب دول المجلس لا تلزم أصحاب الشأن باستخدام وسائل العزل الحراري في المباني التجارية والسكنية وفي المرافق العامة.
وفي المقابل، وكما توضح الدراسة، فإن التوقعات الخاصة بالطلب على مصادر الطاقة ربما تفوق التوقعات بسبب الطفرة التي يشهدها قطاع الإنشاءات في دول المجلس، حيث يتوقع أن تنفذ مشاريع بمئات المليارات من الدراهم خلال السنوات القليلة المقبلة في الإمارات وحدها، في الوقت الذي أعلن فيه عن تنفيذ مشاريع عملاقة في السعودية، الكويت، البحرين، قطر، وعمان.
وفي الوقت الذي تعمل فيه عشرات المصانع في إنتاج مختلف أنواع منتجات العزل الحراري بما في ذلك الطابوق العازل والفلين، إلا أن التقنيات الحديثة تتيح استخدام مواد جديدة أرخص سعرا وأكثر فعالية في عملية العزل. وفي هذا الجانب تتم منذ عدة سنوات استخدام ألواح البولسرين العازلة، حيث أقيم ستة مصانع في دول المجلس منها اثنان في السعودية والكويت، ومصنع واحد في كل من الإمارات وقطر، وتصل الطاقة الإنتاجية للمصانع الستة مجتمعة أكثر من 7 ملايين متر مكعب في العام.
وحسب الدراسة، فإنه بخلاف مواد العزل الحراري الأخرى فإن هذه المادة تتميز بخصائص مناسبة ومتاحة لمختلف الاستخدامات وبالأخص في تمديدات أجهزة التكييف التي يرتفع الطلب عليها في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وتؤكد الدراسة أن ارتفاع الطلب على مصادر الطاقة في دول الخليج خاصة تضاعف الطلب على الطاقة الكهربائية في فترات زمنية قصيرة نسبيا يحتم اتخاذ إجراءات فعالة للحفاظ على مصادر الطاقة في ظل النمو الاقتصادي المتسارع، وذلك من خلال استخدام العوازل الحرارية لتخفيض استهلاك الطاقة، خصوصا أن هناك ضغوطا كبيرة على موارد الطاقة الطبيعية.
وترى الدراسة أن التعاون بين القطاعين العام والخاص في دول المجلس يمكن أن يسهم في استغلال مصادر الطاقة بصورة أفضل، فمن جانب يمكن إصدار التشريعات الملزمة باستخدام العوازل الحرارية في المشاريع الإنشائية والمرافق العامة، كما يمكن للقطاع الخاص أن يسهم من خلال إقامة مصانع لإنتاج العوازل الحرارية رخيصة الثمن نسبيا والمتطورة تقنيا من ناحية الإنتاج ونوعية المواد المستخدمة وبما يجعلها متاحة للجميع، وفي هذه الحالة يمكن تقليل نسبة ارتفاع الطلب على الطاقة من جهة وتلبية متطلبات النمو الاقتصادي والاجتماعي في دول المجلس من جهة أخرى، وهو ما يسهم في تخفيف الأعباء على الموارد والاعتمادات المتاحة للبنية الأساسية في دول مجلس التعاون.