تأكيدات أمريكية وروسية: الأزمة المالية لم تنته

تأكيدات أمريكية وروسية: الأزمة المالية لم تنته
تأكيدات أمريكية وروسية: الأزمة المالية لم تنته

قال الملياردير وارين بافيت إن الاقتصاد الأمريكي لم يبدأ بعد الخروج من أسوأ ركود يواجهه منذ الكساد الكبير إلا أن ''الذعر'' الذي أعقب اقتراب النظام المالي من الانهيار العام الماضي قد انتهى فيما يرجع جزئيا إلى تدخل الحكومة. وفي مقابلة مع ''رويترز'' أمس الأول تمسك بافيت بتوقعات ايجابية بشأن برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة الحكومي الخاص بالبنوك والذي تعرض لانتقادات كثيرة قائلا إنه قد يحقق مكاسب للحكومة في نهاية الأمر. وقال بافيت ''في الوقت الحالي لا نرى الاقتصاد يتحسن أو يتدهور .. لكن هذا أفضل مما كان يمكن قوله قبل نحو ستة أشهر. الذعر الذي حدث العام الماضي انتهى وهذا يرجع جزئيا إلى (تدخل) الحكومة''.

#2#

ويأتي حديث بافيت متفقا مع ما قالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أكد أمس أن الاقتصاد العالمي لم يتجاوز الأزمة بعد لكن هناك علامات استقرار، حيث أبلغ أوباما الصحافيين خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن الاقتصادين الأمريكي والكندي يتجهان صوب نمو إيجابي، وبين هاربر أن التعافي الاقتصادي يمضي قدما لكن وصفه بالهش.
ويتفق خبراء اقتصاديون بوجه عام على أن الاقتصاد الأمريكي في مرحلة مبكرة من الانتعاش, غير أن القلق ما زال يساور الكثيرين بشأن ضعف الطلب الاستهلاكي في الوقت الذي يحد فيه ارتفاع البطالة من الدخل.
وقال بافيت ''لم يبدأ الاقتصاد في الانتعاش لكنه سينتعش .. لكن لا أعلم متى''.
وأضاف ''قد يحدث ذلك غدا''. وتابع يقول إن إدارة الرئيس باراك أوباما ''تحقق تقدما بشأن برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة وقد تحقق أرباحا في النهاية. بالتأكيد لن يكون (لبرنامج) كارثة''. وسيظل بعض من أكبر البنوك الأمريكية في برنامج الإنقاذ المالي لأشهر ولا يتوقع أن يمنح المسؤولون الجولة الثانية من الموافقات على الخروج من البرنامج قبل قرب نهاية العام بحسب مصدر مطلع. وحصلت عشرة بنوك في حزيران (يونيو) على الموافقة على سداد 68 مليار دولار من تمويل الإنقاذ الاتحادي غير أنه لا توجد مؤشرات بشأن موعد السماح للبنوك الكبرى الأخرى بالخروج من البرنامج.
وقال بافيت ''ترغب البنوك في الخروج من برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة .. وستخرج جميعا منه''. وأضاف أن الإطار الزمني للخروج من البرنامج ''ليس عاملا حاسما''. من جهته، قال النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي إيجور شوفالوف أمس، إن الاقتصاد الروسي تجاوز أسوأ مراحل التباطؤ الاقتصادي الحاد الذي يشهده لكن الأزمة لم تنته بعد ولا تزال هناك مخاطر تواجه الانتعاش.
وأضاف شوفالوف في تقرير لمجلس النواب (الدوما) حول جهود الحكومة لمواجهة الأزمة ''نعتقد أن مرحلة الصدمة الحادة من الأزمة انتهت بالفعل. نحن على ثقة من هذا. ''يقول البعض إن الأزمة انتهت... نحن في الحكومة لا نتفق مع هذا القول. ربما يسوء الأمر على نحو ما لا نستبعد ذلك. بشكل عام نغادر هذه المرحلة وندخل فترة انتعاش''.
وانكمش الاقتصاد الروسي بمقدار العشر في النصف الأول من 2009 لكن بيانات حديثة أظهرت استئناف النمو بصورة مؤقتة في شهور الصيف، إذ ضخت الدولة تريليونات الروبلات في الاقتصاد لمواجهة الأزمة، كما تحسن الوضع العالمي وارتفعت أسعار الصادرات الروسية من النفط.
وتوقع شوفالوف الذي كلفه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بالإشراف على جهود التصدي للأزمة أن يعود الاقتصاد إلى مستوياته قبل الأزمة في 2012.
وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي الروسي سيتقلص ''بأكثر قليلا من 8 في المائة'' هذا العام على الرغم من أن هناك فرصة لتباطؤ أقل.
وستكون التوقعات الحكومية الرسمية لتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.5 بعد عقد من النمو الكبير أسوأ تباطؤ سنوي في النشاط الاقتصادي الروسي منذ منتصف التسعينيات.
وقال شوفالوف إن المخاطر الاقتصادية تشمل البطالة والتضخم وتراجع الطلب في بعض القطاعات. وأضاف أن القروض المعدومة تتزايد وأن البنوك لا تزال تحجم عن الإقراض على الرغم من مناشدة الحكومة.
وأبلغ محافظ البنك المركزي سيرجي إيجناتييف الدوما بأن ''النشاط الائتماني للبنوك الروسية لا يزال منخفضا''.
وأضاف ''وفقا للتقديرات الأولية تغير حجم محفظة الديون للمؤسسات غير المالية والأفراد بصورة طفيفة في الثمانية أشهر الأولى من العام''.
وذكر شوفالوف ''نتوقع نمو محفظة قروض البنوك هذا الخريف وإن كان بصورة غير كبيرة''.

الأكثر قراءة