الهوس باللؤلؤ الاصطناعي يرفع الطلب ولاعبون جدد يمهدون لتغيير معادلة السوق

الهوس باللؤلؤ الاصطناعي يرفع الطلب ولاعبون جدد يمهدون لتغيير معادلة السوق
حققت صناعة استزراع اللؤلؤ إيرادات بقيمة 12.8 مليار دولار عام 2021.

نمت صناعة اللؤلؤ الاصطناعي في السنوات الأخيرة بفضل زيادة الطلب العالمي من صناعة المجوهرات والأزياء، وبات هذا النوع من اللآلئ خيارا شائعا بين المستهلكين، لكن توسع السوق خلق مزيجا من التحديات والفرص في آن، متأثرة بالتقدم التكنولوجي، وأمزجة المستهلكين المتغيرة، وخيارات صناعة الموضة، إضافة إلى المنافسة العالمية المتزايدة في مجال الإنتاج.
وفي الوقت الذي حققت صناعة استزراع اللؤلؤ إيرادات بقيمة 12.8 مليار دولار عام 2021، فإن التوقعات المستقبلية أكثر تفاؤلا.
وقال لـ"الاقتصادية" تاجر المجوهرات البريطاني سيمون لامبر: "من المرجح أن تحقق صناعة استزراع اللآلئ 42 مليار دولار بحلول عام 2031".
وأضاف "كان لجائحة كورونا تأثير سلبي على سوق اللؤلؤ الاصطناعي بسبب إغلاق أنشطة الاستزراع خاصة في الصين، وبعودة الإنتاج إلى مستويات ما قبل ما الوباء استأنف السوق نموه، لكن نواجه نقصا في المخزون، فالطلب أعلى مقارنة بأي وقت مضى بفضل ظهور هوس جديد باللؤلؤ، وتصميمات القلائد التي تدمج الكلاسيكية بالحداثة".
ويستدرك قائلا: " القلائد تستحوذ على أعلى حصة سوقية في الطلب، وتمثل أكثر من نصف إيرادات سوق مجوهرات اللؤلؤ الاصطناعي العالمية، ومع زيادة القدرة الشرائية الاستهلاكية والتصاميم المحسنة وتزايد عدد الرجال الذين يستخدمون قلائد اللؤلؤ يزداد الطلب، وفي عام 2021 ساهم قطاع اللؤلؤ الاصطناعي بأكثر من 90% من إيرادات سوق مجوهرات اللؤلؤ العالمية ومن المتوقع أن يحافظ على مكانته".
وكان لزيادة الإنتاج العالمي من اللآلئ الاصطناعية دورا مهما في جعل السعر "معقولا" وفي متناول عديد من الفئات الاجتماعية والعمرية، إذ كانت منطقة آسيا والمحيط الهادئ تستحوذ على أعلى حصة سوقية من حيث الإيرادات، وتحتكر بمفردها أكثر من خمسي إيرادات سوق مجوهرات اللؤلؤ الاصطناعي بفضل التأثير الكبير لمزارع اللؤلؤ في الصين واليابان، إضافة إلى الأهمية الثقافية والدينية للآلئ في تلك المنطقة من العالم، فإن الصين تحتل مكانة خاصة في هذه السوق.
وهنا قال لـ"الاقتصادية" سيرينا ماركس من جميعة اللؤلؤ البريطانية (BPA) وهي جمعية تهدف لتعزيز نمو صناعة اللؤلؤ في المملكة المتحدة: إن "الصين تهيمن على المشهد الإنتاجي، فهي أكبر منتج للؤلؤ المستزرع في العالم، مستفيدة من انخفاض تكاليف العمالة ووفرات الحجم، ومع ذلك باتت تواجه تدقيقا متزايدا بشأن الممارسات البيئية وظروف العمل".
وأضاف "رغم ذلك فإنها تنتج أكثر من 90% من اللؤلؤ الاصطناعي في العالم سواء اللؤلؤ البحري المستزرع أو اللؤلؤ المستزرع في المياه العذبة، وفي عام 2020 بلغت مبيعات التجزئة لمجوهرات اللؤلؤ الاصطناعي في الصين نحو 2.17 مليار دولار أي 2.5% من إجمالي مبيعات المجوهرات في الصين".
وتابع "لكن المكانة الصينية في سوق اللآلئ الاصطناعية تواجه منافسة ليس فقط من اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا، لكن من قبل لاعبين جدد قد يكون دخولهم إلى السوق إيذانا بتغير المعادلة التي تهيمن فيها الصين على المشهد".
الحكومة الهندية تعمل الآن على دعم برنامج استزراع اللؤلؤ بدفع نصف تكلفة إنشاء بركة لزراعة اللؤلؤ، ورغم أن اللآلئ الهندية لا يمكنها منافسة نظيرتها الصينية حاليا سواء من حيث الكم أو النوع، خاصة أن لآلئ بحر الصين الجنوبي أكثر اللآلئ المزروعة قيمة في السوق العالمي، إلا أن التقديرات تشير إلى أنّ بمجرد أن تفلح الهند في الاكتفاء وتلبية الاستهلاك المحلي، فإن تركيزها على الصادرات سيقلص حتما احتكار الصين للأسواق الدولية للآلئ الاصطناعية.

الأكثر قراءة