مسؤول في الأمم المتحدة لـ«الاقتصادية»: تريليون دولار تكلفة تدهور الأراضي سنويا
تبلغ تكلفة تدهور الأراضي عالميا نحو تريليون دولار سنويا، ما يؤثر في 3 مليارات نسمة، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" مسؤول في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي قدر أن استثمار الدول دولارا واحدا في إعادة تأهيل الأراضي ينتج 20 دولارا على دخلها القومي.
وقال نائب المدير الإقليمي لمنطقة غرب آسيا في برنامج الأمم المتحدة للبيئة الدكتور عبدالمجيد حداد، إن موضوع التصحر عالمي وعابر للحدود تتأثر به معظم دول العالم، ومعدلات التدهور "عالية جدا" حسب التقارير الأخيرة الصادرة من الأمم المتحدة، وبالتالي فعلى المجمع الدولي التعاون لكبح جماح هذا التدهور، معللا ذلك بتأثيره في الاقتصاد والصحة وكذلك المجتمع.
جاء ذلك على هامش المنتدى العربي للبيئة الذي عقد في الرياض اليوم، تحت شعار "إعادة تأهيل الأراضي لتعزيز القدرة على الصمود".
ووصف الدكتور حداد مبادرة السعودية الخضراء بـ"الممتازة وفي المسار الصحيح"، مرجعا ذلك إلى وجود الالتزام والدعم وأيضا التعاون المؤسساتي والأطر التنظيمية لها، ويمكن استعراضها في معظم المؤتمرات كإحدى المبادرات الناجحة والرائدة في المنطقة وعلى مستوى العالم.
ولفت حداد إلى أن من أكبر المبادرات تسمى "عقد" للأمم المتحدة لإعادة تأهيل الأنظمة البيئية، التي أنشئت بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وتمتد إلى 2030، حيث أعطت برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الفاو قيادة هذه المبادرة بالتعاون مع جميع الدول.
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور مازن عسيري المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للتغير المناخي، إن المركز اختار ثلاثة سيناريوهات ملائمة للوضع البيئي والمناخي في الجزيرة العربية ومنطقة المينا، وستعمل على إكمال قاعدة البيانات لرفع الدقة المكانية وبدء إصدار الدراسات والتقارير نهاية 2024.
السيناريوهات الثلاثة التي بنيت عليها للمناخ المستقبلي في هذه المناطق الجزيرة العربية ومنطقة المينا "الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، تتمثل في "الخفيف" والسيناريو الثاني "الحالية" التي لم تتغير والثالث "العنيف" في حال تضاعف انبعاثات في الغلاف الجوي.
وقال عسيري، إن المركز الذي أعلن تأسيسه في منتدى السعودية الخضراء عام 2020 باشر أعماله في مارس 2023، حيث يهدف إلى أن يكون لديه قاعدة بيانات مناخية لسيناريوهات مختلفة وبيانات مكانية عالية، مبينا أن المركز استهدف السعودية والجزيرة العربية بكاملها بدقة بيانات 4 كيلومترات ومنطقة المينا التي تشكل شمال إفريقيا والشرق الأوسط بدقة 12 كيلومترا مربعا، بينما عالميا تتجاوز 100 كيلو.
بدوره، أوضح الدكتور إيهاب جناد مدير إدارة المياه في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، أن نحو 260 مليار متر مكعب سنويا يستهلك في المنطقة العربية التي يبلغ عددهم 436 مليون نسمة عام 2020.
والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، يعد منظمة عربية مختصة تعمل ضمن إطار جامعة الدول العربية.
وأشار جناد في جلسة الأراضي وتعزيز الأمن الغذائي والمائي خلال المنتدى، أن استهلاك الفرد الواحد نحو 596 مترا مكعبا سنويا، في حين أن 15 دولة من الدول العالم العشرين الأكثر شحا بالمياه العذبة المتجددة، هي دول عربية "أقل من عتبة الإجهاد المائي البالغ 1000 متر مكعب للفرد في العام".
ولفت إلى أن الفجوة المائية في الدول العربية عام 2009 بلغت 43 مليار متر مكعب، وستزداد إلى 127 مليار متر مكعب خلال عقد واحد، أي: ما بين 2020 و2023.
الدكتور جناد، أشار إلى أنه باعتبار عدد السكان في الدول العربية في 2050 سيساوي 634 مليون نسمة، وأن استهلاك الفرد يساوي 1000متر مكعب في السنة، ستبلغ الفجوة 374 مليار متر مكعب، وستبلغ 57 مليارا، بافتراض أن استهلاك الفرد يساوي 500 متر مكعب فقط في العام.