مشاريع الطاقة المتجددة السعودية تحفز المستثمرين مع ضمان العوائد
توقع مختصان أن يجذب مجال إنتاج الطاقة المتجددة في السعودية مزيدا من الاستثمارات الأجنبية والوطنية، للاستفادة من انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة وضمان تحقيق عوائد مالية وجدوى اقتصادية، بفضل الأطر التنظيمية وهيكلة السوق ووجود مشتر رئيس يتمثل في الشركة السعودية لشراء الطاقة.
وأوضح المختصان، أن مضي السعودية بالوتيرة الحالية في ضوء خطة استثمار تريليون ريال في قطاع الطاقة المتجددة، يتوقع أن يحقق مستهدفات البرنامج الوطني للطاقة المتجددة قبل حلول 2030.
يأتي ذلك بالتزامن مع توقيع الشركة السعودية لشراء الطاقة المشتري الرئيس مع تحالف بقيادة شركة "ماروبيني" اليابانية، اتفاقيتين لشراء الطاقة من مشروع الغاط لطاقة الرياح البالغ طاقته 600 ميجاوات، ومشروع وعد الشمال لطاقة الرياح البالغ طاقته 500 ميجاوات، ضمن المرحلة الرابعة من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الذي تشرف على تنفيذه وزارة الطاقة، وذلك خلال منتدى أعمال الرؤية السعودية - اليابانية 2030.
وتعمل السعودية على عدد من مشاريع تطوير مصادر الطاقة المتجددة، من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ضمن مشاريع البرنامج الوطني للطاقة المتجددة التي تشرف عليها وزارة الطاقة التي تهدف إلى الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة التي تتمتع بها السعودية، والوصول إلى مستهدفات مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء.
وخلال التوقيع، قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة إن "مشروع الغاط حقق رقما قياسيا عالميا جديدا في انخفاض تكلفة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، حيث بلغت التكلفة 1.56558 سنت لكل كيلووات ساعة، ما يعادل 5.87094 هللة لكل كيلووات ساعة، كما حقق مشروع وعد الشمال ثاني أفضل رقم قياسي عالمي في هذا المجال، بتكلفة 1.70187 سنت لكل كيلووات ساعة، ما يعادل 6.38201 هللة لكل كيلووات ساعة".
وأضاف "أن الطاقة المنتجة سنويا من كلا المشروعين ستكفي لاستهلاك 257 ألف وحدة سكنية، ما يدل على النجاح الكبير لهذه المشاريع في تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في السعودية".
طرح 20 جيجاوات سنويا بدءا من 2024
وبحسب بيانات رصدتها "الاقتصادية"، فبنهاية 2023 جرى إطلاق 23.7 جيجاوات للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء في مناطق مختلفة من السعودية، منها 2.8 جيجاوات تم ربطها بالشبكة وبدأ تشغيلها، و9.5 جيجاوات تحت الإنشاء، و11.4 جيجاوات بمراحل التطوير المختلفة.
وسيتم طرح 20 جيجاوات سنويا بدءا من العام الجاري 2024، للوصول لمستهدفات مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء الذي تمثل فيه مصادر الطاقة المتجددة 50 % بحلول عام 2030.
وفي سياق التوقيع، ذكر لـ"الاقتصادية" الدكتور علي البريدي رئيس شركة الحلول الاستشارية ومختص في مجال الطاقة المتجددة، أن انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة من طاقة الرياح يعد أحد العوامل المهمة الجاذبة لاستقطاب وتوسع الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة.
وأشار البريدي إلى أن تسجيل الشركة السعودية لشراء الطاقة أرقاما قياسية عالمية جديدة في انخفاض تكلفة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، تحقق بفضل دخول شركات عالمية ذات قدرات تقنية عالية في هذا المجال، ما يؤكد إستراتيجية السعودية التوجه نحو الطاقة الخضراء وفقا لرؤية 2030.
ولفت إلى إنجاز البرنامج الوطني للطاقة المتجددة لـ4 مشاريع نوعية لتطوير الطاقة المتجددة بقدرة إنتاجية تتجاوز 16 جيجاوات، كما تم البدء في ترسية المرحلة الخامسة، بعد أن أعلنت أخيرا الشركة السعودية لشراء الطاقة قائمة تضم 23 مطورا مؤهلا للمنافسة في المرحلة الخامسة من مشاريع الطاقة المتجددة، مضيفا أن المضي بهذه الوتيرة وفي ضوء خطة استثمار تريليون ريال في هذا القطاع يتوقع أن يحقق البرنامج مستهدفاته قبل حلول 2030.
وذكر أن التنافس المتزايد من قبل شركات عالمية كبرى للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية، جاء بفضل التخطيط السليم والأطر التنظيمية والتشريعات المحفزة وهيكلة السوق التي تضمن للمستثمرين عوائد وجدوى اقتصادية، من خلال وجود مشتر رئيس يتمثل في الشركة السعودية لشراء الطاقة.
50 % حصة الطاقة المتجددة في 2030
المشروعان اللذان أعلنهما وزير الطاقة، يأتيان ضمن مستهدفات البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الرامية إلى الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، التي تتمتع بها جميع أرجاء السعودية، للإسهام في إزاحة الوقود السائل، المستخدم في قطاع إنتاج الكهرباء، والوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لتوليد الكهرباء، حيث تكون حصة مصادر الطاقة المتجددة نحو 50 % من المزيج بحلول 2030.
بدوره، قال الدكتور بندر الفيفي الأستاذ المساعد في هندسة الطاقة المتجددة بكلية عنيزة للهندسة وتقنية المعلومات، إن تكلفة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة تشكل هاجسا عالميا، وقد تكون أحد معوقات الاستثمار في هذا المجال، لذا وضعت رؤية السعودية 2030 عديدا من الأهداف والمبادرات لتعزيز الاستدامة وتوسيع استخدام الكهرباء المتجددة، كمبادرة البحث والتطوير التي تهدف لتطوير تقنيات الكهرباء المتجددة وتحسين كفاءتها.
وأوضح أن السعودية تجني ثمار هذه الرؤية حيث سجلت الشركة السعودية لشراء الطاقة أرقاما قياسية عالمية جديدة في انخفاض تكلفة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في مشاريع الغاط ووعد الشمال، الأمر الذي يعد محفزا لتدفق مزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة في السعودية.