ريستاد إنرجي: ارتفاع مرجح للطلب النفطي مع عدم قدرة البدائل على المنافسة اقتصاديا
توقع أحدث تقارير شركة "ريستاد إنرجي" الدولية للطاقة، ارتفاع الطلب على النفط بشكل أكبر على المدى المتوسط، مفسرا ذلك بأنه لم يتم بعد تطوير البدائل منخفضة الكربون بما فيه الكفاية أو عدم قدرتها على المنافسة اقتصاديا، لتعويض الطلب المتزايد على النقل والخدمات الصناعية.
وأوضح التقرير، أن القطاعات الـ13 التي تعتمد على النفط تواجه تحولا أكثر تعقيدا مما كان متوقعا قبل عامين فقط، وتؤكد هذه النتائج فكرة أن الطلب على النفط لا يزال صعبا، وأن عملية استبدال رأس المال المرتبط باستهلاك النفط ستكون معقدة وطويلة، بسبب المزايا التنافسية للنفط في قطاعات النقل والعمليات الصناعية المتعددة.
ولفت التقرير إلى أن تقييم مسار الطلب على النفط لمدة 5 سنوات والاستعداد التكنولوجي لكل قطاع للتحول وأطر السياسات الداعمة لهذا التحول ليست مهمة سهلة، مشيرا إلى التحديات التي تواجهها القطاعات المختلفة التي تفتقر إلى التكنولوجيات البديلة المتطورة بالكامل أو التنافسية.
وهنا قال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون: أن أسواق الطاقة تلقت دعما بفضل البيانات التي أظهرت انخفاضا قويا بشكل مفاجئ في مخزونات النفط الخام الأمريكية، ونقلوا عن معهد البترول الأمريكي أن المخزونات انخفضت 3.01 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 10 مايو، وكان هذا أكثر من ضعف توقعات السوق.
من جانبه، ذكر فيتوريو موسازي مدير الشراكة الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، أنه لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين في السوق النفطية، خاصة بشأن الموعد الذي قد تبدأ فيه أسعار الفائدة في الانخفاض في الولايات المتحدة وأماكن أخرى من العالم الصناعي، لافتا إلى أنه يبدو أن التضخم يتجه على نطاق واسع إلى الاتجاه الهبوطي، لكن قد تكون هناك عقبات في طريق الانخفاض.
فيما رجح روبن نوبل مدير شركة "أوكسيرا " الدولية للاستشارات، أن يظل الطلب على النفط على مسار تصاعدي على المدى المتوسط، حيث أن احتمال التحول السريع بعيدا عن النفط يتضاءل ما لم نشهد اختراقات في ناقلات الطاقة المنخفضة الكربون التي يمكن أن تحل محل النفط تقنيا واقتصاديا، مؤكدا الحاجة الملحة إلى استكشاف واستثمار مزيد في التكنولوجيا النظيفة ومصادر الطاقة المتجددة.
بدوره، ذكر روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة، أن المرونة التي تتمتع بها الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى لا تشكل بالضرورة أخبارا سيئة بالنسبة لاستهلاك الطاقة، ولا يزال الصراع في أوكرانيا وغزة يضع حدا أدنى للأسعار.
وأشار كيندي إلى أن هناك أيضا حريق غابات بالقرب من فورت ماكموري وهو موقع رئيس لإنتاج الرمال النفطية الكندية.