الهند: صراعات أيديولوجية في التعليم والطبقية وإصلاح قوانين العمل
يقدم الكتاب رؤية لتطور الهند ومستقبلها. يشبه الازدهار الاقتصادي الحديث في الهند في مداه الازدهار الذي شهدته الولايات المتحدة في التسعينيات من القرن الماضي أو أوروبا في السبعينيات من ذات القرن.
نتج عن هذا الازدهار الاقتصادي الكثير من التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وكانت النتيجة هي دولة تدير نموا اقتصاديا لا يكاد يصدق في حين تحجم دورها على المسرح السياسي العالمي تماما.
يلقي الكتاب الضوء على الأفكار الأساسية التي شكلت الهند الحديثة، ويقدم تفسيرات أصيلة ومحددة لماضي هذه الأمة وحاضرها ومستقبلها.
يعتمد مستقبل الهند على ما هو أكثر من مجرد النمو الاقتصادي؛ حيث يعتمد أيضا على الإصلاح والابتكار في كل قطاعات الحياة العامة. يتتبع الكتاب جهود قادة الهند السابقين والحاليين في عملهم على تطوير أطر جديدة تناسب خصائص الهند والتحديات التي تواجهها.
يوضح الكتاب الأفكار ذات الأهمية الحاسمة في تطوير البنية التحتية الحالية في الهند وسعيها للحاق بالركب العالمي في مجالات محو الأمية والتوسع الحضاري وتوحيد قوى الشعب المختلفة. كما يحدد الكتاب مجالات الصراعات الأيديولوجية فيما يتعلق بالتعليم والطبقية وإصلاح قوانين العمل، حيث تحتاج الهند إلى شبكة أمان من الأفكار في مجال الضمان الاجتماعي والصحة والبيئة، على أن تتصدر هذه الموضوعات قائمة الاهتمامات السياسية لتضمن للهند مستقبلها الاقتصادي.
شارك مؤلف الكتاب في تأسيس شركة صارت الآن رائدة على مستوى العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وشارك في نهوض الشركة وتطورها في الـ 15 عاما السابقة، لذلك يستخدم في هذا الكتاب خلاصة تجربته العالمية في مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال ليناقش المستقبل الاقتصادي للهند ودورها على مستوى العالم بصفتها عملاق اقتصادي قادم.
يفتح الكتاب للقراء نافذة على مستقبل الهند، ملقيا الضوء على التحديات التي تواجهها في الاقتصاد العالمي ويحدد طرقا جديدة للتقدم لدولة أثبتت أنها تستحق مكانة كبيرة على الخريطة الاقتصادية المستقبلية في العالم.
يركز الكتاب على الميزات التنافسية المحلية والعالمية التي تتمتع بها الهند في مجالات مثل: السكان وإجادة اللغة الإنجليزية والتقدم في تكنولوجيا المعلومات. يفصل الكتاب بين الماضي القريب للهند (الذي تعوقه اشتراكية عهد نهرو) ومسارها الحالي (اعتناق العولمة والتي تعتبرها مزيجا متجانسا من الديمقراطية والتكافؤ في الفرص والحصول على الموارد).
يؤمن المؤلف بوضوح بتحرير التجارة وتبني المبادئ الرأسمالية، ويعبر عن أفكاره هذه في كل صفحة من صفحات الكتاب تقريبا. يركز الكتاب على التعليم باعتباره يلعب دورا مهما في تطور الشعوب. وعلى الرغم من أن محو الأمية وتدريس المناهج العالمية لم يحظ بالكثير من الاهتمام في العقود التي تلت استقلال الهند، إلا أن الدولة أدركت فيما بعد أهمية التعليم فتوسعت في إنشاء المدارس وتطبيق برامج محو الأمية.