رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تحرك دولي تجاه خطورة الهندسة الجيولوجية الشمسية

خلال أحدث اجتماعات جمعية الأمم المتحدة للبيئة، التي انعقدت في نيروبي، اتخذت البلدان الإفريقية موقفا قويا إزاء التكنولوجيات الجديدة المحتملة، التي قد تفاقم حالة الفوضى التي يتسم بها المناخ بالفعل. وقد ساعد زعماء القارة، بدعم من بلدان نامية أخرى، على إسقاط القرار الذي يدعو إلى إجراء مزيد من البحوث فيما يتعلق بفوائد تعديل الإشعاع الشمسي ومخاطره. وتعرف عملية تعديل الإشعاع الشمسي أيضا باسم الهندسة الجيولوجية الشمسية، وهي فكرة مثيرة للجدل مفادها أن التعديل المتعمد للغلاف الجوي لعكس بعض أشعة الشمس حتى تعود إلى الفضاء يمكن أن يساعد على خفض حرارة كوكب دافئ. ودعم صانعو السياسات الاتفاقية الدولية لعدم استخدام الهندسة الجيولوجية الشمسية، وشددوا على الحاجة إلى حلول مناخية فعالة وعادلة. وتشمل الهندسة الجيولوجية مجموعة من التقنيات التخمينية، بما فيها تقنية تعديل الإشعاع الشمسي، التي تهدف إلى معالجة تأثيرات تغير المناخ وليس أسبابه الجذرية. وقد اقترح عديد من تقنيات الهندسة الجيولوجية الشمسية، لكن أكثرها تداولا هي حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري، التي تتناول فرضية مفادها أن أساطيل من الطائرات ستحلق على ارتفاعات عالية، وستطلق على نحو مستمر كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت في الستراتوسفير، لتحاكي تأثير التبريد المؤقت الذي تحدثه الانفجارات البركانية. وفي الواقع، من المرجح أن تؤدي مثل هذه التدابير إلى زعزعة استقرار المناخ الذي يعاني أصلا اضطرابات شديدة. ضع في اعتبارك أن الانفجارات البركانية قد أثارت في الماضي أحداثا مناخية متطرفة ومجاعات. ووفقا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإن الهندسة الجيولوجية الشمسية قد "تؤثر سلبا في قدرة ملايين وربما مليارات من البشر على التمتع بحقوقهم". وفضلا عن ذلك، يمكن للخلافات بخصوص استخدام تعديل الإشعاع الشمسي أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات الجيوسياسية، بل إلى إشعال فتيل الحروب. ونظرا لأن جزءا كبيرا من تكنولوجيات الهندسة الجيولوجية تروج لها مصالح ومؤسسات مقرها الولايات المتحدة، ويمولها مليارديرات التكنولوجيا، فإن الدول الإفريقية لديها سبب وجيه لتقلق من أنه لن يكون لها أي رأي يذكر في القرارات المتعلقة بنشرها. وإضافة إلى المخاوف بشأن الأمن والعدالة، تثير الهندسة الجيولوجية مسائل أخلاقية خطيرة. إن تعديل الإشعاع الشمسي وغيرها من التقنيات ذات الصلة تحظى بقبول أولئك الذين ينكرون الحاجة إلى التغيير المجتمعي السريع والتحويلي للحد من ظاهرة الانحباس الحراري العالمي. إن مجرد التفكير في هذا الأمر قد يعتبر صرفا خطيرا للانتباه، ولا سيما أنه يكتسب زخما متزايدا باعتباره مناورة للمماطلة في صناعة الوقود الأحفوري. وقد سلطت المفاوضات الضوء على أهمية الدعوة إلى إبرام اتفاقية دولية لعدم استخدام الهندسة الجيولوجية الشمسية، وهي المبادرة التي أقرها أكثر من 500 باحث، ودعمها ما يقرب من ألفي مجموعة من منظمات المجتمع المدني. ويخلص الاتفاق إلى أنه نظرا لأن الهندسة الجيولوجية الشمسية تشكل مخاطر غير مقبولة، وأنه بحكم طبيعتها تتعذر السيطرة عليها، فيتعين على البلدان أن ترفض كل ما يتعلق بهذه التكنولوجيا بما في ذلك، إجراء تجارب خارجية، منح براءات اختراع، توفير تمويل عام، وأن تحظر نشرها. ويتعين على المجتمع الدولي أن يفرض حظرا صارما على الهندسة الجيولوجية الشمسية، كما فعل مع الاستنساخ البشري والأسلحة الكيميائية، ويتعين عليه أن يفعل ذلك قبل أن يسوق لهذه التكنولوجيا. والواقع أن الحكومات وافقت على الوقف الفعلي للهندسة الجيولوجية بموجب اتفاقية التنوع البيولوجي، قبل أكثر من عقد من الزمان. ومن شأن اتفاقية عدم الاستخدام أن تعزز هذا الحظر بقدر أكبر. خاص بـ "الاقتصادية" حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2024. www.project-syndicate.org

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي