بنك ستاندرد تشارترد يرفع توقعاته لأسعار النفط إلى 106 دولارات والرئيس التنفيذي لـ"أرامكو": الطلب لن يصل إلى ذروته قريبا

بنك ستاندرد تشارترد يرفع توقعاته لأسعار النفط إلى 106 دولارات والرئيس التنفيذي لـ"أرامكو": الطلب لن يصل إلى ذروته قريبا
يتوقع تراجع الفجوة بين العرض والطلب بسبب خفض "أوبك+" وتراجع إنتاج روسيا. "رويترز"

رفعت بنوك استثمارية عالمية، توقعاتها لأسعار النفط للعام الجاري، موضحة إمكان تراجع الفجوة بين العرض والطلب بسبب خفض "أوبك+" الإنتاج وتراجع إنتاج روسيا من النفط بعد هجمات على مصافيها، فيما أكد الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر أن ذروة الطلب العالمي على النفط لن تكون قريبة.

وفي التفاصيل، توقع بنك ستاندرد تشارترد أن يبلغ متوسط السعر المستقبلي القريب لخام برنت 92 دولارا للبرميل في الربع الأول من العام الجاري، و94 دولارا في الربع الثاني، و98 دولارا في الربع الثالث، و106 دولارات للبرميل في الربع الرابع.

فيما رفع بنك مورجان ستانلي توقعاته لسعر خام برنت في الربع الثالث من العام الحالي عشرة دولارات للبرميل إلى 90 دولارا، مشيرا إلى إمكان تراجع الفجوة بين العرض والطلب بسبب خفض "أوبك+" الإنتاج وتراجع إنتاج روسيا من النفط بعد هجمات بطائرات مسيرة على مصافيها.

وخفض مورجان ستانلي توقعاته لإمدادات أوبك وروسيا خلال الربع الثاني والثالث من العام بمقدار 200 إلى 300 ألف برميل يوميا، إذ يتوقع عجزا محدودا في الربع الثاني، قبل ارتفاعه خلال الربع الثالث.

ورفع البنك أيضا توقعاته لسعر خام برنت في الربع الأول إلى 85 دولارا للبرميل من 82.5 دولار في توقعات سابقة، وإلى 87.5 دولار في الربع الثاني من 82.5 دولار، وإلى 85 دولارا للبرميل في الربع الرابع من 80 دولارا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أقر تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، تمديد الخفض الطوعي في إنتاج النفط 2.2 مليون برميل يوميا إلى الربع الثاني.

وأبقى مورجان ستانلي على توقعاته بشأن نمو الطلب على النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا هذا العام مدفوعا بزيادة الطلب على وقود الطائرات والبتروكيماويات، وكذلك بارتفاع الطلب من الصين والهند.


تصور خيالي بالتخلص من الوقود التقليدي

في سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر خلال مؤتمر الطاقة "سيرا ويك" في هيوستون، إن ذروة الطلب العالمي على النفط لن تكون قريبة.

وأضاف أن لهذا السبب يتعين على صناع السياسات ضمان الاستثمار الكافي في النفط والغاز من أجل تلبية طلب المستهلكين، وكذلك عليهم التخلي عن التصور الخيالي بالتخلص التدريجي من الوقود التقليدي، داعيا إلى إعادة ضبط لخطط الاستبدال السريع للوقود التقليدي بمصادر الطاقة المتجددة.

وقال الناصر إن الطلب على النفط سيصل إلى مستوى قياسي جديد عند 104 ملايين برميل يوميا في 2024، مضيفا أنه رغم نمو الاستثمارات في الطاقات البديلة، فإنها لم تستخدم بعد على نطاق واسع لتحل محل المحروقات.

وتابع "كل هذا يعزز وجهة النظر القائلة بأنه ليس من المرجح الوصول إلى ذروة الطلب على النفط والغاز قريبا، ولا حتى بحلول عام 2030"، الموعد المستهدف للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لافتا إلى أن ارتفاع الطلب من الاقتصادات النامية يمكن أن يغذي نمو الطلب على النفط حتى 2045.

وقال الناصر، إن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة من المحروقات من خلال تقنيات احتجاز الكربون الأخرى يحقق نتائج أفضل من مصادر الطاقة البديلة، متابعا "ينبغي عدم إدخال مصادر وتقنيات الطاقة الجديدة إلا عندما تكون جاهزة حقا وقادرة على المنافسة اقتصاديا".

وأشار إلى أن تعطل حركة الشحن في البحر الأحمر بسبب هجمات حركة الحوثي اليمنية "فاقم من صعوبة الوضع" في أسواق الشحن.

ولفت إلى أن النفط يستغرق فترة أطول من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للوصول إلى وجهته بسبب إعادة توجيه مسارات السفن لتجنب المنطقة تلك.

وأضاف أن مشكلات الشحن لم يكن لها تأثير يذكر على أرامكو السعودية، ويرجع ذلك جزئيا إلى خط الأنابيب شرق-غرب الذي يسمح للشركة بتحميل السفن شمالي المنطقة التي يهاجمها الحوثيون.

وتابع أن أوروبا أصبحت سوقا أكبر لأرامكو بسبب مشكلات الشحن في البحر الأحمر، لافتا إلى أن أرامكو لديها طاقة فائضة تبلغ ثلاثة ملايين برميل يوميا لمواجهة أي اضطرابات غير متوقعة في الإمدادات العالمية.


آفاق الاستثمارات الجديدة مطمئنة

وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن آفاق الاستثمارات النفطية الجديدة مطمئنة للغاية بعدما توقعت بيانات دولية أن تعطي شركات النفط والغاز العالمية الكبرى وشركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط الضوء الأخضر هذا العام لما يصل إلى 30 مشروعا، بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 125 مليار دولار، وتمتلك ما يقدر بنحو 14 مليار برميل من المكافئ النفطي من الموارد.

فيما أوضح لـ"الاقتصادية"، ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المختصة، أن المعنويات في سوق النفط تحسنت بشكل ملحوظ مع تبدد بعض المخاوف الأكثر تطرفا بشأن الطلب، لافتا إلى توقع بنك ستاندرد تشارترد باستمرار الطلب على النفط في الاتجاه نحو الأعلى.

وعد ارتفاع أسعار خام برنت إلى أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر فوق 85 دولارا للبرميل يرجع هذا إلى حد كبير إلى تفوق الطلب على التوقعات المفرطة في التشاؤم التي هيمنت على معنويات السوق في بداية هذا العام.

بدوره، قال لـ"الاقتصادية" ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، إن روسيا من المرجح أن تكون قادرة على الحفاظ على صادرات النفط الحالية حتى يونيو المقبل علاوة على ذلك، ومع ارتفاع الطلب المحلي موسميا في شهري يوليو وأغسطس، فمن المرجح أن تضطر روسيا إلى خفض الصادرات لاستيعاب انخفاض الإنتاج.        


 

الأكثر قراءة