البنوك التقليدية تحاول اللحاق بقطار الصيرفة الإسلامية

البنوك التقليدية تحاول اللحاق بقطار الصيرفة الإسلامية
البنوك التقليدية تحاول اللحاق بقطار الصيرفة الإسلامية

تتهافت البنوك التقليدية للتحول الى بنوك تعمل وفق احكام الشريعة الاسلامية بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة، وعندما تعجز عن تحقيق ذلك فانها تسعى لتملك حصص في بنوك اسلامية لتحقيق هدفها، وهو فتح منافذ لتقديم الخدمات المصرفية الاسلامية، وذلك على الرغم من اختراق تلك الصناعة للاسواق من مدة لم تتجاوز ثلاثة عقود، الا ان الجدارة والنجاح اللتين حققتهما الصيرفة الاسلامية باكتسابها وتلبيتها لمتطلبات العملاء الذين باتوا يفضلون ان تتم تعاملاتهم المادية وفقا لاحكام الشريعة والابتعاد وعن قناعة تامة عن التعامل الربوي كما يطلق عليه في البنوك التقليدية، مما جسد نتائج انعكست ايجابيا سواء على المجتمع او الوضع الاقتصادي.
ويتم تحول البنوك من تقليدية الى اسلامية عبر مجموعة متشابكة من الاجراءات والمراحل التي يتطلبها ذلك التحول ويتم ذلك ما بين أفراد ومؤسسات داخلية وخارجية اضافة الى الموافقات من الجهات الرقابية، بالاضافة الى تشكيل هيئة للفتوى والرقابة الشرعية تقوم بالافتاء الشرعي في كل العمليات التي يقوم بها البنك وتتحول المصارف التقليدية للعمل بالنظام الاسلامي بطريقتين، إما عن طريق التحول الكلي من خلال التدرج في التطبيق، وتبدأ باعلان ادارة البنك عن نيتها في التحول الكامل للصيرفة الاسلامية وفق خطة زمنية محددة وخطوات يتخارج فيها البنك تدريجيا من المنتجات المصرفية التقليدية الى المنتجات المطابقة لاحكام الشريعة، او عن طريق التحول الجزئي بتحويل فرع او اكثر للبنك ليقدم المنتجات المصرفية الاسلامية جنبا الى جنب مع منتجاته المصرفية التقليدية التي يقدمها لعملائه.
والسؤال لماذا هذا التهافت من قبل البنوك التقليدية على التحول لإسلامية؟ وما العوائق والتحديات امام تلك البنوك والتي تواجهها عند التحول؟
والسؤال الاهم، لماذا لا يسمح البنك المركزي الكويتي للبنوك التقليدية بفتح نوافذ اسلامية؟
يؤكد رئيس مجلس ادارة "كي جي إل" وعضو مجلس ادارة البنك التجاري الدكتور يوسف الزلزلة ان البنوك التقليدية تتطلع للتحول الى بنوك اسلامية في ظل ما تمتلكه الصيرفة الاسلامية من أنظمة اسلامية في التعامل المالي استطاعت عن طريقها ان تقلل حدة التأثر بتداعيات الازمة المالية العالمية عليها، اضافة الى التوجه الكبير خصوصا في الدول الاسلامية للالتزام بالنظام المصرفي الاسلامي من قبل العملاء نظرا للمردود المالي والارباح التي يحصلون عليها عن طريق النظام الاسلامي والتي تعد اكثر من الانظمة المصرفية التقليدية لذلك تتحول من البنوك التقليدية وبشكل كامل للعمل وفق الشريعة الاسلامية، او نتيجة لفتح فروع لها تتعامل مباشرة مع البنوك العالمية ضمن الاطر الاسلامية.
واضاف الزلزلة ان البنوك التقليدية تسعى لامتلاك بعض الاسهم على مستوى كبير ومؤثر في البنوك الاسلامية بهدف فتح نوافذ تستطيع من خلالها تقديم المنتجات المصرفية الاسلامية التي اصبحت منتجات رائدة ولها قاعدة عملاء عريضة.
واوضح الزلزلة ان المعوقات التي تقف امام البنوك في تحولها لاسلامية تتمثل في أن كثيرا من البنوك التقليدية لديها ارتباطات مع بنوك خارجية تلزمها بالاستمرار بالنظام التقليدي، لافتا الى ان بعض البنوك استطاعت ان تتفادى السلبيات التي طالتها في علاقتها مع البنوك الخارجية بتحولها للعمل بالنظام المصرفي الاسلامي.
وطالب الزلزلة البنك المركزي بان يوضح موقفه من مسألة عدم السماح للبنوك التقليدية بفتح نوافذ اسلامية.
وقال اعتقد انها قضية تتطلب توضيحا من "المركزي" بان يبين وجهة نظره في مسألة عدم السماح للبنوك التقليدية بالتعامل او فتح نوافذ تعمل وفقا للشريعة الاسلامية في ظل اقدام تلك المصارف وتوجهها الواضح لفتح فروع اسلامية متخصصة، وهو ما يعد اعترافا منها بالنجاح الذي حققته الصناعة المصرفية الاسلامية.
#2#
وقال رئيس مجلس ادارة شركة الانظمة الالية جاسم زينل: ان النشاط المصرفي الاسلامي من تزايد بوتيرة جيدة وهناك سوق للصيرفة ليس فقط هنا، بل كذلك في اوروبا والولايات المتحدة، حيث بدأت الادوات المالية والاستثمارية التي تطرح من قبل البنوك الاسلامية تلاقي قبولا ويصاحب ذلك عزوف، خاصة في المنطقة الاسلامية للتعامل مع البنوك التقليدية.
واضاف زينل: ان اي بنك اليوم يعتقد انه قد اخذ حصته الكافية من السوق المتواجد فيه ويريد ان يعزز موقعة ما بين المصارف ما له الا منافسة البنوك الاسلامية، حيث انه قد اخذ حجمه وموقعة بين البنوك التقليدية ويرى ان ذلك اقصاها او انه وصل الى الدرجة القصوى من التنافس بالتالي يتوجه لمنافسة البنوك الاخرى وهو ما لا يسمح للبنوك التقليدية أن تطرح ادوات اسلامية وفقا لتعليمات البنك المركزي، لانه يعتقد ان البنوك التقليدية ليس لديها الكوادر ذات الخبرة الكافية من القطاع المصرفي الاسلامي وهو من وجهة نظر الجهات الرقابية.
واشار زينل الى محاولات البنوك التقليدية بلا استثناء منذ عدة سنوات الحصول على ترخيص للحصول على المصرف الاسلامي، فكل البنوك قاطبة تقدموا للبنك المركزي يطالبونه السماح لهم بفتح فرع اسلامي، ولكن الى الآن لم يسمح بذلك بالتالي اصبح المنفذ الوحيد امام تلك البنوك هو شراء احد البنوك الاسلامية الموجودة والحصول على حصة في بنك اسلامي.
واوضح ان البنوك لم تخف هدفها وهو الدخول السوق المصرفي الاسلامية في ظل الفرص المواتية الحالية، والتي تمكنهم من الاستحواذ على احد المصارف الاسلامية باسعار مناسبة بالتالي يكبر البنك من قاعدة عملائه وهي خطوة جيدة بالنسبة لهم.

الأكثر قراءة