تأخر شحنات النفط يزيد مصاعب شركات التكرير الأوروبية ويضطرها للبحث عن خامات «الأطلسي»
قال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون: إن تأخر شحنات النفط عبر البحر الأحمر لأسبوعين على الأقل مع المسار الأطول عبر رأس الرجاء الصالح، الذي يتعين على الناقلات قطعه للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا يزيد الصعوبات على شركات التكرير الأوروبي.
وغلبت وتيرة الصعود على النفط الخام بعد أزمة الشحن في البحر الأحمر، كما تدعم أسعار النفط القياسية أيضًا ارتفاع الطلب على الخام الأمريكي في أوروبا بسبب انقطاع التدفقات في البحر الأحمر.
وينتظر التجار بيانات التضخم الأمريكية التي ستشكل التوقعات بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، وفي الأسواق الأوسع كان مقياس العملة الأمريكية ثابتًا.
وأشار المحللون إلى استقرار أسعار خام برنت فوق 80 دولارًا للبرميل خلال معظم فبراير، مع وجود علامات تشير إلى تشديد في السوق الفعلية مع استمرار تخفيضات إنتاج "أوبك+" واستمرار إعادة توجيه الشحنات بعيدًا عن البحر الأحمر.
ويقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي آندستري" الألمانية؛ إن "أوبك" تتعامل مع متغيرات السوق بدقة، وبما يعزز التوازن بين العرض والطلب، وعلى نحو يحفز الأسعار على البقاء في منطقة آمنة معززة للاستثمارات الجديدة، خاصة في مشاريع المنبع.
وأوضح أن انخفاض الإنتاج والصادرات هذا الربع من منتجي "أوبك+" يدعم أيضًا أسعار النفط في الأشهر التي يكون فيها الاستهلاك العالمي للنفط أقل عادةً، مشيرا إلى أن واقع السوق الراهن يتحدى توقعات المحللين السابقة لضعف الأسعار وزيادة العرض في السوق في بداية 2024.
وهنا يقول روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات؛ إن اضطرابات حركة المرور في البحر الأحمر لعبت بالفعل دورًا رئيسا في ارتفاع أسعار خامات حوض الأطلسي وارتفاع هوامش التكرير حتى الآن هذا العام، حيث قفز متوسط هوامش تكرير الديزل والبنزين في أوروبا إلى أعلى مستوياته في أشهر في يناير.
ونوه إلى أن النفط النيجيري استفاد من تحول مسار الملاحة، حيث صار أقرب إلى الأسواق الأوروبية، وارتفع الطلب عليه وزادت الشحنات منه بوتيرة أسرع، وفي المقابل تراجعت واردات أوروبا من النفط الخام من العراق في بداية هذا العام، وتفاقمت بسبب مخاطر عبور البحر الأحمر التي دفعت معظم الناقلات التي تحمل الخام العراقي إلى أوروبا إلى الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح.
أما ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، فاتجه حديثه إلى أن اسعار النفط الخام ارتفعت مع تعزيز الأسواق الفعلية في الولايات المتحدة، وقد أظهر الطلب من الصين علامات على التحسن.
ونوه إلى ارتفاع أسعار النفط الخام الأمريكي في الأسابيع الأخيرة إلى أعلى مستوياتها هذا العام، حيث قامت المصافي المستفيدة من هوامش الربح القوية بشراء البراميل وتحول المشترين الأجانب إلى الخام الأمريكي لتجنب مشكلات الشحن في البحر الأحمر.