«الدولة القطرية المستقلة».. مفهوم سطره المؤسسون منذ الدولة السعودية الأولى

"الصمود" في ظل ظروف عاصفة عانتها المنطقة لأكثر من 1000 عام، و"الرؤية" المتطلعة لمستقبل أفضل، ما قاد ويقود هذه البلاد منذ التأسيس، مرورا بدولتين أولى وثانية، واليوم ثالثة تعد مركزا للقرارين العربي والعالمي في عديد من الملفات الاقتصادية والسياسية. عمق الجذور وأصالة الثقافة وجهان لتأريخ التأسيس الذي يستذكره السعوديون اليوم بفخر واعتزاز، فإصرار المؤسس الإمام محمد بن سعود على وضع اللبنة الأولى لمفهوم الدولة السعودية في أوضاع استثنائية تعصف بالجزيرة العربية في فبراير 1727 سيغير كثيرا من المعادلات السياسية والاقتصادية، بل والاجتماعية، ليس في الجزيرة وحدها ولكن في المنطقة بأسرها. إشعاع عربي جديد، ورؤية وحدوية مستقبلية مركزها الدرعية، العاصمة الأولى للاستقرار السعودي بما قدمته من صمود وبسالة بقيادة الإمام محمد بن سعود ورجاله المخلصين في سبيل أمن مواطنيها، وتأمين طرق الحجاج والتجارة لعابريها، لترسخ الدرعية بذلك مفهوم الدولة الغائب، قسرا أو جهلا، عن أقطار كثيرة في المنطقة في ذلك الزمن. مفهوم الدولة القطرية المستقلة، سطره "التأسيس" بحروف من ذهب باستقلاله السياسي وعدم تبعيته لأي نفوذ، مع الحرص -بالتوازي- على الاستقرار الإقليمي، والدعوة لتوحيد الجبهات الداخلية ضد الأطماع الخارجية، وصولا لتنظيم موارد الدولة وتنمية مجتمعها المحلي. كل ما ذكر سابقا ونعيشه اليوم حاضرا، لم يكن لولا التكامل بين الشعب وقادته، فالتأسيس الذي دعا إليه الإمام المؤسس، والوحدة الوطنية التي جمع الناس عليها الموحد، تؤكد للخارج قبل الداخل الوثاق التاريخي والإنساني الذي يربط بين المواطن وقيادته، على أسس وأهداف واضحة أثمرت هذه الإنجازات المتعاقبة على يد الأبناء والأحفاد. يبقى، أن الوفاء لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين، واجب لهم وحق علينا، وما نراه اليوم في أعين المواطنين من فرح وفخر واعتزاز تجاه الآباء المؤسسين والأئمة الـ15هو ما يجب أن يغرس في أفئدة النشء الجديد باستمرار حتى تنتقل حقيقة الصمود ورسالة الإنجاز من جيل إلى آخر عاما بعد عام، بكل ما تحمله من معان وقيم وطنية وإنسانية.