شتاء دافئ لم تشهده شركات الألبان السعودية من أعوام

شتاء دافئ لم تشهده شركات الألبان السعودية من أعوام

سبع سنوات مرت على شركات الألبان الطازجة السعودية أشبه بالعجاف، فمن خلافات على الأسعار، إلى تجاوزات في عمليات الترويج، ليأتي فصل الشتاء ليكون قاصمة الظهر، رغم أنه يمثل لهم أزمة تتكرر كل عام، بسبب ازدياد الإنتاج مقابل انخفاض في الاستهلاك يقف حيالها المنتجون مكتوفي الأيدي.
إلا أن هذا العام اختلف عن الأعوام السابقة، إذ بدأ فصل الشتاء على غير عادته للمنتجين فلم يعد هناك فائض يذكر خاصة في الحليب الطازج.
عوامل عديدة أسهمت في تدارك الأزمة، وبدأت بوادر الانسجام بين منتجي الألبان الطازجة تؤتي ثمارها، لعل من أبرزها استشعار المنتجين بحجم الخسائر جراء التنافس الخارج عن إطار السوق، إضافة إلى إدراكهم إلى أن منتج الحليب الطازج يعد سلعة تجمع بين أكثر من 24 مشروعا منتجا ومصنعا للحليب والألبان الطازجة ومشتقاته.

وهنا يُرجع المهندس محمد أنور بن أحمد جان رئيس لجنة منتجي الألبان الطازجة في مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية السبب إلى الالتزام التام بين المنتجين باتفاقيات لجنة الألبان، مضيفا أن التنسيق بين المنتجين أسهم في تجاوز الأزمة التي كانت تعيشها شركات ومصانع ومشاريع الألبان في المملكة، إشارة منه إلى تفهم هذه الشركات للوضع الناجم من تزايد العرض مقابل انخفاض الطلب، خاصة وأن إنتاج الأبقار لا يمكن التحكم فيه، إذ إن إنتاج البقرة من الحليب يزداد في فصل الشتاء.
وأوضح رئيس لجنة منتجي الألبان الطازجة في مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية إلى أن من الأسباب التي أدت إلى تجاوز الأزمة ارتفاع مستوى الوعي لدى المستهلكين، وثقته بالمنتج الزراعي الوطني، من الحليب الطازج والألبان ومشتقاتها من الزبادي، القشطة، وغيرها من المنتجات الطازجة، إضافة إلى تنويع شركات الألبان لمنتجاتها الطازجة من خلال إنتاج الحليب بنهكات الفواكه، الكاكاو، الألبان بالعصائر، الأجبان البيضاء، الزبدة، القشطة، وغيرها من المنتجات التي تحقق رغبات المستهلكين من منتجات سعودية طازجة تحمل أعلى المواصفات العالمية لتقدم غذاءا صحيا طازجا لكل أفراد الأسرة.

وفي هذا السياق نوه المهندس محمد أنور جان بالنمو الذي حققه قطاع الألبان الطازجة السعودية الذي بلغ 4.5 في المائة لعام 2005 ، واعتبره تطورا إيجابيا رغم الصعوبات التي واجهت القطاع خلال الأعوام الماضية، مبينا أن الزيادة في الإنتاج ارتفعت عن عام 2004 بنسبة 4.5 في المائة تمثلها 24 مزرعة أبقار، حيث بلغ الإنتاج من الحليب واللبن ومشتقاتهما لعام 2005 نحو 937 ألف طن سنوي، بما يعادل 937 مليون لتر، فيما سجل معدل الإنتاج اليومي ما يقارب 2.567 طن في اليوم (2.567 مليون لتر يوميا).
وبلغ إجمالي عدد قطيع الأبقار في مزارع الألبان المتخصصة لعام 2005 نحو 206 آلاف بقرة منها 103 آلاف بقرة حلوب، فيما وصل عدد مصانع إنتاج الألبان الطازجة 15 مصنعا تسهم في تقديم منتجات غذائية استراتيجية طازجة وصحية تعول عليها الدولة والمستهلكون الكثير.
يشار إلى أن الوضع في سوق الألبان لعام 2005 شهد زيادة في تصريف منتجات الألبان الطازجة بمعدل بلغ 3.5 عن عام 2004، رآه المختصون في إنتاج الألبان الطازجة أنه من أفضل الأعوام نتيجة لالتزام منتجي الألبان الطازجة بالاتفاقيات الموقعة بين المنتجين ومن أبرزها عمليات الترويج، حيث لم تسجل أي تجاوزات تذكر، إضافة إلى ارتفاع نسبة تصدير المنتجات الطازجة إلى الدول المجاورة لتصل إلى 14 في المائة من إجمالي الإنتاج.
وجاءت هذه الأرقام لتؤكد من جديد نجاح قطاع الألبان السعودية الطازجة والذي تبلغ قيمة استثماراته في البلاد نحو ثمانية مليارات ريال، رغم الصعوبات التي واجهت القطاع في الأعوام الماضية, ومن أبرزها ارتفاع تكاليف بعض مدخلات الإنتاج، خاصة في الأعلاف المركزة، حيث ارتفعت تكلفة بعضها إلى ما يقارب 40 في المائة مقارنة بعام 2003، إضافة إلى ارتفاع تكلفة قطع الغيار الناجم عن فرق العملة، ورغم ذلك أكدت شركات الألبان محافظتها على كفاءتها الإنتاجية والضغط على مصاريفها للمحافظة على المستوى السعري للمنتجات النهائية للمستهلك رغم رفع أسعار منتجات الألبان في البلدان المجاورة مطلع العام الحالي.

الأكثر قراءة