الرياضة العالمية تهتز .. أحكام تفتح المرمى أمام أهداف جديدة

الرياضة العالمية تهتز .. أحكام تفتح المرمى أمام أهداف جديدة

فتحت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي الباب أمام بطولات منافسة جديدة عبر مختلف الرياضات العالمية، بأحكام تجعل الهيئات، التي تدير البطولات القائمة عرضة لاضطراب كبير.
قال محامون ومسؤولون تنفيذيون إن السوابق القانونية –بما في ذلك ما يتعلق بدوري السوبر الأوروبي، محاولة إنشاء بطولة كرة قدم انفصالية– سيتردد صداها عبر مختلف الألعاب الرياضية مثل التنس، التي تعد أهدافا محتملة للوافدين الجدد الممولين جيدا.
فاجأ حكم محكمة العدل الأوروبية الخميس كرة القدم العالمية بإعلان عدم قانونية الصلاحيات، التي استخدمها في 2021 كل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا، وهما الهيئتان الإداريتان للرياضة، ضد دوري السوبر الأوروبي المقترح.
قال فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني والمهندس الرئيس لدوري السوبر الأوروبي: "سيمثل هذا اليوم مرحلة تحولية. إنه يوم عظيم لتاريخ كرة القدم ولتاريخ الرياضة".
في الوقت نفسه، أكد حكم ثان في قضية تتعلق بالتزلج على الجليد أن الهيئة الإدارية هددت بشكل غير لائق بمعاقبة الرياضيين الذين أرادوا المشاركة في بطولة غير معتمدة في دبي.
الحكمان، مجتمعان، يجعلان الهيئات الرياضية خاضعة لقانون المنافسة خضوعا صارما، ما يقوض الصلاحيات التي تتمتع بها الاتحادات الدولية منذ أمد طويل للدفاع عن بطولاتها أمام المنافسين.
قال سايمون ليف، المحامي الرياضي في ميشكون دي ريا، إن "هذين الحكمين سيتسببان في موجات صادمة في عالم الرياضة"، مضيفا أن القرارات كانت "أخبارا سارة للمجموعات المتنافسة في الصناعة"، ومن المرجح أن تؤدي إلى إطلاق بطولات جديدة "في المستقبل القريب".
كانت الاتحادات الرياضية تتصارع مع كيفية التعامل مع ظهور البطولات الانفصالية، مثل ليف، وهي جولة جولف ثورية يدعمها صندوق الثروة السيادية في السعودية، التي هددت سيادة جولة بي جي إيه ومقرها الولايات المتحدة. بعيدا عن لعبة الجولف، ضخت الرياض مليارات الدولارات في الرياضة العالمية، من كرة القدم ورياضة السيارات إلى الملاكمة والفنون القتالية المختلطة.
البطولات الانفصالية ليست ظاهرة حديثة، قاومت فورمولا 1، سلسلة سباقات السيارات، جهدا بذلته الفرق لتشكيل منافسة خاصة بها في 2009، بينما كان الدوري الإنجليزي الممتاز في حد ذاته نتيجة عملية انفصالية عندما تم إطلاقه في 1992. وكان ينظر إلى الرياضات مثل التنس على أنها معرضة للاضطراب لعدم تعاقد اللاعبين مع أندية. استكشفت بعض فرق ركوب الدراجات أيضا نظاما جديدا.
كثيرا ما تلجأ الهيئات الإدارية ومنظمو المنافسات إلى قواعدهم لحماية الوضع الراهن عبر التهديد بمعاقبة عدم الولاء. رد القادمون الجدد عن طريق المحاكم باتهام الهيئات القائمة بانتهاك قوانين المنافسة في أوروبا والولايات المتحدة.
يقول خبراء قانونيون إن الحكمين الأوروبيين سيغيران الطريقة التي يمكن أن تعمل بها الهيئات الرياضية عبر الاعتراف بوضوح بأن دورها في تنظيم البطولات يعد نشاطا اقتصاديا مثل أي نشاط آخر، وهذا يعني أن استخدام سلطتها التنظيمية كأداة حادة لمنع المنافسين يخضع لقيود صارمة.
قال أندريه بريتوريوس، الشريك في شركة هربرت سميث فريهيلز التي تعمل في مجال قانون المنافسة، إن قضيتي كرة القدم والتزلج كانتا "انتصارات شاملة لأولئك الذين يريدون تحدي الصلاحيات الواسعة لهيئات الإدارة الرياضية في الترحيب بالبطولات الجديدة أو منعها".
جاءت أحكام محكمة العدل الأوروبية بعد فترة وجيزة من حكم محكمة في المملكة المتحدة بأن اللوائح التنظيمية العالمية الجديدة، التي فرضتها الفيفا، التي تحد من الرسوم المدفوعة لوكلاء كرة القدم كانت مناهضة للمنافسة. والقواعد، التي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في أكتوبر، أصبحت الآن معلقة في انتظار الطعون القانونية في ألمانيا، وإسبانيا وأماكن أخرى.
قال نيك دي ماركو، وهو محام بريطاني متخصص في قانون الرياضة، إن الأدلة تشير إلى "تغيير جذري" في كيفية نظر النظام القانوني للهيئات الرياضية الآن بعد أن أصبح كثير منها يحقق إيرادات بمليارات الدولارات من صفقات البث.
"لقد انتبهت المحاكم إلى حقيقة أن الرياضة عمل مالي كبير، ويجب أن تمتثل لقانون المنافسة. ولا يمكنها أن تعمل كاتحاد احتكاري. الهيئات مثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا هي عمليات تجارية ضخمة ذات نفوذ هائل. لا يمكنها الاختباء وراء نهج: إننا هيئات رياضية ويمكننا أن نفعل ما يحلو لنا"، كما قال.
من غير المرجح أن يؤدي الحكم الذي أصدرته محكمة الاتحاد الأوروبي بشأن كرة القدم إلى إعادة تشكيل سريعة للعبة الأوروبية. أصر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على أن الحكم كان رجعيا، وأنه تم إدخال تغييرات بالفعل لمعالجة القضايا التي نظرت فيها محكمة العدل الأوروبية.
وفي مؤتمر صحافي بعد الحكم، شبه رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفيرين، القرار بهدية كريسماس مغلفة بشكل أنيق مقدمة إلى مشجعي دوري السوبر الأوروبي، لكن دون أي شيء بداخلها. وقال جياني إنفانتينو، نظيره في الفيفا، إن الحكم "لا يغير شيئا".
تظل المعارضة قوية، سارعت مجموعات المشجعين والبطولات الوطنية والحكومات الأوروبية إلى التعبير عن عدائها للبطولات المنافسة، بينما قالت قائمة طويلة من الأندية إنها لا تزال ملتزمة بالبطولات التي يديرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
لكن أولئك الذين يقفون وراء دوري السوبر الأوروبي يعتقدون أن الحكم فتح لهم الطريق لإحداث التغيير، واقترحوا على الفور نظاما جديدا يتكون من ثلاث دوريات مصمما ليحل محل دوري أبطال أوروبا.
قال جون هان، المؤسس المشارك لوكالة أيه 22 للتسويق الرياضي التي تضغط لاعتماد البطولة الجديدة: "أعتقد أن مواقف الناس اليوم ستتغير. لا تنسوا، هذا احتكار لمدة 70 عاما. هذه الأمور لا يمكن إبطالها بين عشية وضحاها".

الأكثر قراءة