طموح أبل يرفرف عاليا للحاق بمنافسيها في سماء الذكاء الاصطناعي

طموح أبل يرفرف عاليا للحاق بمنافسيها في سماء الذكاء الاصطناعي

تقدم أحدث الأبحاث التي أجرتها شركة أبل حول تشغيل النماذج اللغوية الكبيرة على الهواتف الذكية أوضح إشارة حتى الآن على أن الشركة المصنعة لهواتف آيفون تخطط للحاق بمنافسيها في وادي السيليكون في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
كتب الباحثون أن الورقة البحثية، التي تحمل عنوان "نموذج لغوي كبير في لمح البصر"، تقدم "حلا للاختناق الحسابي الحالي".
قالوا إن نهجها "يمهد الطريق للاستدلال الفاعل للنماذج اللغوية الكبيرة على الأجهزة ذات الذاكرة المحدودة". يشير الاستدلال إلى كيفية استجابة النماذج اللغوية الكبيرة، مستودعات البيانات الكبيرة التي تدعم تطبيقات مثل شات جي بي تي، لاستفسارات المستخدمين. عادة ما تعمل روبوتات الدردشة والنماذج اللغوية الكبيرة في مراكز بيانات ضخمة تتمتع بقدرة حاسوبية أكبر بكثير من جهاز آيفون.
نشرت الدراسة في 12 ديسمبر، لكنها حظيت باهتمام واسع بعد أن سلط "هوجنج فيس"، وهو موقع شهير يعرض باحثو الذكاء الاصطناعي فيه أعمالهم، الضوء عليها الأربعاء. وهذه هي الورقة البحثية الثانية لأبل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي هذا الشهر وتتبع التحركات السابقة لتمكين نماذج توليد الصور مثل ستيبل ديفيوجن من العمل على شرائحها المخصصة.
ويأمل مصنعو الأجهزة وصانعو الرقائق أن تساعد ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة على إنعاش سوق الهواتف الذكية، التي شهدت أسوأ عام لها منذ عقد، مع انخفاض عمليات التصدير بنسبة تقدر بنحو 5 في المائة، وفقا لشركة كاونتربوينت ريسيرتش.
رغم إطلاق أحد أوائل المساعدين الافتراضيين، سيري، في 2011، استبعدت أبل إلى حد كبير من موجة الإثارة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي التي اجتاحت وادي السيليكون في العام الذي أعقب إطلاق شركة أوبن أيه أي لروبوت الدردشة تشات جي بي تي المتقدم. ينظر كثيرون في مجتمع الذكاء الاصطناعي إلى أبل على أنها متخلفة عن منافسيها من شركات التكنولوجيا الكبرى، رغم توظيفها جون جياناندريا، كبير المسؤولين التنفيذيين في مجال الذكاء الاصطناعي في شركة جوجل، في 2018.
بينما ركزت شركتا مايكروسوفت وجوجل إلى حد كبير على تقديم روبوتات الدردشة وغيرها من خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر الإنترنت من خلال منصات الحوسبة السحابية الواسعة للشركتين، تشير أبحاث أبل إلى أنها ستركز بدلا من ذلك على الذكاء الاصطناعي الذي يمكن تشغيله مباشرة على جهاز آيفون.
يستعد منافسو أبل، مثل شركة سامسونج، لإطلاق نوع جديد من "الهاتف الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي" العام المقبل. وتشير تقديرات شركة كاونتر بوينت إلى أنه سيتم تصدير أكثر من 100 مليون هاتف ذكي يركز على الذكاء الاصطناعي في 2024، مع 40 في المائة من الأجهزة الجديدة التي توفر مثل هذه الإمكانات بحلول 2027.
توقع رئيس أكبر شركة لتصنيع شرائح الهواتف المحمولة في العالم، الرئيس التنفيذي لـ"كوالكوم"، كريستيانو آمون، أن جلب الذكاء الاصطناعي إلى الهواتف الذكية من شأنه أن يوجد تجربة جديدة تماما للمستهلكين ويعكس انخفاض مبيعات الأجهزة المحمولة.
وأخبر "فاينانشيال تايمز" في مقابلة أجريت معه أخيرا: "ستشهدون إطلاق أجهزة في أوائل 2024 مع عدد من حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومع توسيع نطاق هذه الأمور، فإنها تبدأ في إحداث تغيير ملموس في تجربة المستخدم وتمكين الابتكار الجديد الذي لديه القدرة على إنشاء دورة تحسين جديدة في الهواتف الذكية".
كما قال إن المساعدين الافتراضيين الأكثر تطورا سيكونون قادرين على توقع تصرفات المستخدمين مثل إرسال الرسائل النصية أو جدولة اجتماع، بينما ستكون الأجهزة أيضا قادرة على أنواع جديدة من تكنولوجيات تحرير الصور.
كشفت جوجل هذا الشهر عن نسخة من نموذجها اللغوي الكبير الجديد "جيميناي" الذي سيتم تشغيله "محليا" على هواتف "بيكسل" الذكية.
إن تشغيل نموذج الذكاء الاصطناعي الضخم الذي يشغل برمجية تشات جي بي تي أو بارد التابع لجوجل على جهاز شخصي تصاحبه تحديات تكنولوجية هائلة، لأن الهواتف الذكية تفتقر إلى موارد الحوسبة الضخمة والطاقة المتاحة في مركز البيانات. قد يعني حل هذه المشكلة أن مساعدي الذكاء الاصطناعي يستجيبون بسرعة أكبر مما يستجيبون من السحابة، بل ويعملون دون اتصال بالإنترنت.
من المرجح أيضا أن يؤدي ضمان الرد على الاستفسارات على جهاز الشخص دون إرسال البيانات إلى السحابة إلى تحقيق فوائد الخصوصية، وهو ما يميز أبل في الأعوام الأخيرة.
قال باحثوها إنه "تم تصميم تجربتنا لتحسين كفاءة الاستدلال على الأجهزة الشخصية". واختبرت أبل نهجها على نماذج تشمل فالكون 7 بي، نسخة أصغر من برنامج النموذج اللغوي الكبير مفتوح المصدر الذي طوره في الأصل معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي.
لقد كان تحسين النماذج اللغوية الكبيرة لتعمل على الأجهزة التي تعمل بالبطارية موضع تركيز متزايد للباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي. ولا تعد الأوراق الأكاديمية مؤشرا مباشرا على الكيفية التي تعتزم بها أبل إضافة ميزات جديدة إلى منتجاتها، لكنها تقدم لمحة نادرة عن مختبراتها البحثية السرية وأحدث التقدمات التكنولوجية للشركة.
كتب باحثو أبل في ختام ورقتهم البحثية: "عملنا لا يوفر حلا للاختناق الحسابي الحالي فحسب، بل يشكل سابقة للأبحاث المستقبلية. نعتقد أنه مع استمرار النماذج اللغوية الكبيرة في النمو من حيث الحجم والتعقيد، فإن أساليب مثل هذا العمل ستكون ضرورية لتسخير إمكاناتها الكاملة في مجموعة واسعة من الأجهزة والتطبيقات".
لم تستجب أبل على الفور لطلب التعليق.

الأكثر قراءة