د. الدويش: بعض أئمة المساجد يتساهلون في صلاة التراويح بدواع غير مقنعة
أكد الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش الداعية الإسلامي المعروف أن أعظم العبادة في رمضان أداء الصلوات الخمس في وقتها في المسجد وعدم تركها والنوم عنها، وينبغي للمسلم أن يعاهد نفسه خلال هذا الشهر ألا تفوته صلاة الجماعة، ولا يتأخر عنها، وليحرص على تكبيرة الإحرام ولو في رمضان فهي فرصة لتربية النفس وتدريبها، وفرصة أكبر لمضاعفة الحسنات، فليجاهد نفسه ألا تفوته تكبيرة الإحرام، فإذا نجح فليحاول أن يستمر على ذلك عشرة أيام بعد رمضان ليكون العدد 40 يوماً فلعله يحصل على براءتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق، كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي.
رمضان شهر عبادة، ومن أفضل العبادات في رمضان تلاوة القرآن، ورمضان شهر القرآن، فليحرص المسلم فيه على التبكير للصلوات، وليكن له نصيب من التلاوة، وكم أتمنى أن يحرص على تدبر القرآن الكريم والوقوف مع آياته والاستمتاع بها فسيجد لها تأثيرا عجيبا فيه، ويمكن الاستفادة من كتب التفسير للتعرف على معنى الآيات وتقييد الخواطر والفوائد، ولو باستخدام القرآن المهمش بمختصرات بعض التفاسير، وسيرى حينها الفرق الكبير بين مجرد التلاوة وبين التلاوة بتدبر ومعرفة، وكم في هذا من إثراء علمي وثقافي له.
ودعا فضيلته كل مسلم إلى عقد حلقة في البيت لتلاوة القرآن، ففيها مكاسب عظيمة منها: حفظ الأولاد، ومشاركة البنات اللاتي يذهبن ضحية الغفلة عن تربيتهن، والمحافظة على أوقاتهن خاصة في رمضان، وفيه إحياء البيت بذكر الله، وتقوية الارتباط الأسري بين أفراد الأسرة، وفيه الاجتماع على قراءة القرآن وختمه لأهل البيت جميعاً.. وغيرها من المنافع.
رمضان شهر عبادة؛ فعليك بصدقة السر، وتحسس المحتاجين، فإن في هذا أجراً عظيماً، وأثراً في النفس عجيباً، فليكن لك في كل يوم من هذا الشهر صدقة وإن قلت، (وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ)، واجعل لك عدداً من بيوت الأرامل والمساكين، ترعاها وتقوم عليها، ولو خلال هذا الشهر، فالقائم على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.
وقال: إن رمضان شهر عبادة، ومن أجمل العبادات فيه الدعاء، وما أحوجنا في عصر الفتن والشهوات، والأمراض والبليات للدعاء والاعتصام بالله.
وأشار إلى الغفلة عن الدعاء حين الإفطار وقبله، فوقت الإفطار وقبل الأذان بدقائق لحظات ثمينة ودقائق غالية هي أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى، وهي من أوقات الاستجابة، كما جاء في الحديث ''ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر''.
رمضان شهر عبادة، فلا ننسى تلك العبادة.
#2#
والقربة العجيبة التي يغفل عنها كثير من الناس، ألا وهي بر الوالدين، والقرب منهما، وقضاء حوائجهما وطاعتهما، فمثلاً الإفطار معهما، والصبر على ذلك، واحتساب الأجر فيهما، فكم هم أولئك الذين ينسون ويتناسون الوالدين في رمضان، فجلوس مع الزوجة والأولاد، أو كثرة رحلات واستراحات، ويكفي أن أقول فقط تأملوا قول الله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، فجعل الإحسان وبر الوالدين بعد تأكيد التوحيد الذي هو غاية خلق الإنسان وإنزال القرآن، وإرسال الرسل، فكن قريبًا جدًّا من أبويك، واصبر عليهما مهما كان منهما، فهي عبادة فيها خير عظيم، فكيف إذا كانت في رمضان أيضاً، فهما بابان للجنة مفتوحان؛ فعجل قبل أن يغلقا أو يغلق أحدهما.
رمضان شهر تربية، وهو فرصة لتدريب النفس على هجر المعاصي، فإذا كنت ممن ابتلي بمعصية أو فتنة واعتادت عليها النفس وألفتها وأصبح الفراق عليها صعباً وثقيلاً، فإن رمضان فرصة عظيمة للصبر والمثابرة ومجاهدة النفس عن تلك الفتنة، لقلبه، وأكثر وسائل الإعلام اليوم تصيب القلب بالغفلة والقسوة فقد أعانك الله على شياطين الجان، ولم يبق إلا نفسك التي بين جنبيك، واحذر شياطين الإنس فهم لصوص الأوقات، والخيرات والشرف والعفة، ورمضان فرصة كبيرة هذه الأيام، لاستغلالها بالخيرات، ولأن المسلم بحاجة ماسة إلى العمر والأوقات، فالسلف كانوا يهجرون مجالس العلم والحديث للتفرغ في رمضان للعبادة وقراءة القرآن، وأذكر أفراد الأسرة بأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأخيراً أؤكد أن رمضان شهر عبادة وتربية للنفس، وخير مدرسة تجمع بين العبادة والتربية في رمضان، سنة الاعتكاف، فاعقد العزم على اعتكاف العشر، أو شيء منها.