هل ينبغي أن نصدق الأمريكيين بأن الاقتصاد سيئ؟

هل ينبغي أن نصدق الأمريكيين بأن الاقتصاد سيئ؟

هناك شيء غريب يحدث في أمريكا. تم تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من 4.9 إلى 5.2 في المائة، وأصبح عدد الأمريكيين الذين لديهم وظائف أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، لكن العامة ثائرون بشأن الظروف الاقتصادية، مع انخفاض ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى في ستة أشهر. حقا لا يمكنك إرضاء بعض الناس.
في حين تعد المؤشرات الرئيسة قوية وصحية، نتوقع أن يفوق عدد الأمريكيين الذين يعتقدون أنهم أفضل حالا مما كانوا عليه في هذا الوقت من العام الماضي عدد الذين يقولون إنهم أسوأ حالا نحو 25 نقطة مئوية. بدلا من ذلك، يفوق عدد الأشخاص الذين يقولون إنهم أسوأ حالا عدد الذين يقولون العكس بمقدار عشر نقاط في أحدث مؤشر للظروف الاقتصادية الحالية الصادر عن جامعة ميشيغان.
أعرف ما الذي تفكر فيه: التضخم يفسر كل هذا. الناس يكرهون حقا ارتفاع الأسعار، وفي كل مرة يشترون فيها شيئا ما يتذكرون ذلك. بروز التضخم يطغى على مكاسب أخرى أبعد أو غير ملموسة. إنها بالتأكيد نظرية جيدة، لكن الدول حول العالم واجهت تضخما حادا. كثير منها تعانيه معاناة أكثر حدة من الولايات المتحدة. ومن المفترض أن المستهلكين في تلك الدول أيضا أكثر تشاؤما مما نتوقع؟
حسنا، في الواقع الإجابة هي لا. عبر توسيع تحليل أصلي أجراه كوانتيان 1، وهو مستخدم لمنصة X، قمت بحساب معنويات المستهلك المتوقعة لمجموعة من الدول بناء على مؤشراتها الاقتصادية الأساسية، وقارنتها بالمعنويات الفعلية. مقارنة بالفترة التي سبقت الجائحة مباشرة، يبدو المستهلكون الأمريكيون الآن أكثر تشاؤما من الفرنسيين والألمان وحتى البريطانيين. ويشعر الأوروبيون جميعا بالثقة التي قد يتوقعها المرء استنادا إلى أداء اقتصاداتهم. ويبدو أن الشؤم المفرط هو محنة أمريكية جديدة.
إذن، ما الذي يجري؟ في الأسبوع ما قبل الماضي، أجرت شركة فوكال داتا استطلاع رأي طلبته، حيث سألت عينة تمثيلية من ألفين من البالغين الأمريكيين عما إذا كانوا يعتقدون أن الظروف الاقتصادية تحسنت أو تدهورت خلال الأعوام الأخيرة. وكانت النتائج مذهلة: الأمريكيون يخطئون على نحو ثابت في الاتجاه السلبي في كل المقاييس التي استخدمناها في الاستطلاع تقريبا. وبفروق كبيرة، يعتقدون أن التضخم لا يزال يرتفع (وهو في انخفاض)، وأنه تجاوز نمو الأجور (تجاوزت الأجور الأسعار)، وأنهم أصبحوا أقل ثراء (أصبحوا أكثر ثراء بكثير).
إن محاولات تبرير هذا الشعور بالكآبة في الأغلب ما تؤكد على التحديات التي تواجهها المجموعات الأقل ازدهارا، ولكن هذا يتعارض أيضا مع الأدلة. أحد التفسيرات التي سمعتها هو أن اليأس يأتي من الشباب الذين يعانون إيجارات جامحة. لكن الأجور ارتفعت بالنسبة إليهم بشكل أسرع من الأجور القديمة، متجاوزة الإيجارات. إضافة إلى أن المستهلكين الشباب هم الأكثر إيجابية، وفقا لاستطلاع ميشيغان.
وعلى نحو مشابه، ارتفعت الأجور بشكل أسرع بالنسبة إلى أصحاب الدخل الأدنى، ما أدى إلى عكس أكثر من ثلث الزيادة في التفاوت في الأجور على مدى العقود الأربعة الماضية. وارتفعت الثروة بالنسبة إلى الأقل والأكثر ثراء على حد سواء.
كانت الاستجابة الأكثر إثارة للانتباه في استطلاعنا تتعلق بالإحساس بالتقدم في المدى الطويل. تعتقد أغلبية كبيرة من الأمريكيين أن الدخل المتوسط اليوم يجعل نمط الحياة أسوأ مما كان عليه قبل 30 عاما (وهذا خطأ واضح)، وأن الفقر أعلى مما كان عليه قبل جيل واحد (انخفض). وهناك إحصائية تكشف بشكل خاص أن تقييم الأمريكيين لوضعهم المالي بالكاد تزحزح على مدى الأعوام الخمسة الماضية، ولكن تقييمهم للاقتصاد الوطني تدهور تدهورا حادا. يبدو أنهم قرروا أن المشاعر سيئة، لذلك يجب أن تسير الأمور بشكل سيئ لمعظم الأشخاص الآخرين، حتى لو لم يكن الأمر كذلك لهم.
يعد الانتماء السياسي أيضا أمرا أساسيا لفهم كيفية انفصال المشاعر الاقتصادية عن الواقع الاقتصادي في الولايات المتحدة. فأحد أسئلة استطلاع ميشيغان هو عما إذا كان الناس يعتقدون أن الآن هو الوقت المناسب لشراء مستلزمات منزلية كبيرة. عندما ضربت الجائحة، تحرك الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء بشكل حاد نحو اتجاه "الوقت ليس مناسبا للشراء". ولكن بعد أشهر فقط، عندما فاز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية - بينما كان فيروس كورونا لا يزال مستعرا - أعلن الديمقراطيون فجأة أن الظروف مهيأة لشراء ثلاجات جديدة. لم يفعل الجمهوريون ذلك.
يبدو أن معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة أصبحت الضحية الأحدث للاستجابة التعبيرية، حيث يقدم الناس إجابات غير صحيحة عن الأسئلة للإشارة إلى الانتماءات القبلية أو السياسية والاجتماعية الأوسع. نصيحتي: إذا كنت تريد أن تعرف ما يفكر فيه الأمريكيون حقا بشأن الظروف الاقتصادية، فانظر إلى أنماط إنفاقهم. على عكس الأوروبيين الحذرين، عاد المستهلكون الأمريكيون إلى اتجاه ما قبل الجائحة وينفقون أكثر من أي وقت مضى.

الأكثر قراءة