مزيد من الوظائف بالاستثمار في رأس المال البشري
يعيش أكثر من 84 في المائة من القوى العاملة في العالم في البلدان النامية، وهذه النسبة مستمرة في الازدياد. فبحلول 2040، يجب على إفريقيا أن توفر مليوني فرصة عمل شهريا لتلبية الاحتياجات المتزايدة للقوى العاملة. وفي جنوب آسيا، يصل أكثر من مليون شخص إلى سن العمل كل شهر. وأمام البلدان فرصة لتحسين فرص العمل كما وكيفا. واليوم، يعمل سبعة من بين كل عشرة من العمال في البلدان النامية في وظائف عادة ما تفتقر إلى الأمان المالي والوظيفي.
إن الاستثمار في رأس المال البشري يعني تزويد الناس بالمعارف والصحة الجيدة والمهارات حتى يتمكنوا من شغل وظائف اليوم، وإيجاد فرص عمل للمستقبل. وعندما تستثمر البلدان والمجتمعات المحلية في البشر، فإنها توجد قوة عمل قوية قادرة على النمو والتكيف مع التحولات العالمية، بما في ذلك التحولات التكنولوجية وتغير المناخ.
ناقش المتحدثون في هذه الفعالية الحلول التي يمكن أن تعزز إيجاد فرص العمل وريادة الأعمال. واتفقوا جميعا على أن صقل مهارات الأفراد وإزالة الحواجز أمام النساء والشباب يعد أمرا بالغ الأهمية. ونصحت مامتا مورثي، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون التنمية البشرية، الحكومات بإعطاء الأولوية للاستثمار في البشر، لأن هذه الاستثمارات في رأس المال البشري يمكن أن تحقق أعلى العوائد. وبوسع الحكومات أيضا تسهيل تنقل العمالة على المستوى الدولي، في حين يمكن للقطاع الخاص أن يساعد من خلال الدخول في مزيد من الشراكات في مجال تنمية المهارات.
وتحدثت أمل حسن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوتسورس جلوبال النيجيرية، عن العمل الدؤوب والمقصود الذي تقوم به شركتها من أجل تطوير مهارات موظفيها لتحقيق النجاح. واتفقت زميلتها رائدة الأعمال باسمة عبدالرحمن، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة كيسك، وهي شركة عراقية تعمل في مجال الطاقة الشمسية، على أهمية المهارات وشددت على تمكين الموظفين. واستعرضت تجربتها العملية التي أتاحت لها الازدهار على الرغم من التحيز الذي واجهته كقائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
وشدد برنامج مختص في البنك الدولي على أهمية الاستثمارات في مختلف مراحل الحياة، وخاصة التعليم، وكذلك الحصول على الائتمان والتحول الرقمي والبنية التحتية الموثوقة، في التصدي للتحدي المتمثل في توفير فرص العمل. كما شدد على ضرورة أن تعمل البلدان على تهيئة أسباب النجاح لرواد الأعمال وخاصة النساء والشباب.