"هوليوود" تتنفس الصعداء .. انتهاء إضراب الممثلين وترقب استئناف العمل
يعم شعور بالارتياح في هوليوود منذ الإعلان عن التهاء إضراب الممثلين، الذي شل القطاعين السينمائي والتلفزيوني لأشهر عدة، فيما انطلق سباق لاستئناف أعمال التصوير وإنقاذ الأفلام والمسلسلات التي كانت مقررة لعام 2024.
بعد شهر ونصف شهر على اتفاق بين كتاب السيناريو والاستوديوهات في هوليوود، توصلت نقابة الممثلين "ساج -أفترا" إلى اتفاق مع هذه الاستوديوهات مدته ثلاثة أعوام.
ويفترض أن تتم المصادقة رسميا على الاتفاق الذي يعد من أبرز بنوده زيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور وضمانات فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي. ولكن بات في إمكان الممثلين استئناف تصوير الأعمال أو الترويج لها.
ومن شأن ذلك أن يعيد إحياء قطاع أصيب بشلل لستة أشهر بسبب إضراب مزدوج نفذه كتاب السيناريو والممثلون، في أزمة تاريخية لم تشهد هوليوود مثلها منذ 1960.
ويتيح الاتفاق للاستوديوهات أن تستكمل تصوير أفلام منتظرة خلال الصيف المقبل، وقد يتم في فصل الربيع الانتهاء من تصوير عدد من الأعمال.
وبعد توقف لأربعة أشهر، من المقرر استئناف تصوير فيلم "ديدبول 3" قبل عيد الشكر (نهاية نوفمبر)، بحسب مجلة "فرايتي".
وعبر ممثلون في مسلسلات أرجئت على غرار "سترينجر ثينجز" عن ارتياحهم لإنهاء الإضراب. وقال نواه شناب عبر إنستجرام "لقد فزنا!!!".
ولاحظ المحامي المتخصص في قانون المجال الترفيهي جوناثان هاندل "أن العام المقبل سيشهد موسما سينمائيا صيفيا"، رغم التراجع عن طرح عدد من الأفلام خلال الصيف بينها "ميشن إمباسيبل" لتوم كروز.
وعد أن "الوضع كان ليكون سيئا" لو لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل أعياد نهاية العام.
ويأتي توقيت الاتفاق مناسبا لموسم جوائز هوليوود، إذ عادة ما يقام احتفال توزيع جوائز الأوسكار في مارس، فيما تسبقه حفلات كثيرة بينها في يناير جوائز جولدن جلوب والمكافآت التي يمنحها النقاد.
"اتفاق تاريخي"، وبدأ من صباح الخميس إرسال دعوات لحضور عروض أولى من أفلام بحضور النجوم، لمن سيصوتون على المرشحين لجوائز كثيرة، إضافة إلى دعوات لحفلات بينها أمسية لفيلم "ماي ديسمبر" ستجمع ناتالي بورتمان وجوليان مور في لوس أنجلوس.
وبعد مقاطعة المناسبات السينمائية لأشهر عدة، بات في إمكان النجوم أن يعيدوا الترويج لأفلامهم ومن بينها "وونكا" مع النجم تيموتيه شالاميه، و"أكوامان آند ذي لوست كينجدم" مع جايسن موموا.
وقالت رئيسة نقابة الممثلين الأمريكيين فران دريشر، في حديث إلى "سي إن إن" الخميس، "نحن حقا سعداء بالاتفاق".
وأكدت نجمة مسلسل "ذي ناني" "أن التوصل إلى الاتفاق تاريخي وتأسيسي أراحنا وأسعدنا كثيرا".
بالإضافة إلى زيادات على رواتب أعضاء النقابة الـ160 ألفا من ممثلين وراقصين وعاملين في مجالات سينمائية وتلفزيونية أخرى، تضمن الاتفاق "للمرة الأولى" نظام مكافآت خاصا بإعادة عرض الأعمال عبر منصات البث التدفقي.
ونص أيضا على ضرورة أن تحصل الاستوديوهات على "موافقة الممثلين في مختلف الأمور" المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي والرامية إلى الاستعانة رقميا في الأفلام بممثلين مشهورين.
وفيما تقدر التكلفة الإجمالية المترتبة عن توقف صناعة السينما في هوليوود في الأشهر الأخيرة بما لا يقل عن ستة مليارات دولار، لاقى الاتفاق ترحيبا واسعا من الديمقراطيين الأمريكيين أبرزهم الرئيس جو بايدن الذي قال في بيان "إن المفاوضة الجماعية نجحت".
وفي لوس أنجلوس، استعادت مداخل معظم الاستوديوهات هدوءها صباح الخميس، بعدما كانت قد شهدت احتجاجات وتحركات لستة أشهر. وأمام مقر "وارنر براذرز"، حضرت مجموعة من الممثلين للاحتفال بالاتفاق.
وقال الممثل دان دي دبليو ماكان لوكالة فرانس برس "أشعر بالارتياح. (...) بات في إمكاننا الآن التحرر من القلق"، مضيفا "آمل أن يكون الاتفاق على مستوى توقعاتنا، وأن نتمكن من طي صفحة ما حدث واستئناف العمل".