أين يجد الموظف سعادته؟
في إغلاق جائحة كوفيد الأول، عرض على الموظفين في "إل أي دي"، شركة ناشرة للكتب، حل بسيط لمكافحة الإجهاد: يوم عطلة إضافي.
في "أيام الاستجمام" المحددة، طلب من الموظفين الابتعاد عن أجهزتهم المحمولة و"قضاء بعض الوقت في فعل أمر يعزز سلامتهم الجسدية والنفسية"، كما يقول مارتن ليو الرئيس التنفيذي للعمليات.
لقيت الميزة استحسانا كبيرا، لدرجة أنها امتدت إلى ما بعد فترات الإغلاق. الآن، بداية كل عام، يعلن عن ستة أيام للاستجمام، عادة خلال الأشهر التي ليس فيها عطلة وطنية، لمنح الموظفين استراحة من كثرة العمل، كما يقول ليو. "عادة نحن مشغولون للغاية".
لم تضع "إل أي دي" قواعد لما يفعله الموظفون في هذه الأيام، لكنها تشجع الموظفين على أداء أنشطة تعود عليهم بفوائد جسدية وعقلية. شارك الموظفون في الألعاب الرياضية، أو أعدوا وجبات صحية، أو اكتشفوا أفكار تنمية الذات، مثل اليقظة والتأمل، أو رتبوا شؤونهم المالية الشخصية، أو التقوا العائلة والأصدقاء. ذهب موظف في رحلة إلى أفيبري في ويلتشير لزيارة دوائر الحجر التي تعود إلى عصور ما قبل التأريخ.
شركة النشر، التي تتخذ من لندن مقرا لها، هي واحدة من عدد من الشركات التي تقدم أيام استجمام، ما يشير إلى أن سر السعادة في مقر العمل ربما يكون في عدم العمل في الواقع.
تقدم "أدوب"، مجموعة البرمجيات، ستة أيام في العام، في حين تقدم شركة السلع الفاخرة بربري ميزة العمل بنصف الوقت في أيام الجمعة في الصيف وقبل الكريسماس. يمنح "بمبل"، تطبيق التعارف، الفرق عطلة أسبوع على مستوى الشركة مرتين في العام، إضافة إلى سياسة الإجازة المدفوعة غير المحدودة. "فيرجن موني" المالية تعطي خمسة أيام عند الحاجة.
هذه الامتيازات هي اعتراف بالقلق المتزايد بشأن السلامة العقلية والجسدية. وجد تقرير صادر عن جمعية علم النفس الأمريكية هذا العام أن 77 في المائة من العمال عانوا إجهادا مرتبطا بالعمل في الشهر السابق، فيما أظهر 57 في المائة منهم علامات على الإنهاك في مقر العمل، مثل الاستنزاف العاطفي.
في "فيرجن موني"، يعتقد المديرون أنه يجب أن يترك الأمر للأشخاص ليقرروا متى يأخذون استراحة.
لتشجيع أخذ أيام إجازة، تطلب شركة الخدمات المالية من موظفيها توضيح أنهم في إجازة استجمام حين يردون على الرسائل، أو النشر على وسائل التواصل الاجتماعي. انتقل بعضهم إلى منصة "لينكد إن" لمشاركة الأنشطة التي تتنوع من حفلة حديقة ملكية مع طلاب الكلية الجوية، إلى التعافي من مسيرة خيرية شاركوا فيها، إلى أخذ دورة في إعداد البيتزا لثلاثة أيام.
تحدد شركات أخرى، مثل "إل أي دي"، أياما لجميع الموظفين، كي لا تنشغل الفرق برسائل الزملاء على البريد الإلكتروني أو منصة سلاك.
تسعى الاستراحة الجماعية إلى "ألا يشعر الموظفين بعبء تفويت الاجتماعات الرئيسة أو التسليمات أو المواعيد النهائية القريبة"، كما تقول روزماري أريادا كيبر، نائبة رئيس المكافآت الإجمالية في "أدوب".
تظهر أدوات عقد الاجتماعات والتعاون الداخلية في الشركة انخفاض 99 في المائة في الاجتماعات والمكالمات في أيام الاستجمام المعممة، مقارنة بيوم عمل عادي.
كما يقول ليو في "إل أي دي": "إن التطلع المشترك ليوم رسمي يحفزنا على التركيز على نشاط سيعزز سلامتنا العقلية والجسدية فعلا".
فكرت الشركة في ترتيب أنشطة لفعلها معا في فريق، مثل نزهة أو دورة استجمام، لكن بدا أنها مبالغ في ترتيبها. في النهاية، يقول ليو، يبدو أن ترك الحرية لكل موظف لفعل ما يعتقد أنه سيكون مفيدا له فاعلا أكثر.
يهدف ليو عادة إلى ثلاثة أنشطة منها القراءة عن الصحة العقلية والتمارين البدنية والتواصل مع شخص لم يره أو يتحدث إليه منذ فترة، لكنه يعترف بالعمل قليلا أحيانا.
تقول جينيفر موس، مؤلفة كتاب "وباء الإنهاك: ارتفاع الإجهاد المزمن وكيفية علاجه" إن مثل أيام الإجازة هذه - سواء كانت ثابتة أو حسب الحاجة - ليست حلا سريعا. وإذا خطط لها برداءة، فقد تكون بمنزلة تمويه للعافية – دعاية للعلاقات العامة تعجز عن معالجة المشكلة.
لتحقيق أقصى استفادة من أيام الاستجمام، يجب على أصحاب العمل دعم الانتفاع بها وإظهارها علنا، بمشاركة القادة كيفية قضاء وقتهم على القنوات الداخلية مثلا. يجب أن يأخذ الموظفون أياما منها قبل أن "يبلغوا أقصاهم" ولا يمكنهم الوجود عقليا وجسديا. تضيف موس: "نحن بحاجة إلى أن يأخذ الناس أياما للصحة العقلية استباقا - وليس رد فعل". "إنه أمر صعب إذا كان لا بد أن تشعر بالعار لأخذ يوم منها".
وجدت أبحاث في مجلة التمريض المتقدم أن الذين يأخذون "أياما للصحة العقلية" كانوا أكثر احتمالا للإبلاغ عن مشكلات في العمل، وكذلك مشكلات الصحة العقلية. خلص المؤلفون إلى أن أيام الاستجمام كانت تتعامل فقط مع أعراض الإفراط في العمل، وأن تدخلات سابقة أخرى ربما كانت ستكون فاعلة أكثر في منع المشكلات في المقام الأول.
تقول موس: "إذا لم نعالج الأسباب الجذرية للإنهاك والضغوطات المزمنة في العمل - تصبح أيام الصحة العقلية حلا سطحيا بمنزلة ضمادة. إذا كانت ثقافة عملك الإفراط في العمل، فإما أنك ستعمل أثناء يوم الصحة العقلية وإما لا تأخذ يوما أساسا".