رعب "الأرواح الشريرة" يعود بأحداث غريبة

رعب "الأرواح الشريرة" يعود بأحداث غريبة
رعب "الأرواح الشريرة" يعود بأحداث غريبة

تصل المشاهد المخيفة في أفلام الرعب إلى جعلك تصدق ما تراه عيناك، وتؤمن بالخرافة التي تعلم أنها مجرد عبقرية كاتب ورؤية مخرج وقوة منفذ، لكن أن تتابع عملا سينمائيا أثار مسبقا كثيرا من اللغط، وأنه قد يكون حقا مبنيا على قصة حقيقية حدث في إحدى ولايات أمريكا، تتغير المعادلة ويتبدل تفاعلك مع الأحداث، وتشعر بخوف قد يلازمك فترة طويلة حتى تحرر منه.
"طارد الأرواح الشريرة"، فيلم رعب حاصد الجوائز ومثير القلق، فرض وجوده مرة جديدة في جزء ثان من سلسلة كادت أن تلامس الواقع لولا ما أثير حولها من معلومات ناقضت خبرية أن العمل مأخوذ من قصة مبنية أصلا على قصة حقيقية.
رعب وخوف وتشويق، بطلته فتاة في الـ12 من عمرها، يمسها الشيطان ويسكنها عفريت، يبدل من شكلها وتصرفاتها حتى نبرة صوتها، ما يدفع بوالدتها البائسة إلى طلب المساعدة من اثنين من طاردي الأرواح الشريرة، لإنقاذ ابنتها من المس الشيطاني الذي تعرضت له.
يعود الاعتقاد بتلبس الجن والعفاريت والأرواح الشريرة لأجساد البشر إلى أقدم العصور، وجميع القصص المتعلقة بهذا الشأن تثير الرعب على الدوام في قلوب الناس، واستكمالا لأحداث الجزء الأول الذي عرض 1973، يعود فيام "طارد الأرواح الشريرة" إلى تصدر الإيرادات ودخول قائمة أكثر أفلام الرعب رعبا في تاريخ السينما.

قصة حقيقية

الفيلم مستوحى من الملفات الحقيقة للأب جابرييل أورث، رئيس طارد الأرواح الشريرة في الفاتيكان، حيث يتبع البابا طارد الأرواح الشريرة آمورث، الذي يدعي أنه يطرد الأرواح الشريرة من جسد فتاة صغيرة. وتبدأ أحداث الجزء الثاني من سلسلة "طارد الأرواح الشريرة" باختفاء الابنة البالغة من العمر 12 عاما، برفقة صديقتها المقربة في الغابة لمدة ثلاثة أيام، قبل أن تعود الاثنتان دون تذكر أي شيء مما جرى، حتى إنهما تعتقدان أن غيابهما لم يتجاوز ثلاث ساعات، ومن ثم تتوالى الأحداث، وتبدأ أعراض الاستحواذ الشيطاني تظهر عليهما. وتطرأ فجأة تغيرات محورية على تصرفات ريجان محور الفيلم، فيصبح صوتها أكثر خشونة وتظهر علامات وكتابات غريبة على جسدها وتصبح لديها قدرات خارقة تمكنها من تحريك الأشياء ورفعها في الهواء من دون لمسها. هذه التغيرات الغامضة تثير مخاوف عائلتها، ما يدفعهم إلى طلب المساعدة الطبية، لكن الفحوص تظهر سلامة جسد وعقل الفتاة من أي داء، ومع هذا تسوء حال ريجان باطراد وتزداد تصرفاتها غرابة يوما بعد آخر، ما يدفع عائلتها في النهاية إلى طلب المساعدة الروحية. يقوم عدد من القساوسة بفحص الفتاة ويستنتجون بأنها أصيبت بمس شيطاني ويحصلون على إذن من الكنيسة لإقامة طقوس طرد الأرواح الشريرة من جسدها. جلسات طرد الأرواح الشريرة لن تكون سهلة وستشهد أحداثا دموية وأمورا مرعبة.

التصوير في العراق

اختيار أماكن التصوير المناسبة والملائمة لفكرة الفيلم من العناصر التي لا يمكن إغفالها، لأن العمل داخل استوديو مركب قد يضعف قدرات المخرج الإبداعية ويحد منها، لهذا كان البحث عن فضاء واسع ومنطقة مناسبة لفكرة الفيلم، وبعد عدة اقتراحات وقع الاختيار على مدينة الحضر الأثرية شمالي العراق بالقرب من مدينة الموصل، لتصوير مشاهد البداية، كما صورت عديد من المشاهد في مدينة سنجار في محافظة نينوى حيث تمثال بازوزو كبير آلهة الشر الرافدينية، التي تم العثور عليها خلال عملية تنقيب في تل الرماح الأثري "تل الصبيان"، ومنها تنتقل الروح الشريرة إلى جسد الفتاة في الفيلم.

سلسلة طارد الارواح

بعد 50 عاما من عرض فيلم "طارد الأرواح الشريرة" الذي أصاب جيلا كاملا بالرعب، وفي إطار إحياء الكلاسيكيات المعروفة، تقرر إعادة إنتاج ثلاثية الرعب، وأعلنت شركتا الإنتاج يونيفرسال بيكتشرز وبلومهوس برودكشنز رصد 400 مليون دولار أمريكي ميزانية للتصوير احتفالا بمرور نصف قرن على العمل الذي صنف ضمن أكثر الأعمال رعبا على الإطلاق. ووقع الاختيار على المخرج جوردن جرين والمنتج جيسون بوم، لتنفيذ العمل، كما تم اختيار راسل كرو ليقوم بدور الأب جابريال أمووث، ورالف أنيسون للعب دور الشيطان، وفرانكو نيرو لتجسيد شخصية بابا روما، وشارك في البطولة أليكس إيسو، فرانكو نيرو، بيتر ديسوزا فيجوني، لوريل مارسدن، كورنيل جون، ريان أوجرادي.
 

لعنة الفيلم

أحاط هذا الفيلم في جزئه الأول كثير من الأقاويل والإشاعات، وقيل إن لعنة أصبت من شارك فيه، ووقعت عديد من الأحداث خلف الكواليس ومع أبطال العمل، وأشيع عن أنه الفيلم الوحيد الذي انتظر الجمهور المشاهد سيارات إسعاف نتيجة حالات الإغماء الذي سببته مشاهد الرعب والإثارة التي سيطرت على مجريات الأحداث. وادعى البعض أنهم أصيبوا بكوابيس مزمنة وشعروا بالرعب من الوجود بمفردهم مهما كانت الأماكن مألوفة.
وقد زاد من شهرة الفيلم انتشار إشاعات حول وجود لعنة وأحداث غريبة رافقت تصويره، حيث يقال إن تسعة من كادر العمل ماتوا في ظروف غامضة، كما تعرض المنزل الذي كان يجري تصوير مشاهد الفلم داخله إلى حريق هائل أحاله إلى ركام. ورغم ما أثير من ضجة وأشيع من أخبار بقي هناك بعض المشككين بواقعية القصة، ومنهم الصحافي الأمريكي مارك اوبسسنك، الذي أجرى تحقيقاته الخاصة حول القضية، وتوصل في النهاية إلى إن رونالد كان مجرد فتى مراهق يمر بمرحلة حرجة من حياته، وأنه تقمص ببراعة دور الممسوس لجلب الاهتمام إليه، أما ما أشيع حول قدراته الخارقة فقد كانت مبالغات وخرافات ضخمها الناس ولا يوجد أبدا ما يثبت حدوثها. كذلك يعتقد الأطباء النفسيون بأن جميع تصرفات الفتى رونالد يمكن تفسيرها علميا وأن حالته بأكملها لا تعدو كونها حالة نفسية.

الإيرادات

وصلت إيرادات الفيلم إلى ما يقارب 78 مليون دولار في شباك التذاكر حول العالم، منها 20 مليونا في أمريكا وحدها، وهذا يعود بطبيعة الحال إلى جدلية القصة وما رافقها من جمالية الصورة التي نجح من خلالها المخرج في تطويع التكنولوجيا والخرافيك بما يخدم موضوعه ويقدم الفيلم بهذه الطريقة الجاذبة والمؤثرة.
وبعد.. إذا كان "طارد الأرواح الشريرة" في جزئه الأول كسر القاعدة ونجح كفيلم رعب في الحصول على جائزتين أوسكار أفضل سيناريو وأفضل تسجيل صوتي، والترشح إلى سبع جوائز جولدن جولب والحصول على أربع منها، يبقى السؤال ما إذا كان الجزء الجديد من سلسلة الرعب هذه ستلقى طريقها إلى الجوائز العالمية وتحقق خرقا جديدا لم يعرفه الفن السابع من قبل؟

الأكثر قراءة