شحنات الحواسيب الشخصية تتراجع للربع الثامن .. هل انتهى الأسوأ؟
تعد سوق الحواسيب الشخصية من أهم الأسواق في صناعة التكنولوجيا، حيث تشهد هذه الصناعة تطورات متسارعة وتحولات جذرية، ويعد الحاسوب الشخصي أداة أساسية لعديد من الأفراد والشركات، إلا أنه يواجه تحديات متعددة في عصر التكنولوجيا المتقدمة، ففي الأعوام الأخيرة، شهدت سوق الحواسيب الشخصية تحولا في أنماط الاستخدام والطلب مع التطور المستمر للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، يفضل عديد من المستخدمين استخدام هذه الأجهزة لأغراض الاتصال والترفيه والعمل اليومي. هذا التحول في الاستخدام أثر في طلب الحواسيب الشخصية التقليدية.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن شركة متخصصة في بيانات سوق الكمبيوتر، فقد بلغ إجمالي شحنات الحواسيب الشخصية في جميع أنحاء العالم 64.3 مليون وحدة في الربع الثالث من 2023، ما يشكل انخفاضا بنسبة 9 في المائة مقارنة بالربع الثالث من 2022، وتمثل هذه النتائج الربع الثامن المتتالي للانخفاض في سوق الحواسيب الشخصية العالمية، إلا أن التوقعات تشير إلى بدء النمو مرة أخرى ابتداء من الربع الرابع من هذا العام.
وأشار التقرير إلى أن هناك أدلة على أن انخفاض سوق الحواسيب الشخصية وصل إلى النهاية، خاصة مع نمو الطلب الموسمي بسبب موسم التعليم، ورغم ضعف الطلب من قطاع الأعمال، إلا أن ذلك أدى إلى تعويض بعض النمو، وحققت الشركات المصنعة تقدما مستمرا في تقليل مخزون الحواسيب، ومن المتوقع أن يعود المخزون إلى الوضع الطبيعي بحلول نهاية 2023، طالما أن مبيعات مواسم الأعياد لا تنهار.
ومن حيث الحصص استمرت لينوفو في الحصول على المرتبة الأولى من حيث الشحنات بحصة سوقية بلغت 25.1 في المائة حيث شحنت 16.146 مليون جهاز، لكنها في الوقت ذاته شهدت تراجعا سنويا في شحناتها مرة أخرى بنسبة 4.4 في المائة، في الوقت نفسه، كانت إتش بي HP هي الشركة الوحيدة التي سجلت نموا سنويا بنسبة 6.4 في المائة، وبحصة سوقية بلغت 21 في المائة بشحنها 13.531 مليون جهاز، وسجلت ديل تراجعا في شحناتها للربع السادس على التوالي، وذلك نتيجة ضعف الطلب على الحواسيب الشخصية من الشركات، حيث شحنت 10.320 مليون جهاز بحصة بلغت 16.1 في المائة وبانخفاض سنوي يقدر بـ14.2 في المائة، تلتها أبل بحصة بلغت 6.266 مليون جهاز وحصة بلغت 9.7 في المائة وانخفاض سنوي قدره 24.2 في المائة.
ويمثل الجانب المشرق لشركات الحواسيب الشخصية هو أن أسوأ الأوقات قد تكون قد انتهت بحلول نهاية 2023، وأن السوق مستعدة لدورة الاستبدال التالية، وذلك بفضل ترقيات نظام التشغيل Windows 11، ويجب أن يبدأ الطلب على الحواسيب الشخصية من المستهلكين أيضا في العودة، حيث تدخل الحواسيب التي تم شراؤها خلال الجائحة مرحلة التجديد المبكرة.
ومن المتوقع أن تشهد سوق الحواسيب الشخصية نموا بنسبة 4.9 في المائة لسوق الحواسيب الشخصية عالميا في 2024، مع توقعات بالنمو في كل من قطاع الأعمال والمستهلكين.
ومن حيث المناطق، تراجعت سوق الولايات المتحدة بشكل رئيس بسبب ضعف الطلب على الحواسيب الشخصية من الشركات. ومع ذلك، تم تعويض بعض هذا الانخفاض بنمو الكرومبوك الذي يعززه الطلب على استبدالها في مؤسسات التعليم من الصف الأول حتى الصف الـ12، فيما شهدت سوق منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا تراجعا بنسبة 3.6 في المائة عن العام السابق، واستمرار الاضطرابات السياسية والضغوط التضخمية وزيادة أسعار الفائدة أدى إلى تراجع الطلب على الحواسيب الشخصية، على الرغم من أن الانخفاض في هذا الربع كان أقل حدة من الربعين السابقين.
وتواصل المؤسسات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا إعادة التوجيه لمواجهة التوقعات المضطربة للأعمال، ما يحد من الإنفاق على الحواسيب الشخصية في الشركات نظرا إلى تقليص ميزانيات الحواسيب كاستراتيجية لإدارة التكاليف، وفي الوقت نفسه، يظل الطلب من المستهلكين في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا منخفضا، حيث تتأثر جميع فئات الدخل بضغوط التضخم ومعدلات الفائدة.
وشهدت سوق آسيا والمحيط الهادئ للحواسيب الشخصية تراجعا بنسبة 13 في المائة عن العام السابق، وذلك بسبب تراجع حاد بنسبة 20 في المائة في الصين، حيث استمر إنفاق المستهلكين على الحواسيب الشخصية في الضعف بسبب قضايا البطالة، في حين تباطأ أيضا الطلب على الحواسيب الشخصية من الشركات نتيجة تقليص الإنفاق في الحكومة.
وفي الهند، تم إعلان قيود جديدة على استيراد بعض الأجهزة في أغسطس 2023 كجزء من محاولة لتشجيع التصنيع المحلي، في حين أن الإعلان الأولي تسبب في بعض الاضطرابات حيث اضطر عدة بائعين إلى تعليق الاستيرادات، إلا أن إعلانا معدلا صدر بقرار تمديد الموعد النهائي إلى نوفمبر 2023 وعادت الاستيرادات إلى حجمها الطبيعي.