ثاني أعلى تدفقات خارجة على الإطلاق .. الصناديق تعاني
عانت الصناديق المتداولة ذات الدرجة الاستثمارية في بورصات سندات الشركات ثاني أعلى تدفقات شهرية خارجة على الإطلاق في سبتمبر، حتى مع قيام المستثمرين بضخ الأموال في الشركات الكبيرة التي أصدرت الديون.
يظهر التحليل من صندوق بلاك روك صافي التدفقات الخارجة بقيمة 4.1 مليار دولار من الصناديق المتداولة في البورصات ذات الدرجة الاستثمارية – عمليات البيع التي تركزت في الأدوات المالية المدرجة في الولايات المتحدة على الرغم من أن نظيراتها المدرجة في أوروبا عانت أيضا تدفقات خارجة قيمتها 0.6 مليار دولار.
تم تجاوز هذا الرقم مرة واحدة فقط منذ أن بدأت سجلات بلاك روك، في مارس 2020 عندما بلغت التدفقات الخارجة من الصناديق المتداولة ذات الدرجة الاستثمارية 5.1 مليار دولار.
مع ذلك، ضخ المستثمرون 35.1 مليار دولار في صناديق الأسهم الأمريكية المتداولة في البورصات، وهذا يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ المسجل في أغسطس البالغ 11 مليار دولار. ومع توجيه 30.7 مليار دولار إلى انكشافات الشركات الأمريكية الكبيرة (التي تزيد قيمتها السوقية على عشرة مليارات دولار)، كانوا يضخون الأموال بشكل أساسي في كثير من الشركات نفسها التي كانت مصدرة للسندات ذات الدرجة الاستثمارية التي كانوا يبيعونها.
أشار كريم شديد، رئيس استراتيجية الاستثمار في آي شيرز، وهو ذراع صندوق بلاك روك في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، إلى أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه التدفقات الداخلة إلى الأسهم والخارجة من السندات ذات الدرجة الاستثمارية تأتي من المستثمرين نفسه.
قال شديد: "لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين أن الأموال المؤسسية نفسها هي التي تقوم بهذين الأمرين". بدلا من ذلك، أكد على الدوافع المنفصلة التي تؤثر في أجزاء مختلفة من سوق صناديق الاستثمار المتداولة في البورصات.
أشار إلى أنه بينما عانت الصناديق المتداولة في البورصات لسندات الشركات التدفقات الخارجة، فإن الصناديق المتداولة في البورصات للسندات الحكومية التي يشار إليها أيضا باسم الصناديق المتداولة "لأسعار الفائدة"، اجتذبت تدفقات داخلة قيمتها 16.9 مليار دولار.
قال شديد: "إن المستثمرين يعربون عن تفاؤلهم بشأن الأسهم الأمريكية بناء على القطاعات والمحركات الأساسية، كالذكاء الاصطناعي مثلا، واغتنام فرص العوائد في سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل، دون تحمل مخاطر ديون إضافية. وإن كلا الدافعين يمكن أن يكونا متسقين مع وجهة نظر تفيد بأن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة فترة أطول".
وأشار إلى أن السلوك الاستثماري للصناديق المتداولة في البورصات ذات الدخل الثابت كان دقيقا بشكل متزايد وأظهر دليلا على اختلاف التوقعات في الأسواق المختلفة.
مثلا، كانت هناك اختلافات ملحوظة في شراء السندات الحكومية المدرجة في الولايات المتحدة وأوروبا. حيث قال شديد: "بالنسبة إلى المستثمرين الأمريكيين، شهدنا التركيز على الواجهة الأمامية (الانكشاف لأسعار الفائدة قصيرة الأجل) بينما شهدنا في أوروبا مزيدا من المخاطرة في المدى الطويل".
أضاف: "أن هذا يشير إلى النقطة التي كنا نقولها عن زيادة استخدام الصناديق المتداولة في البورصات ذات الدخل الثابت للتعبير عن وجهة نظر أكثر استهدافا".
يتفق مع ذلك تود روزنبلوث، رئيس الأبحاث في شركة فيتا فاي الاستشارية. إذ قال إنه كانت هناك ظاهرة التحول إلى الأصول الآمنة في سبتمبر بسبب المخاوف بشأن احتمال إغلاق الحكومة الأمريكية مع تحول المستثمرين إلى الصناديق المتداولة لسندات الخزانة قصيرة الأجل مثل صندوق إس بي دي آر بلومبيرج الاستثماري لسندات الخزانة المتداولة لمدة 1-3 أشهر، الذي اجتذب تدفقات نقدية داخلة قيمتها 1.5 مليار دولار، وصندوق آي شيرز الاستثماري لسندات الخزانة المتداولة لمدة 0-3 أشهر، الذي امتص 1.2 مليار دولار.
في المقابل، كان لدى صندوق أي شيرز آي بوكس $ ذي الدرجة الاستثمارية لسندات الشركات المتداولة ذي المخاطر العالية" 1.2 مليار دولار من صافي التدفقات الخارجة.
قال: "اختار المستثمرون الاحتماء وحماية رأس المال بدلا من اغتنام فرص الدخل الإضافية". وأشار، مثلا، إلى أنه كان من الممكن أن يخرج المستثمرون من الأسهم الأمريكية، لكنهم بدلا من ذلك تحولوا نحو أسهم الشركات الأمريكية ذات القيمة الكبيرة وعالية الجودة.
أشار إم جيه لايتل، الرئيس التنفيذي لشركة تابولا إنفستمنت مانجمنت، المتخصصة في الصناديق المتداولة في البورصة للسندات، إلى حالات الاستخدام المختلفة للصناديق المتداولة ذات الدخل الثابت، مشيرا إلى أنه بإنشائهم الصناديق المتداولة للسندات، فقد أنشأ مزودو الصناديق المتداولة أدوات تسمح للمستثمرين بالتداول داخل السوق وخارجها. وعلى هذا النحو، قال: "يمكن استخدام الصناديق المتداولة للسندات ذات الدرجة الاستثمارية للتعبير عن وجهة نظر".
كما شهدت الصناديق المتداولة ذات العائد المرتفع وديون الأسواق الناشئة تدفقات خارجة بقيمة 1.8 مليار دولار و1.5 مليار دولار على التوالي، وفقا لبيانات بلاك روك.
رغم الكميات الكبيرة من الأموال التي دخلت إلى الصناديق المتداولة في البورصة ذات الدخل الثابت في سبتمبر وخرجت منها، إلا أن روزنبلوث قال إن الإقبال على المنتجات مستمر في الاتساع.
قال: "تمثل الصناديق المتداولة ذات الدخل الثابت في الولايات المتحدة أكثر من 40 في المائة من صافي التدفقات الداخلة منذ بداية العام حتى تاريخه، رغم أنها تدير 20 في المائة من الأصول. المستقبل مشرق للغاية".