شركات البث والاستوديوهات تعمل على إحياء الأفكار القديمة
عاد كتاب هوليوود إلى العمل هذا الأسبوع وهم يشعرون بالسعادة، بشأن عقدهم الجديد بعد خمسة أشهر شديدة الحرارة على خطوط الاعتصام. إذا تمكن الممثلون المضربون من التوصل إلى اتفاق مع الاستوديوهات في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين، كما يأمل كثيرون، فستشرق الأضواء الكاشفة الغامرة قريبا على تينسلتاون "هوليوود" مرة أخرى.
لكن من المرجح أن يكون أي احتفال في هوليوود قصير الأجل. حيث لا يزال يتعين على شركة ديزني وغيرها من الاستوديوهات التقليدية أن تحقق أرباحا في خدمات البث المباشر الخاصة بها، كما أن أعمالها التلفزيونية التي كانت قوية ذات يوم تشهد تراجعا حادا اليوم.
بالنسبة إلى الكتاب والممثلين، فإن خفض التكاليف من قبل الاستوديوهات يعني أنه رغم أنهم سيكسبون مزيدا من عقودهم الجديدة، فمن المحتمل أن يكون هناك عدد أقل من العروض التي تحصل على الضوء الأخضر مما كان عليه خلال "ذروة التلفزيون"، وهي الفترة التي بدأت نحو عام 2009 ويبدو أنها انتهت هذا العام.
قال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في هوليوود "لقد أبلى الكتاب بلاء حسنا حقا" في المفاوضات بشأن العقود. لكنه أضاف أنه ستكون هناك "تداعيات" للصفقة.
وقال المسؤول التنفيذي "ستكون شركات البث أكثر تحفظا فيما يتعلق بميزانياتها. سيكونون أكثر تحسبا للتكلفة، وسيقومون بتطوير محتوى أقل".
حصل الكتاب على أجور أعلى في جميع المجالات في اتفاقياتهم الجديدة لمدة ثلاثة أعوام، إضافة إلى إمكانية كسب ريع من برامج البث الناجحة. إجمالا، ستكلف الحزمة الجديدة مبلغا إضافيا قدره 233 مليون دولار سنويا، وهو أقل من المبلغ الذي كانوا يسعون إليه الذي يبلغ 429 مليون دولار، لكنه أعلى بكثير من العرض الأولي من الاستوديوهات. من المؤكد أن العقد الجديد للممثلين سيضيف مزيدا من التكاليف إلى الاستوديوهات.
يصر أعضاء كلتا النقابتين على أن الاستوديوهات قادرة على تحمل الزيادات في الأجور رغم الرياح المعاكسة التي تشهدها الصناعة. ويشيرون إلى الأجور المرتفعة التي يتقاضاها التنفيذيون وسجلات الربحية طويلة الأجل للشركات، كدليل على قدرتها على الدفع.
لكن بعد ضخ مليارات في البث المباشر، تتعرض الاستوديوهات لضغوط للحفاظ على الحد من الإنفاق على المحتوى. حتى شركة نتفليكس ظلت تحافظ على ميزانيتها ثابتة عند نحو 17 مليار دولار منذ عام 2021.
الفرق هو أن شركة نتفليكس تجني الأموال، على عكس خدمات البث التي أطلقتها استوديوهات مثل والت ديزني، وإن بي سي يونيفرسال التابعة لشركة كومكاست وباراماونت. أعلنت شركة وارنر بروز ديسكفوري أن أعمال البث المباشر الخاصة بها حققت ربحا هذا العام، لكن عملية البث المباشر لشركة ديزني خسرت أكثر من 11 مليار دولار منذ إطلاقها عام 2019. ولا تتوقع أن تحقق الشركة أرباحا حتى العام المقبل.
في ظل الاندفاع لتحقيق الربحية، قامت معظم خدمات البث المباشر برفع الأسعار، بل إنها أدخلت الإعلانات، وهي فكرة كانت في السابق من المحرمات في الأعمال التي كان من المفترض أن يتم دفعها عبر الاشتراكات الآخذة في الارتفاع باستمرار. لكن فجأة يبدو أن الأفكار القديمة حول كيفية جني الأموال من التلفزيون قد عادت إلى الظهور.
تتضمن الاستراتيجيات القديمة التي تعود للاستخدام، شركات البث المباشر بترخيص البرامج لبعضها بعضا، ما يسمح للشبكة الأصلية بمواصلة جني الأموال من البرامج بعد بثها الأولي. ومن المحتمل أيضا حدوث مزيد من الارتفاعات في الأسعار بالنسبة إلى بعض خدمات البث، بما في ذلك نتفليكس.
ثم هناك إلغاء العروض باهظة الثمن أو ذات الأداء الضعيف. يبدو أن شركات على البث المباشر كانت قاسية بشكل خاص بشأن خفض البرامج في الأشهر الأخيرة، حيث قامت شركة هولو بإلغاء برنامج ذا جريت وإنهاء خدمة ماكس التابعة لشركة وارنر برنامج ويننج تايم بعد موسمين فقط.
كما كانت هناك مناقشات حول خطوة أكثر تطرفا بكثير، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من خيارات الانغماس في عادة تكاد تكون مرادفة للبث المباشر: المشاهدة بنهم. كانت شركة إتش بي أوه رائدة في هذا الصدد، حيث أصدرت حلقات أسبوعية منتظمة من البرامج الشهيرة مثل وايت لوتس، وصكسشين وويننج تايم.
قال المسؤول التنفيذي "هل ستقول بعض شركات البث هذه: مهلا، نحن نهدر كل عروضنا الناجحة في الوقت نفسه. هل سيبدأ البعض في بث برامجه بطريقة مختلفة، وهل يعني ذلك أنها لن تضطر إلى تقديم العدد نفسه من البرامج؟".
مع عودة رواج ترشيد الإنفاق إلى ساحة هوليوود، يبدو أنها فكرة لديها فرصة للحصول على الضوء الأخضر.