بيريت من "بلايد" لرواد الأعمال: تحدث إلى كل شخص يمكنك التحدث إليه

بيريت من "بلايد" لرواد الأعمال: تحدث إلى كل شخص يمكنك التحدث إليه

في يناير عام 2020، وافق زاك بيريت على ما بدا كصفقة العمر. كان ينوي بيع شركته الناشئة في وادي السيليكون بلايد إلى شركة فيزا مقابل أكثر من خمسة مليارات دولار، ليحقق ثروات لنفسه، وموظفيه ولائحة من المستثمرين الكبار. لكن الجائحة العالمية والحكومة الأمريكية سرعان ما قلبتا خططه رأسا على عقب.
فسخت بلايد وفيزا الاتفاقية بسبب تدقيق مكافحة الاحتكار من قبل الجهات التنظيمية بعد 12 شهرا من الموافقة عليها. في هذه الأثناء، عززت أزمة كوفيد - 19 أعمال شركة بلايد، حيث اعتمد العملاء العالقون في المنزل بشكل متزايد على نوع الخدمات المصرفية الرقمية التي ساعدت الشركة على تسهيلها.
يتيح بنك بلايد للعملاء ربط حساباتهم المصرفية بتطبيق خارجي ومشاركة البيانات المطلوبة، سواء أكان ذلك مع مقرض رهن عقاري عبر الإنترنت، أو تطبيق لتحويل الأموال أو منصة تداول رقمية. في المقابل، تدفع تطبيقات التمويل هذه رسوما لشركة بلايد.
وبحلول أبريل عام 2021، كانت الشركة قد أغلقت جولة تمويل قيمتها بمبلغ 13.4 مليار دولار، أي أكثر من ضعفي السعر الذي خططت شركة فيزا لدفعه. وبالنظر إلى الوراء، يصف بيريت الأشهر الـ18 التي اتخذ فيها قرارا ببيع الشركة التي أمضى نحو عشرة أعوام في بنائها، ثم تراجع عنها بينما كان يجتاز بداية الجائحة بأنها "أصعب فترة في حياتي إلى الآن".
وقال الرجل البالغ من العمر 35 عاما، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة بلايد منذ أن أسسها عام 2013 مع زميله ويليام هوكي: "لقد تعلمت كثيرا من الأشياء".
كان التحدي الكبير يتمثل في التوفيق بين النمو السريع في الأعمال وحالة عدم اليقين لدى الموظفين، الذين يتعاملون بالفعل مع أزمة صحية، بشأن ما إذا كانت صفقة شركة فيزا ستمضي قدما.
وأوضح بيريت أنه أدرك أن الحاجة إلى التواصل – وفي بعض الأحيان "الإفراط في التواصل" – أمر بالغ الأهمية لتجاوز هذه الفترة من الاضطراب. لقد أطلق قاعات مدينة على مستوى الشركة مرتين أسبوعيا حيث يمكن للموظفين طرح أي أسئلة لديهم.
وقال بيريت: "هناك أوقات يحتاج فيها فريقك للسماع منك كل يوم. إنهم بحاجة إلى قائد في المقدمة والوسط. الأمور تتغير بسرعة كبيرة. إنهم بحاجة إلى التوجيه ويحتاجون لاتخاذ قرارات واضحة حقا".
وأضاف: "بينما قد يعد البعض ذلك بأنه ليس الطريقة الأكثر كفاءة للقيادة، فإنه بالنسبة لنا كان الأفضل على الإطلاق. كان الحفاظ على تركيز الفريق على الأشياء الصحيحة والإجراءات التي يتعين عليهم اتخاذها عبر الإفراط في التواصل في تلك الفترة هو القرار الصحيح تماما".
وكان من الأمور الحاسمة وضوح أن هدف الشركة -"إضفاء الطابع الديمقراطي على الخدمات المالية عبر التكنولوجيا"- لم يتغير. قال بيريت: "بالكاد تتغير المهمة. لكن، قد يتم تعديل الأهداف بناء على حقيقة حدوث كوفيد. أو حقيقة أن لدينا صفقة لن تتكلل بالنجاح".
نشأ بيريت في بلدة كليمونز في ولاية نورث كارولينا، التي وصفها بأنها "معزولة". وهناك رأى عدم كفاءة الصناعة المصرفية في الولايات المتحدة، مع ابتعاد الجيران عن حفنة صغيرة من المقرضين المحليين في البلدة.
وذكر: "كان عليهم أن يقودوا السيارة لمدة ساعة أو أكثر إلى مدينة كبيرة فقط... لمحاولة الحصول على قرض عقاري أو قرض لشراء سيارة".
بعد تخرجه من جامعة ديوك عام 2010 وحصل على درجات علمية في الكيمياء والأحياء، عمل في وظيفة استشارية لدى شركة باين أند كو، حيث التقى هوكي.
وعن طريق العمل مع المؤسسات المالية، حدد الرجلان أن هناك طلبا لم تتم تلبيته لمساعدة المستهلكين على إدارة حياتهم المالية بشكل أفضل، وفي عالم أحدثت فيه أجهزة الآيفون ثورة في جميع جوانب الحياة اليومية تقريبا، ظلت الخدمات المصرفية والمالية على حالها بشكل عنيد.
عندما أسسا شركة بلايد عام 2012، في البداية في نيويورك قبل الانتقال لاحقا إلى سان فرانسيسكو، كان ذلك بعد وقت قصير من حركة احتلوا وول ستريت. وقال بيريت: "ظهرت مشاعر مفادها أن المستهلكين محبطون من نوعية وانتشار المنتجات المالية التي تمكنوا من الوصول إليها".
وبعد إنشاء عدد قليل من تطبيقات التمويل الاستهلاكي التي لم يتم إطلاقها مطلقا، قررا التركيز على البنية التحتية الفنية التي يمكن أن تمكن تطبيقات التكنولوجيا المالية الناشئة الأخرى من التفاعل مع الحسابات المصرفية لعملائهم.
كان بيريت يتوقع في البداية أن يبيع هذا البرنامج للبنوك نفسها، لكن المقرضين أبدوا اهتماما ضئيلا بمساعدة أطراف ثالثة على بيع المنتجات لعملائهم. لذلك بدأت شركة بلايد في العمل مع شركات التكنولوجيا المالية. أصبح تطبيق فينمو، الشهير لتحويل الأموال، أحد عملائه الرئيسين الأوائل، وأصبح لدى شركة بلايد الآن أكثر من ثمانية آلاف عميل، من بينهم باي بال، وشوبيفاي وجوجل.
تشارك شركة بلايد البيانات إما عن طريق الربط بالحساب البنكي للعميل عبر واجهة برمجة التطبيقات التي تم تصميمها للسماح لموقعين على الويب بالتواصل بسهولة مع بعضهما، أو عن طريق تسجيل الدخول إلى حساب مصرفي وجمع البيانات الضرورية.
واجتذبت عملية "جمع المعلومات عبر الإنترنت" هذه التدقيق القانوني والانتقادات من عدد من المصرفيين، بما في ذلك جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان تشيس.
بالنسبة لبيريت، كان الأمر عبارة عن توازن دقيق بين اثنين من أصحاب المصلحة، مع استمرار الوصول إلى المنصات المصرفية المهمة لشركة بلايد. ومرة أخرى، أشار إلى أن التواصل كان أمرا حيويا.
وأضاف: "لم يغب عن بالنا أن السماح للمستهلكين بربط حساباتهم المصرفية بتطبيقات أخرى يمكن أن يولد منافسة لبنك معين. لكن على الجانب الآخر، ما نراه في الواقع هو أنه في كثير من الأحيان عندما يربط المستهلك حسابه المصرفي بشيء جديد، فإنهم في الواقع أكثر ولاء للبنك الأول الأساسي".
تعد شركة بلايد الآن كثيرا من البنوك الكبيرة كعملاء ومستثمرين، بما في ذلك أذرع إدارة الأصول في بنكي جيه بي مورجان، وجولدمان ساكس وشركة أمريكان إكسبريس.
بعد فشل عملية البيع لشركة فيزا، استفادت شركة بلايد من نموها السريع خلال الجائحة عبر تأمين تمويل جديد بقيمة 425 مليون دولار من المستثمرين من ضمنهم "ألتيميتر كابيتال مانجمنت" و"سيلفر ليك بارتنرز" و"ريبيت كابيتال".
ومنذ ذلك الحين، انقلبت البيئة مرة أخرى بحيث انخفضت تقييمات التكنولوجيا المالية مع رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة لمكافحة التضخم. بالنسبة لـ"بلايد"، كان ذلك يعني كبح جماح بعض المشاريع، بما في ذلك أجزاء من توسعها الدولي. وخفضت الشركة 20 في المائة من قوتها العاملة في ديسمبر.
اعترف بيريت قائلا: "في هذه الحالة، لقد تقدمنا بضعة خطوات، وهذه حقيقة تصعب مواجهتها".
مع ذلك، فهو لا يزال مقتنعا بأن البقاء كشركة مستقلة خلال الوباء، والاستفادة من النمو الذي جلبه، كان أفضل طريق.
وهو الآن يعطي الأولوية لطرح عام أولي محتمل لـ"بلايد"، بدلا من محاولة بيع آخر. "نحن لسنا في عجلة من أمرنا للوصول إلى هناك. لكن هذا هو الاتجاه بالتأكيد".
إلى أي رائد أعمال يفكر في بيع أعماله، يقدم بيريت نصيحة واحدة: "تحدث إلى كل شخص يمكنك التحدث إليه. إذا كان الناس يفكرون في عمليات استحواذ كبيرة، آمل أن يتصلوا بي. سأكون سعيدا بالمساعدة".

الأكثر قراءة