اضغط زر الغفوة وأكمل نومتك

اضغط زر الغفوة وأكمل نومتك

عندما يرن المنبه في السادسة صباحا، وأبحث بعينين نصف مفتوحة عن المكملات الصحية المريبة التي استدرجت لشرائها على "إنستجرام"، لا يبدو ذلك كأنه طريق للنجاح في الحياة. إنه شعور سيء للغاية في الواقع.
تخيل مدى سعادتي عندما علمت أن دراسة جديدة تشير إلى فوائد صحية حقيقية يمكن اكتسابها من النوم حتى السابعة صباحا (على الأقل). الاستيقاظ عندما تكون السماء مضيئة بالفعل، وممارسة الرياضة في وقت صباحي يناسبك - كل هذا يبدو معقولا جدا لدرجة يصعب تصديقها. مع ذلك، وفقا لبحث نشر أخيرا في مجلة أوبيسيتي، يبدو أن ممارسة التمارين الرياضية بين السابعة والتاسعة صباحا في حالتي، عد تسعة آلاف خطوة من وإلى جلسات السباحة في الهواء الطلق - هي مفتاح الحفاظ على رشاقة الجسم.
آمل أن يؤدي وقت التمرينات الصباحية المثالي هذا، أخيرا، إلى إضعاف هيمنة المتطرفين، ونادي "المستيقظين مبكرا" من المديرين التنفيذيين وغيرهم من المجتهدين الذين يستيقظون في عز الليل للتحرك والتأمل والتبصر. إنني أدرك أن منبهي لا يزال مبكرا، ولولا وظيفتي اليومية لكنت سأبقى في السرير وأسبح لاحقا، لكن وقت الفجر تقريبا يبدو عاديا بشكل إيجابي أمام نظام التمارين الذي يتبعه البشر الخارقون.
تستيقظ مجموعة من هؤلاء المديرين التنفيذيين، والأشخاص الذين يجرون التجارب البيولوجية على أنفسهم لتغيير أجسامهم، و"قادة الفكر" في الرابعة صباحا أو نحو ذلك. يضم هذا النادي جيمي ديمون من جيه بي مورجان، وتيم كوك من أبل، وميشيل أوباما من مؤسسة كي نوت نير يو. من المطمئن أن الرجل الذي عده ملك محسني الصحة، مقدم البودكاست والأستاذ في جامعة ستانفورد أندرو هوبرمان، يستيقظ في وقت معقول بالنسبة إلى مؤثر في مجال الصحة: بين الساعة 5.30 و6.30 صباحا. وفي بعض الأحيان، إذا لم يشعر بالراحة، فإنه يبقى في السرير بعد ذلك لأداء بعض تمارين يوجا نيدرا– ورغم أن كلمة "أداء" هي كلمة قوية لهذا الشكل الخفيف من اليوجا الذي يمكن بسهولة الخلط بينه وبين النوم.
إن الوضع حتى الآن جيد، لكن هناك أخبارا أكثر مرحب بها لمن يستيقظون في وقت متأخر. تبين أن الاستيقاظ مبكرا جدا يجعلك غير أخلاقي. جملتي معادة صياغتها قليلا من بحث ملخص في مجلة هارفارد بزنس ريفيو منشور في 2014 يحمل عنوانا مذهلا: "المستيقظون مبكرا أقل أخلاقية في الليل". إنه يوضح أن "طيور القبرة" هؤلاء - الناس الذين يستيقظون مع الفجر بشكل طبيعي (أو ربما بشكل غير طبيعي؟) يصبحون غير أخلاقيين بشكل أكبر في اتخاذ قراراتهم مع مرور اليوم. لذا، سؤالي هو: لم المخاطرة؟
وبسبب فوائد ممارسة الرياضة في وقت متأخر، قد يشعر الأشخاص الذين يستيقظون باكرا الآن بأنهم مجبرون على تأخير الجري. يمكن للآباء من بينهم بدلا من ذلك استخدام ساعات ما قبل الفجر لمساعدة أولادهم، الذين يميلون إلى الاستيقاظ في وقت مبكر مثل شخص مؤثر في منصة تيك توك يتبع جدول "الساعة الخامسة حتى التاسعة صباحا" قبل العمل. إن الالتزام بنظام صباحي صارم لطالما انطوى على تمييز جنساني وامتياز: فهو يشير إلى أن لديك شخصا آخر، سواء كان زوجا أو خادما مدفوع الأجر، يقوم بنوبة الرعاية في المنزل. (لن أتوقف أبدا عن التعجب من الروتين الصباحي الأناني، أنانية مذهلة للرجال الذين نصبوا أنفسهم على أنهم ناجحون - وهم دائما تقريبا رجال - على لينكد إن).
حتى بالنسبة إلى الذين لا يستيقظون عند الفجر على صراخ الأولاد، هناك خطر خفي آخر في هوس الاستيقاظ في الرابعة صباحا: عدم الحصول على قسط كاف من النوم. لا تهم مشروبات البروتين المخفوقة والتعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر، فالبداية المبكرة جدا تحرمنا من الشيء نفسه الذي يمنحنا أكبر قدر من الفوائد الصحية والفطنة في مكان العمل. وجدت إحدى الدراسات أن تقييد النوم بأربع إلى ست ساعات في الليلة لمجموعة أشخاص لمدة تزيد على 14 يوما أدى إلى "عجز كبير في الأداء المعرفي في جميع المهام". ورصد مشروع بحثي آخر ضعفا في الذاكرة طويلة المدى لدى المحرومين من النوم.
ومن أجل الاستفادة استفادة قصوى النوم، كل ما أريده في الكريسماس هو حمام ثلجي في الفناء الخلفي (وهو في الأساس برميل قابل للنفخ وباهظ الثمن) حتى أتمكن من الاستمتاع ببعض الانغمار في الماء البارد على بعد أمتار فقط من غرفة نومي. فقط بعد السابعة صباحا بالطبع. لذا، إذا كانت عائلتي تقرأ هذا العمود، فانتبهوا: إنها ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورية لصحتي.

الأكثر قراءة