المحليات الصناعية .. الجدل الصحي الذي لن يزول
عندما قررت دانا سمول، أستاذة في الطب النفسي في جامعة ييل، دراسة تأثير المشروبات المحلاة صناعيا على الدماغ والأمعاء، توصلت إلى اكتشاف مذهل. لم يظهر على المشاركين في دراستها الذين تم إعطاؤهم مشروبات تحتوي على السكرالوز، وهو محل صناعي شائع، أي آثار سلبية. لكن المجموعة التي أعطيت المشروب نفسه لها مع إضافة شكل سائل من الكربوهيدرات -المقصود منها أن تكون مجموعة مراقبة للدراسة الرئيسة- أظهرت علامات على ضعف التمثيل الغذائي، ما قد يجعلها عرضة لمشكلات مثل زيادة الوزن وعدم تحمل الجلوكوز.
واصفة هذه النتيجة غير المتوقعة بأنها "دليل دامغ"، قالت سمول: إن الدراسة تشير إلى أن نصح مرضى السكري بشرب "دايت كولا" يمكن أن يضر أكثر مما ينفع إذا تناولوها مع أطعمة أخرى مثل البطاطس المقلية.
أضافت دراستها، التي نشرت عام 2020، إلى مجموعة متزايدة من الأعمال التي تتحدى وجهة النظر السائدة منذ فترة طويلة بأن المحليات توفر وسيلة لإشباع الرغبة الشديدة في تناول السكر مع تجنب مخاطره الموثقة جيدا.
لكنها تؤكد مدى عدم فهم العلماء بشكل كامل التأثير الفسيولوجي للأنواع المتعددة من المحليات التي أصبحت منتشرة في الأطعمة والمشروبات على رفوف محال السوبرماكت.
بالنسبة لسمول، التي تعمل الآن في جامعة ماكجيل في كندا، فإن عدم اليقين في حد ذاته سبب للحذر. وتقول: "إننا نعرف ما يكفي لنعرف أننا لا نعرف ما يكفي. لذا أعتقد أن مشاعر الأمان حول المحليات الصناعية ليس لها ما يبررها".
يفرض هذا التحول في التفكير تحديات أمام العلماء، وصناع السياسات والمصنعين أثناء تكيفهم مع الأبحاث الناشئة، وتوقعات المستهلكين واهتماماتهم المتغيرة.
واكتسبت التساؤلات حول تأثير المحليات الصناعية إلحاحا جديدا في عصر أصبحت فيه رغبة الشركات المصنعة في خفض التكاليف، إلى جانب موجة من الضرائب على السكر حول العالم، دفعت شركات الأغذية والمشروبات إلى استبدال المحليات بالسكر في آلاف أنواع المشروبات، والحلويات، والمخبوزات والأطعمة المعالجة.
تاريخ مثير للجدل
ظلت علامات الاستفهام حول السلامة تلاحق المحليات الصناعية تقريبا منذ أن بدأ الإنتاج التجاري للسكرين عام 1886. ووصلت الأمور إلى ذروتها عام 1977 عندما ربطت دراسة كندية بين السكرين وأورام المثانة لدى الفئران. ورغم معارضة الصناعة بشدة لهذه النتائج، إلا أن الولايات المتحدة أبقت المكون على قائمة المواد المسرطنة المعروفة حتى عام 2000.
لكن في مايو، عادت قضية السلامة إلى الظهور عندما أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم استخدام المحليات الخالية من السكر لدعم فقدان الوزن أو الحفاظ على مستويات صحية من الجلوكوز في الدم. وبناء على مراجعة الدراسات الحالية، أشارت المنظمة إلى أدلة تشير إلى "احتمال وجود آثار غير مرغوب فيها من الاستخدام طويل الأمد للمحليات الخالية من السكر، مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والوفيات لدى البالغين".
وفي يوليو، أضافت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي جزء من منظمة الصحة العالمية، إلى مناخ القلق عندما خلصت إلى أن أحد المحليات المستخدمة بكثرة، الأسبارتام، "من المحتمل أن يكون مسببا للسرطان لدى البشر".
يقول جوثام سويز، أستاذ مساعد في كلية بلومبيرج للصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز وباحث رائد في هذا المجال: إنه في الماضي "كان من الصعب القول بإن المحليات هي المسببة لهذه الحالات، بدلا من القول إن الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بهذه الحالات يتناولون المحليات".
ومع ذلك، فإنه يعتقد أن العمل الذي قام به وآخرون قدم دليلا قاطعا على تأثيرها المدمر المحتمل. وهو يشير إلى دراسة قادها العام الماضي وجدت أن أربع محليات مختلفة كل منها تغير بكتيريا الأمعاء لدى أولئك الذين تناولوها. واستطاع ربط هذه التغيرات في الميكروبيوم -نحو 100 تريليون ميكروب تعيش داخلنا- باضطراب الجلوكوز في الدم.
ويشير إلى أن التداعيات قد تكون أوسع نطاقا. "إننا نعلم أن الميكروبيوم المعوي يقوم بوظائف عديدة في الصحة الأيضية وتكون السرطان، لذا فهذا خطر".
ويتساءل دوان ميلور، كبير زملاء التدريس وخبير التغذية في كلية أستون للطب في المملكة المتحدة، عن مدى أهمية التغييرات التي لوحظت في دراسة سويز. ويشير إلى أنه في معظم النواحي، عادت حالة الميكروبيوم في الأشخاص الخاضعين للاختبار إلى وضعها الطبيعي بسرعة كبيرة بعد أن توقفوا عن تناول المحليات.
ويقول ميلور: "أهميته السريرية غير معروفة لأنها ذات تأثير بسيط. لن يحول شخصا من عدم الإصابة بمرض السكري إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني".
ولا يقتصر الأمر على أضرار المحليات الصناعية فحسب، بل قد تكون فوائدها مبالغا فيها، كما يقول: "لها تأثير، لكنها ليست بلسما غذائيا سحريا. أعتقد أننا وصلنا الآن إلى نقطة في التغذية ندرك فيها أنه لا ينبغي لنا أن نعتمد على شيء واحد لمحاولة حل مشكلاتنا الغذائية".
ومعترفا بأن كثيرا من الدراسات تمخضت عنها أدلة متضاربة، حيث أظهر بعضها أن المحليات يمكن أن تؤثر بشكل ضار على الصحة، بينما تشير دراسات أخرى إلى تأثير محايد، أو حتى مفيد، يقول سويز: "الإجابة المختصرة هي أننا نعتقد أن الأمر يعتمد على الحالة الشخصية".
لقد أثبت بحثه أن التركيبة الفردية للميكروبيوم الخاص بكل شخص قد تجعله أكثر أو أقل عرضة للآثار الضارة للمحليات، وهي نتيجة يتم استكشافها بشكل أكبر ليس فقط من خلال مختبره الخاص، بل من قبل باحثين آخرين.
توافق سمول على أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، لكن اقتناعا منها بنتائج دراستها، اتخذت بالفعل خطوات لحماية صحة أسرتها. لا تزال تستمتع أحيانا بتناول مشروب دايت كولا، لكنها من المؤكد أنها تترك فجوة لساعات عدة قبل تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات. كما أنها لا تسمح لابنها الصغير باستهلاك الأطعمة التي تحتوي على المحليات الاصطناعية، وهو الحظر الذي أصبح فرضه أكثر صعوبة من أي وقت مضى مع إضافة الشركات المصنعة لهذه المكونات إلى مجموعة واسعة من المنتجات في محاولة لخفض التكاليف والسعرات الحرارية.
وتضيف: "توجد المحليات الصناعية في أكثر من ثلاثة آلاف نوع من الأطعمة، وقد أصبح الأمر أسوأ بسبب وجود ضغوط لتناول سعرات حرارية أقل، لكن أيضا أن المحليات الصناعية أرخص من السكر".
وجدت دراسة أجرتها ناتاليا ريبوليدو، الباحثة في مركز أبحاث البيئات الغذائية والوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية في تشيلي، أنه بعد أن أدخل البلد قواعد تفرض لوائح أكثر صرامة على الإعلان ووضع العلامات على الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكر، زادت مشتريات المشروبات التي تحتوي على المحليات.
وتقول ريبوليدو إن دراسة أجرتها مع زملائها في جامعة نورث كارولينا أظهرت أن البالغين والأطفال، وليس البالغين فقط، زادوا من تناولهم للمحليات، خاصة السكرالوز ومحلي ستيفيا الطبيعي، وهو تطور يحتمل أن يكون مقلقا نظرا لعدم اليقين بشأن كيفية تأثير هذه المنتجات على نمو الأجسام والأدمغة.
وتضيف أنه كنتيجة جزئية للتجربة التشيلية، عندما أدخلت المكسيك والأرجنتين في وقت لاحق قيودهما الخاصة، فرضتا أن بعض المنتجات ينبغي أن تتضمن ملصقا تحذيريا يقول إن "هذا المنتج يحتوي على محليات ولا يوصى به للأطفال".
لكنها لا تعتقد أن الشكوك التي تثار حول المحليات ينبغي أن تردع البلدان الأخرى عن تنفيذ تدابير تهدف إلى الحد من استهلاك السكر، حيث إن الدليل على الضرر المحتمل للأطفال والارتباط بالسمنة، والسرطان والسكري "واضح للغاية".
وفي المقابل، فإن الأدلة حول المحليات بدأت تظهر للتو. وتقول: "أعتقد أنه ينبغي أن نمضي قدما بحذر. الأمر لا يشبه القول، "أوه، لا ينبغي لنا تنظيم السكر". أعتقد أنه يتعين علينا تنظيم السكر والاستمرار في تنظيمه. لكن في الوقت نفسه علينا مواصلة مراقبة ما يحدث مع المحليات أيضا.
الصناعة غير المضطربة
رغم الغموض حول تأثيرات هذه البدائل، فإن الحملة على السكر كانت بمنزلة نعمة للشركات التي تنتج المكونات (بما في ذلك المحليات) لمصنعي المواد الغذائية، مثل شركتي تيت آند لايل وإنجريديون، إلى جانب شركات كارجيل وأرتشر دانيالز ميدلاند، التي تعرف بشكل أفضل بأعمالها في مجال المعالجة والتجارة.
إضافة إلى تزويد الشركات بالمكونات الأساسية، تقدم شركتا تيت آند لايل وإنجريديون خدمات لمساعدة الشركات على إعادة صياغة الوصفات – على سبيل المثال، لتقليل محتوى الملح، أو السكر أو الدهون في المنتج. قامت شركة كادبوري بتكليف شركة تيت آند لايل بتخفيض محتوى السكر في لوح شوكولاتة ديري ميلك الرائد الخاص بها بنسبة 30 في المائة من أجل تجربة في المملكة المتحدة.
تقول كافيتا كارنيك، الرئيسة العالمية للتغذية في شركة تيت آند لايل: إنه لا توجد أدلة كافية تربط بين المحليات والآثار الصحية الضارة. وتقول: "المحليات واحدة من أكثر المكونات التي تخضع للفحص الدقيق في العالم. إننا ندرس السكرالوز منذ أكثر من 30 عاما... لقد كان موجودا في السوق منذ 30 عاما (مع هذا) دون مشكلة حقيقية واحدة".
كانت شركة تيت آند لايل في الأصل شركة لتكرير السكر، لكنها باعت هذا المجال من أعمالها عام 2010 لتصبح شركة مكونات. أحد منتجاتها الرئيسة هو سبليندا، أو السكرالوز، وهو أحلى 600 مرة من السكر وتم تعديله مصادفة في مختبر الشركة من السكروز عام 1976.
وردا على الأبحاث التي أجراها سويز وآخرون، تقول كارنيك: إن المحليات التي تنتجها الشركة تستخدم بجرعات صغيرة جدا بحيث لا يكون لها تأثير يذكر على صحة الأمعاء البشرية. وتضيف: "مقارنة بالكمية الهائلة من الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الأمعاء لديك، فبالكاد لها تأثير يذكر. إنها واحدة من قصص الرعب".
أحد المبررات الشائعة للمحليات هو أنها لا غنى عنها عندما يتعلق الأمر بالتحكم بمرض السكري من النوع الثاني والسمنة. وبالمقارنة بـالسكر، توفر المحليات منخفضة السعرات الحرارية استجابات أفضل لجلوكوز الدم والأنسولين في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري.
وتقول الرابطة الدولية للمحليات، التي تمثل الشركات التي تستخدم المحليات بكثافة مثل بيبسيكو، وتيت آند لايل، وكارجيل ومارس ريجلي: "في الوقت الذي تظل فيه السمنة والأمراض غير المعدية... من التحديات الصحية العالمية الرئيسة، توفر المحليات منخفضة السعرات الحرارية أو الخالية منها للمستهلكين خيارات بديلة آمنة لتقليل تناول السكر والسعرات الحرارية وخطر تسوس الأسنان".
وتضيف فرانسيس هانت وود، الأمين العام للجمعية: "قبل الموافقة على استخدامها في الأسواق، خضعت جميع المحليات المنخفضة أو الخالية من السعرات الحرارية، بغض النظر عن مصدرها، لتقييم سلامة شامل من قبل السلطة التنظيمية المختصة".
ومن منظور الصحة العامة، يقول أنصار المحليات: إنه من غير الواقعي أن نتوقع من الناس تجنب الأطعمة والمشروبات عالية التحلية تماما. تقول كارنيك: "إنك تطلب منهم أن يشربوا الماء أو أن يشربوا سكرا كاملا. وهذا لا يبدو أنه حل جيد للصحة العامة".
لكن مع نشر مزيد من الأبحاث التي تحذر من الآثار الصحية للمحليات المنخفضة والخالية من السعرات الحرارية، بدأت الشركات التي تعتمد عليها بشكل كبير لتقليل السكر في التوجه إلى البدائل.
ففي عام 2015، قامت شركة بيبسي بإزالة الأسبارتام من مشروب دايت بيبسي واستبدلته باليستيفيا بعد مخاوف المستهلكين بشأن آثاره، وبعد انخفاض مطرد في مبيعات مشروب الحمية. لكن إعادة الصياغة فشلت في منع حدوث مزيد من الانخفاض في المبيعات، وأعادت شركة المشروبات والوجبات الخفيفة العملاقة تقديم المحلي بعد عام.
يقول أليكس سلون، المحلل في بنك باركليز: إن العناوين الرئيسة حول الأسبارتام والمحليات الأخرى "لم تكن جيدة للمعنويات"، لكن الشركات ليست قلقة بشأن التنظيم. وبدلا من ذلك، تقوم الشركات المصنعة بالتحوط ضد تصور المستهلك السلبي للمحليات عبر التحول إلى المحليات "الطبيعية".
ويقول: "إذا كنت شركة تصنيع تفكر في تطوير منتج جديد أو إعادة صياغته، فمن المرجح أن تستخدم ستيفيا أو فاكهة الراهب، بدلا من الأسبارتام. من وجهة نظر المستهلك، ينظر إلى الأشياء المشتقة من الطبيعة على أنها صحية أكثر".
رغم تأهيلها كمحليات "طبيعية"، تصر الشركات المصنعة على أنه من منظور سلامة الأغذية لا يوجد فرق بين المحليات منخفضة السعرات الحرارية "الطبيعية" و"الاصطناعية" - الفرق الوحيد هو مواقف المستهلكين. يقول كارنيك: "إن التصور السائد هو أن المواد الطبيعية أفضل، لكن التوجيهات لا تميز".
ومع ذلك، أعادت شركة تيت آند لايل تركيز استثماراتها وأبحاثها وتطويرها على نبات ستيفيا استجابة لطلب العملاء. وأبلغت شركة إنجريديون عن زيادة في الاهتمام بإعادة التركيب باستخدام ستيفيا بعد قرار منظمة الصحة العالمية بشأن الأسبارتام. إن نحو 90 في المائة من أعمال شركة إنجريديون في مجال تقليل السكر هي ستيفيا.
تزامنت التساؤلات حول سلامة المحليات مع توجه شركات البضائع الاستهلاكية لتلبية احتياجات العملاء الأكثر، وحرصا على الصحة ممن يريدون منتجات معبأة أبسط وأقل معالجة. تركز الشركات بشكل متزايد على "الملصقات النظيفة" - العبوات التي تشير إلى منتجات طبيعية جديرة بالثقة، دون مكونات صناعية أو مكونات لا يستطيع المستهلكون نطق أسمائها.
لكن عملاء شركة إنجريديون الآخرين كانوا أكثر اهتماما بخفض التكاليف، حيث يقول نيت ييتس، الذي يقود منصة إنجريديون العالمية للحد من السكر: إن الأمر يعتمد على "وعد العلامة التجارية"، مضيفا أن المحليات الصناعية كانت أرخص بنسبة تصل إلى 80 في المائة من المحليات الطبيعية.
ويقول ييتس: "النقطة الأكثر أهمية هي تصور المستهلك - هل يرى هذا المكون على أنه شيء طبيعي أكثر، ونباتي، دون شرح مطول".
وتقول إنجريديون: إن عملاءها لم يتوقعوا شن حملة تنظيمية على المحليات في المستقبل المنظور، مشيرين إلى الحاجة إلى مكافحة "وباء" السمنة. "إن حجم الإصابة بمرض السكري والسمنة في البلدان النامية مذهل... نحن لا نرى هذا الاتجاه يتغير، هذا يفسح المجال للحلول التي تشمل المحليات الخالية من السعرات الحرارية".
على الرغم من ثقة الصناعة في سلامة المحليات، تبحث الشركات عن طرق لتقليل حلاوة المنتجات، ربما تحسبا لرد فعل عنيف آخر في المستقبل.
حيث قامت شركة نستله بتطوير تكنولوجيا لخفض السكر، واتي تستخدم عملية إنزيمية لتقليل السكر الداخلي في مكونات مثل الشعير والحليب وعصائر الفاكهة بنسبة تصل إلى 30 في المائة.
وقال ستيفان بالزر، كبير مسؤولي التكنولوجيا في نستله، عندما أعلنت الشركة عن المشروع في يوليو: "تعد هذه التكنولوجيا الجديدة إنجازا حقيقيا، حيث أصبح بإمكاننا تقليل السكر دون إضافة المحليات مع الحفاظ على المذاق الرائع".
وقال: "لقد اكتشف علماؤنا أن تقليل السكر يولد ألياف البريبايوتك التي تدعم الميكروبيوم، وهي فائدة إضافية".
تواجه الشركات تحديات خاصة في خفض محتوى السكر في البضائع التي يضيف فيها السكر حجما وبنية للمنتج - على سبيل المثال في السلع المخبوزة. وقد أصبحت الألياف مكونا لامعا في هذا الصدد، لأنه في بعض المنتجات، يمكن للألياف أن تحل محل الجزء الأكبر من السكر "والشعور الذي تمنحه للفم" عند دمجها مع المحليات.
ويأتي هذا مع ميزة إضافية لشركات الأغذية، حيث يمكنها إضافة عبارة "غنية بالألياف" إلى الملصق، إضافة إلى عبارة "بدون" أو "منخفض السكر".
وهناك ابتكار آخر في خطوط الإنتاج وهو استخدام البروتينات الحلوة مثل البرازين والثوماتين، وهي جزيئات البروتين البيولوجي المشتقة بشكل أساس من فواكه غرب إفريقيا مثل الكاتيمفي.
وحتى مع استمرار الصناعة في إجراء التجارب، تأمل ريبوليدو في تشيلي أن المخاوف المتعلقة بالسلامة التي أثارتها منظمة الصحة العالمية ستجعل من السهل تأمين التمويل للأبحاث في تأثيرات المحليات. لكن كما تشير، فإن عدد الأنواع المختلفة من المحليات يجعل من الصعب الحصول على إجابات محددة.
السكرالوز، على سبيل المثال، هو "مركب كيميائي يختلف عن ستيفيا". وهناك حاجة إلى مزيد من العمل لتحديد "الآليات التي تصلح لكل نوع من أنواع المحليات، لذلك آمل أن نكون قادرين على الحصول على مزيد من الأموال لنرى كيف يتصرف كل منها. ومن ثم يمكننا اتخاذ قرار مدروس حول ما يجب أن نختاره. لكننا لم نصل إلى ذلك بعد".
وتتفق سمول مع أهمية إجراء مزيد من الأبحاث. وتقول: "هناك كثير من الأدلة الآن على أن المحليات الصناعية ليست خاملة، وأن لها تأثيرا على الجسم". هناك حاجة إلى دراسات بشرية واسعة النطاق لفهم آثارها بشكل كامل.
ومع ذلك، تدرك سمول أنه "من السيئ تناول كثير من السكر"، مشيرة إلى الحاجة الماسة للوضوح بشأن التوازن الصحيح الذي يجب تحقيقه لكن ذلك ما زال بعيد المنال.
وأضافت: "ما هي الوسيلة المناسبة؟ ما هي أفضل نصيحة؟ لا أعتقد أننا نعرف ذلك".