«الثقافة» تدشن معرض «بين ثقافتين» بالدرعية وسط عالم من الفعاليات
أطلقت وزارة الثقافة أمس الأول النسخة الأولى من معرض "بين ثقافتين"، في قاعة ميادين بمحافظة الدرعية، وذلك في حفل تدشين رسمي بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر ووزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، وجمع من المثقفين والفنانين.
ويركز المعرض في هذه النسخة على ثقافة اليمن، ليعرف الزوار بها، ويبين أوجه ارتباطها وتشابهها بالثقافة السعودية، وذلك ضمن جهود الوزارة في مد جسور حضارية بين مختلف الثقافات العربية والعالمية، وتعزيز التواصل الثقافي إقليميا ودوليا، وترسيخ المكانة الاستثنائية والعمق الحضاري للثقافة السعودية.
وسيتاح المعرض للزوار والمهتمين بدءا من أمس، ويستمر حتى تاريخ 20 من الشهر الجاري، إذ يمكن هذا المعرض الزائر من اكتساب منظور مختلف لثقافة المملكة، عبر معاينتها من زاوية الثقافات الأخرى، والتركيز على نقاط التشابه والاختلاف، إضافة إلى التعرف على ثقافة اليمن، وجذورها الحضارية وما يميزها، ليقدم بذلك نموذجا متكاملا من خلال أقسامه، التي تغطي جوانب واسعة من الثقافة، والمعالم المميزة للمملكة واليمن.
ويمتاز المعرض بتقديمه لمكونات وعناصر الثقافة بإطار فني إبداعي يستعرض الجماليات في سياق التباين، ويظهر التطور المستقل للثقافتين، والجذور المشتركة.
ويضم معرض "بين ثقافتين" أقساما تتناول التراث الطبيعي والحضاري والشعبي، لتمكين الزائر من الاستمتاع برحلة متكاملة تثري الوعي الثقافي بالهوية المتفردة لكلا البلدين، وتبدأ هذه الرحلة من منطقة الاستقبال، التي ستصدح فيها عبارات ترحيبية تقليدية متوارثة في المملكة واليمن، قبل أن يتنقل الزائر بين أقسام المعرض التي تربط بين الثقافتين عبر محتوى ثقافي إبداعي، وأشكال فنية إبداعية لفنانين سعوديين ويمنيين، ويتصدرها قسم "بين جسور الفن" الذي يبرز جماليات الفنون بين الثقافتين، وتقاطعاتها المختلفة عبر محاور الشعر، والخط العربي، والموسيقى، إضافة لأعمال فنية تجسد قيم الأصالة والأخوة.
وقسم "بين الطين والعمارة" الذي يستعرض الأعمال الفنية المجسدة للتراث المعماري الأصيل الخاص بكلا البلدين عبر التركيز على نواحي البناء والزخارف الجمالية. وفي قسم "بين الإرث والثقافة" سيخوض الزائر تجربة ثقافية عميقة تحكي قصص الحضارات القديمة، ليسلط الضوء من خلال قسمي "بين الواقع والافتراض" و"بين الخيال والطبيعة" على ثراء التراث الطبيعي للمملكة واليمن، وتنوعه عبر تقنيات حديثة تمكن الزائر من معاينة تفاصيل الطبيعة بدقة متناهية.
ويميز قسم "بين الزي والحلي" الأزياء التراثية، ويستعرض الحلي والزخارف والنسيج بإطار أعمال فنية متنوعة، ليعكس ما تؤديه الأزياء التراثية من دور محوري في تمييز الحضارات المختلفة عبر تفاصيلها الدقيقة، حيث تنتهي رحلة الزائر عند ركني "بين الجود والكرم" و"بين المحاصيل والثمار" اللتين تضمان بين جنباتهما أشهر خيرات البلدين من محاصيل وثمار وأكلات شعبية.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال معرض "بين ثقافتين" إلى تسليط الضوء على ثقافة المملكة من منظور مختلف يرتكز على توضيح التباين، والتقارب بينها وبين ثقافات الدول المجاورة، بهدف صناعة تجربة ثقافية إبداعية متفردة تحمل ثقافة المملكة لأبعاد جديدة، وتظهر العمق الحضاري والتفرد الثقافي لكثير من عناصرها، كما تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها تحت مظلة رؤية السعودية 2030.