أسواق المال العالمية والإمدادات تتجاذبان أسعار الذهب الأسود

أسواق المال العالمية والإمدادات تتجاذبان أسعار الذهب الأسود

إلى أي مدى سيظل سعر برميل النفط محكوما بأداء أسواق الأسهم وتحركات ستاندارد آند بورز ونازداك، ومتى سيتجه إلى التعامل مع أساسيات السوق المتعلقة بالعرض والطلب فإلى حد كبير كان التحسن في سعر البرميل الذي شهدته الأسواق في مرات متفاوتة خلال الأشهر القليلة الماضية مرتبطا بصورة إيجابية بأوضاع الشركات تعبر عنها المكاسب التي تحققها أسهمها، مما يعطي أشارة إلى تحسن في الوضع الاقتصادي ينعكس بالتالي على سعر البرميل. كذلك تسهم تحركات العملات في التأثير في سوق النفط، فكلما ارتفع الدولار، وهو عملة تجارة النفط الرئيسة، تراجع سعر البرميل والعكس صحيح فصعود الدولار تجاه العملات الأخرى يدفع بعض المستثمرين إلى التخلي عن أنشطتهم لأن الصفقات تصبح أكثر تكلفة.
ففي الأسبوع الماضي وبعد أن تجاوز سعر البرميل 72 دولارا، وهو أعلى معدل في غضون خمسة أسابيع، جاءت التقارير بتحسن وضع العطالة حيث تم فقدان 247 ألف وظيفة فقط، وتعتبر هذه نتيجة أفضل مما كان متوقعا أن يصل حجم الوظائف المفقودة إلى 325 ألفا. وعليه تراجعت نسبة العطالة إلى 9.4 في المائة، بدلا من أن تكون 9.6 في المائة، علما ان المعدل كان في حزيران (يونيو) الماضي 9.5 في المائة، وهي على كل الأقل منذ آب (أغسطس) من العام الماضي.
هذا الأداء أعطى إشارة أن الاقتصاد الأمريكي على طريق التعافي، الأمر الذي أسهم في تقوية الدولار مقابل العملات الأخرى التي تعكس الأوضاع الصعبة لاقتصاداتها خاصة اليورو والين الياباني، وهو ما وضع سعر البرميل في اتجاه التراجع، وهو تحرك ليس مفاجئا إذا أخذ وضع السوق وأحد مؤشراته الرئيسة مستوى المخزونات الأمريكية.
ووفقا لإدارة معلومات الطاقة فإن المخزون من النفط الخام سجل زيادة بلغت 1.7 مليون برميل إلى 349.5 مليون، وان حجم المخزونات العائمة وصل إلى 70 مليون برميل وإن نحو عشرة ملايين منها أضيفت إلى المخزون خلال فترة أسبوعين فقط مما يشير إلى ضعف الطلب.
لكن من ناحية أخرى فإن مخزون البنزين سجل تراجعا بنحو 200 ألف برميل إلى 212.9 مليون وكذلك المقطرات بأكثر من مليون برميل إلى 161.5 مليون برميل، مما يثير احتمال زيادة في الطلب، ولو أن الرقم الخاص بالبنزين حتى مع الزيادة يظل أقل مما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأدت ترجمة السوق لهذه الأرقام إلى فقدان خام ويست تكساس أكثر من دولار ليستقر عند 70.93 دولار للبرميل، كما أن شحنات أيلول (سبتمبر) من خام برنت شهدت بدورها تراجعا بلغ 1.24 دولار في البرميل إلى 73.59 دولار، علما أنها قاربت يوم الخميس الماضي 76 دولارا للبرميل، وهو أعلى سعر تسجله في غضون عشرة أشهر.
لكن بعيدا عن تقلبات الأسعار، فإن السوق تشهد هذا العام ظاهرة يمكن أن يكون لها تأثيرها فها هو آب (أغسطس) وهو ما يفترض أن يكون ذروة موسم الأعاصير التي تنطلق من المنطقة الكاريبية وتصل إلى السواحل الأمريكية تحت مختلف المسميات لتضرب المرافق النفطية وتؤثر فيها بصورة أو أخرى. وشهد عام 2005 ذروة التاثيرات من خلال إعصاري كاترينا وريتا. لكن هذا العام وحتى الآن يبدو المناخ وكأنه عاد إلى ما قبل عقد التسعينيات عندما أصبح لهذه الأعاصير حضور دائم. وإذا ما استمر الوضع على هذا النهج، فإن عنصر قلق آخر واحتمال انقطاع الإمدادات يختفي مما يؤثر في الطلب وإبقائه ضعيفا.

الأكثر قراءة